قصص ريادية
جيمس بوند العرب: قصة صعود كارلوس غصن لأعلى قمم ادارة الشركات في اليابان قبل الهرب الى لبنان
بدأ كواحد من اقوى المدراء التنفيذين في عالم السيارات ، وانتهى بالهرب في صندوق مغلق الى لبنان. كارلوس غصن ، أو جيمس بوند العرب !

عندما نتصفح مجلات السيارات نتمنى بكل تأكيد لو كنا رؤساء تنفيذيين لشركات السيارات العالمية التي تحظى بمبيعات هائلة مثل تويوتا أو رينو أو فورد، وما لا نأخذه في الحسبان هو أن العمل كرئيس تنفيذي لشركة سيارات هي مهمة خطيرة تمامًا.
فعندما تتواجد بمثل هذه المناصب في قطاع السيارات عليك أن تكون مبتكرًا لأقصى درجة وصبورًا ومتعاونًا مع فريق عملك لتتغلب على منافسيكولتكون لك الريادة في ظل سوق تزخر بصيحات جديدة سنويًا.
ومن هؤلاء الذين استطاعوا الوصول لمناصب تنفيذية وأصبحوا من أقطاب صناعة السيارات في العالم هو كارلوس غصن، فكيف استطاع هذا الرجل المولود في البرازيل تحقيق ثروة هائلة رغم بداياته المتواضعة؟
نشأة كارلوس غصن
هو لبناني الأصل، وقد وُلِد في البرازيل في عام 1954، وأبوه هو جورج غصن وهو لبنانيهاجر إلى البرازيل في صغره، أما أمه فقد وُلدت في نيجيريا ثم هاجرت إلى لبنان، وقد عاش غصن في البرازيل حتى بلغ السادسة.
ثم انتقل إلى بيروت في لبنان وقضى هناك المرحلة الإعدادية في مدرسة سيدة الجمهور، ثم سافر إلى باريس في المرحلة الثانوية ليدرس هناك في ثانوية سانت لويس، وقد التحق بالمدرسة الوطنية العليا في باريس وحصل منها على درجة البكالوريوس في الهندسة في عام 1978.
تطوير شركة ميشلان للسيارات
بعد إنهاء دراسته الجامعية في عام 1978 عمل كارلوس غصن في شركة ميشلان الفرنسية المتخصصة في صناعة إطارات السيارات، وفي عام 1981 شغل منصب مدير مصنع ميشلان في لو بوي أون فيليه الفرنسية.
وبعدها بثلاث سنوات تم تعيينهفي رئاسة إدارة الأبحاث والتطوير في ميشلان، واستمر حتى أصبحالرئيس التنفيذي لعمليات الشركة في أمريكا الجنوبية، وقد أظهر براعته ومهارته الفائقة في الإدارة وتحويل القطاعات الخاسرة من الشركة إلى رابحة خلال فترة وجيزة.
وقد كان غصن يصمم على اختيار فريق عمله، فيختار الأكفأ والأكثر مهارة في سوق العمل، كان فريقه يضمأفضل الموظفين من مختلف الجنسيات، وكان ذلك التنوع يخلق حالة من التعاون والانسجام لتحقيق أهداف الشركة على الوجه الأكمل.
الانتقال من ميشلان إلى رينو وتحقيق طفرة في المبيعات
انتقل كارلوس غصن إلى أمريكا الشمالية مع نهاية حقبة الثمانينات، حيث كان يرأس عمليات ميشلان في ولاية كارولينا، ثم أصبح الرئيس التنفيذي لميشلان في أمريكا الشمالية.
ومع منتصف التسعينيات تحول مسار كارلوس غصن فأصبح نائب الرئيس التنفيذي لشركة رينو الفرنسية للسيارات، وفي رينو كان غصن هو المسؤول عن عمليات التطوير والتصنيع والمشتريات، وتولى إدارة رينو في فروعها بأمريكا الجنوبية.
واستطاع غصن خلال عام واحد تحقيق تحولات جوهرية في أرباح رينو وإعادة هيكلتها لتخفيض نفقاتها بأكبر قدر ممكن وزيادة مبيعاتها في نفس الوقت، وقد نجحت خطته إلى حد بعيد فذاع اسمه وأصبحت له شهرة في عالم صناعة السيارات.
إنقاذ شركة نيسان اليابانية من الإفلاس
مع نهاية التسعينيات كانت نيسان اليابانية تعاني من شبح ركود سياراتها، وكان ضعف المبيعات يهدد بقاء الشركة، إذ إن الديون التي كانت على نيسان كانت في ذلك الوقت قد تجاوزت 20 مليار دولار، وهو رقم ضخم للغاية.
كانت كل التحليلات الاقتصادية تشير إلى أن إفلاس نيسان ما هو إلا مسألة وقت، غير أن كارلوس غصن رأى في نيسان استثمارًا طويل الأجل، فوافق على أن تشتري رينو 36.8% من أسهم نيسان بنحو 5.4 مليار دولار.
كانت خطة غصن لإنقاذ نيسان هي بالاعتماد على تحالف قوي يضم رينو ونيسان والاستفادة من خبراء الشركتين لعمل خطة استراتيجية لإنقاذ وإنعاش خزائن نيسان مرة أخرى.
وتعهد كارلوس غصن بأن تحقق نيسان الأرباح خلال عام واحد، وزاد من درامية المشهد أن غصن تعهد بتقديم استقالته لو فشل في تحقيق أي نجاح في شركة نيسان.
وبالفعل انخفضت ديون نيسان إلى النصف خلال عام، وزادت مبيعاتها بنحو 5% خلال 3 سنوات، وكان ذلك في سنة 2002، لقد نجح غصن في نيسان لأنه غير طريقة التفكير التقليدية التي كانت سائدة في إدارة الشركة، لقدد حرص على عدم الاصطدام باليابانيين ولكنه في نفس الوقت فرض احترامه على كل من حوله عندما نجح في تحقيق أرباح للشركة.
واعتمدت خطته لإنقاذ نيسان على الترشيد، إذ إنه أغلق نحو 5 مصانع، وألغى نحو 21 ألف وظيفة، مما ساعد نيسان في خفض تكاليف التشغيل، وبالإضافة إلى ذلك لم يكن غصن يجامل أحدًا في نيسان، وقد اعتمد في نظام ترقية الموظفين على مؤشرات الأداء لا الأقدمية.
لقد قدم كارلوس غصن في تجربته الرائدة في نيسان نموذجًا ملهمًا لجعل شركة خاسرة تحقق أرباحًا خلال فترة وجيزة، لقد حول نظام العمل في نيسان من النظام الياباني التقليدي إلى النظام الإنكليزي الصارم.
ولولا ذلك لم تكن نيسان لتحقق أرباحاً بقيمة 2.7 مليار دولار خلال أول عام من إصلاحات كارلوس غصن، وقد عادت نيسان بعد سنوات قليلة لتتصدر قوائم شركات السيارات التي تحقق ربحية عالية.
واستمرت نجاحات كارلوس غصن حتى أعلنت نيسان في عام 2005 أنها تخلصت من كافة ديونهاوضاعفت أرباحها حتى أصبحت ثاني أكبر شركةٍ للسيارات في اليابان.
وربما كان نجاح كارلوس غصن في نيسان هو الإنجاز الأكبر في مسيرته المهنية في عالم صناعة السيارات، ومع نهاية عام 2005 أصبح غصن هو أول شخصٍ في العالميشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركتين من أقوى وأنجح شركات السيارات في العالم، وهي رينو ونيسان.
السيطرة على صناعة السيارات الروسية واليابانية
في ظل إنجازات كارلوس غصن المتلاحقة باتت شركات السيارات العالمية تطارده ليتولى أرفع المناصب بها ويطور أنظمة العمل فيها، وفي عام 2012 وافق كارلوس غصن على أن يتولى منصب نائبرئيس مجلس إدارة مصنع السيارات الروسي أوتوفاز.
وبعد أن أظهر مهاراته الإدارية غير التقليدية نجح غصن في أن يتولى منصب رئيس مجلس إدارة أوتوفاز، واستغل غصن الفرصة واستطاع في عام 2014 من خلال تحالف رينو ونيسان أن يستحوذ على نحو 25% من أسهم أوتوفاز.
وساعدته هذه الشراكة الاستراتيجية في تحكم تحالف رينو ونيسان في صناعة السيارات الروسية، ويرجع الفضل الأكبر لخبراء شركات التحالف في تطوير برامج العمل بها وتوسيع قاعدة عمل نيسان ورينو.
وفي عام 2016 قام غصن بالاستحواذ على 34% من شركة ميتسوبيشي اليابانية، فاتسع التحالف، وتضاعفت المبيعات ووصلت لمستويات غير مسبوقة، وأصبح هو رابع أكبر تحالف لشركات السيارات في العالم.
جوائز وتكريمات
بعد مسيرة حافلة في قيادة أكثر من شركة سيارات عالمية نال كارلوس غصن العديد من التكريمات، وفي عام 2002 أطلقت عليه مجلة فورتشن لقب رجل أعمال العام في آسيا، وفي نفس العام تصدر غصن قائمة فورتشنلأقوى 10 رجال أعمال من خارج الولايات المُتحدة الأمريكية.
وقد كرمه امبراطور اليابان أكيهيتو ومنحه ميدالية فخرية لإنجازاته في اليابان، وبذلك أصبح غصن هو الوحيد الذي ينال هذه الميدالية من خارج اليابان، وفي عام 2006 كرمته بريطانيا ومنحته لقب الفروسية.
وقد جاء غصن في قائمة CEO Quarterly كأحد أبرع الرؤوساء التنفيذيين في العالم، وجاء في المرتبة السابعة في قائمة شركة أكسا للمرشحين من قبل الشعب الياباني لتولي إدارة اليابان.
واستطاع كارلوس غصن في عام 2012 أن يصبح رابع شخص في العالم ينال جائزة إنجاز العمر التي تمنحها جمعية الإدارة الاستراتيجية، وقد تم تكريمه في دول عديدة مثل إسبانيا، وظل كارلوس غصن نموذجًا ملهمًا لرائد الأعمال الذي يستطيع قيادة شركة وتوجيهها لتحقيق أعلى المبيعات والأرباح.
الهروب الى لبنان
في نهاية العام 2019 وبدايات 2020 ، ضجت وسائل الاعلام العالمي بخبر هروب كارلوس غصن من اليابان بتفاصيل شديدة الغرابة ، حيث قضى وقتا طويلا في صندوق سافر في قطار ثم طائرة لينتهي به الحال في مطار اسطنبول ، ومن ثم الذهاب الى لبنان.
كانت مشاكل غصن قد تفاقمت مع العديد من المسئولين اليابانيين ، وهو ما جعله يتخذ هذه الخطوة المدهشة ويغامر بالبقاء في صندوق مغلق عدة ساعات حتى الوصول الى المطار، ومن ثم الاستقرار في لبنان لمدة عامين حتى الآن.
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا ، ولينكيدإن من هنا
قصص ريادية
لاري أليسون : حياة مليئة بالألم قادته إلى تأسيس أوراكل العملاقة!
كانت العائلة هي الحلقة الأضعف في حياته.

نقرأ يوميًا عن مشاهير استطاعوا التغلب على ذكريات الماضي المؤلم وما مروا به في حياتهم من تحديات، وعلى الرغم مما يمثله الفقر أو الحياة العائلية غير المستقرة من ضغوط على عاتق أصحابها إلا أنها كانت شهادة لميلاد بعض رواد الأعمال الذين نجحوا في تحقيق إنجازات قد يصعب تصديقها.
ومن هؤلاء لاري أليسون مؤسس شركة أوراكل عملاق صناعة البرمجيات، فكيف استطاع أليسون تأسيس هذه الشركة؟ وكيف تمكن من التغلب على الأزمات التي واجهت أوراكل في بداياتها؟
طفولة عصيبة
وُلد أليسون في الولايات المتحدة الأمريكية في نيويورك، وقد تبنته أم عزباء لم تتعاهده كثيرًا بالرعاية وتركته لخالتها ثم عمها، كل ذلك ترك أثره في أليسون الذي لم يحظ بطفولة سوية مثل سائر أقرانه.
كانت نشأة أليسون لسنوات طويلة في ولاية شيكاغو، ولأن عائلته كانت فقيرة إلى حد ما لم ينل النصيب الكافي من رغد العيش، إلى جانب علاقته العصيبة بأبيه الذي لم يكن رحيمًا به وكان دائم التنمر عليه والسخرية منه.
كانت العائلة هي الحلقة الأضعف طوال مسيرة أليسون، لقد جعلته دائم القلق والتوتر، وقد حاول تجاوز ذلك بالاتجاه للتعلم الذاتي والانعزال وحيدًا دون مخالطة الآخرين، فأكسبه ذلك جرأة ومزيد من الاعتماد على النفس وتطوير الذات، إذ لم يكن أمامه أية خيارات سوى النجاح وتحقيق طموحاته.
وفي أوائل الستينيات بعدما أنهى أليسون دراسته في ساوث شور الثانوية صُدم بموت أمه بالتبني بعد رحلة طويلة مع مرض السرطان، وهو الأمر الذي أدخله في اكتئاب في بداية دراسته الجامعية.
في الجامعة .. بين الفشل وحب التعلم
بعد موت أمه التحق لاري أليسون بجامعة شيكاغو، ولأنه يحب تصور ماهية الأشياء ومعرفة الحقائق عن المواد والجسيمات والعلاقات الرياضية في الكون تخصص أليسون في الفيزياء والرياضيات، لكنه لم ينجح في إنهاء دراسته الجامعية.
ظن المحيطون بـ لاري أليسون أن فشله الجامعي إنما هو لضعف انتباهه وقلة تركيزه وعدم احترامه لأساتذته بالجامعة، إلا أن فشله في الجامعة لم يقفف حاجزًا بينه وبين تحقيق طموحاته، فقد بدأ يعلم نفسه كل ما يتعلق ببرمجة الحاسوب.
ويومًا بعد آخر استطاع أليسون إتقان علم البرمجة وفهم ألغاز هذا العلم وإنجاز عدة مهام صغيرة لتدريب نفسه على ما ينتظره في المستقبل، وقد اكتشف أليسون من خلال التعليم الذاتي إمكاناته الكامنة وقدراته التي كانت بمثابة وقود يدفعه على طريق النجاح مرة أخرى.
وقد توجه في عام 1966 إلى كاليفورنيا وعمل في شركة للبرمجيات كمبرمج موهوب يكسب الكثير من المال ويقضي عطلاته في تسلق الجبال والسفر.
تأسيس أوراكل
في عام 1977 قرر لاري أليسون أنه يجب عليه البدء في تأسيس شركة خاصة وترك العمل لدى الآخرين، فاستعان باثنين من زملائه وأسس مختبر لتطوير البرمجيات، وتولى أليسون منصب الرئيس التنفيذي لهذه الشركة الناشئة.
وكان من نتاج عمل هذه الشركة تطوير برامج لقواعد البيانات، وقد أحدثت هذه البرامج طفرة هائلة في هذا القطاع واستحوذت على اهتمام الشركات التي تقوم بتمويل المشروعات المعتمدة على برامج البيانات المتطورة.
مما مكّن أليسون وشركاءه من الفوز بعقود لتطوير أنظمة البيانات بداخل الولايات المتحدة الأمريكية، كان منها عقدًا مميزًا لوكالة المخابرات المركزية، وأطلق أليسون على عقود تطوير بيانات المخابرات المركزية اسم “أوراكل”، قبل أن يصبح هذا اسم شركته.
ونجح مع زملائه في إنجاز متطلبات ومهام أوراكل قبل عام من الموعد المحدد، مما زاد من قوتها وشعبيتها في سوق صناعة برمجيات البيانات، فاستعانت بها شركة IBM لتطوير أنظمة الحواسيب بها، فتضاعفت مبيعات أوراكل.
وقد اعتمد أليسون اسم أوراكل لشركته في عام 1983، وفي حقيقة الأمر يعود الفضل لأليسون في توسيع قاعدة عملاء الشركة وجذب شرائح جديدة لصناعة برمجة قواعد البيانات، مما كان يسهم في مضاعفة أرباح أوراكل باستمرار.
انتقادات لأوراكل
في غمار نشاط أوراكل لم يكن هناك اهتمام كاف للانتباه لحجم سوق برمجة قواعد البيانات وما يتطلبه من معالجة دقيقة للسلبيات التي واجهتها أوراكل في بدايتها، ومن هذه السلبيات مبالغة أليسون في الادعاء بقدرة أوراكل على إنجاز كل مهام البرمجة المطلوبة.
كانت هذه الإدعاءات تحقق خسارة لأوراكل وتضعف سمعتها في سوق تطوير البرمجيات، وفي الوقت الذي كان المنافسون يحققون إنجازات مذهلة ويسلمون البرمجيات المطلوبة في مواعدها كانت أوراكل تفشل فشلًا ذريعًا في الجمع بين جودة البرمجيات المطلوبة وإنجازها في الوقت المحدد لاستلامها.
وفي ظل سباقه المحموم لكسب حصص إضافية لأوراكل من هذه السوق الواعدة التي تتسع باستمرار تحمل أليسون مخاطر عديدة كان يجب ألا يقحم أوراكل فيها من البداية، لكيلا يتمكن منافسوه من إطلاق إصداراتهم الخاصة والمتفوقة عليه وتوجيه ضربة قاضية لشركته الوليدة.
لقد كانت أوراكل تواجه أزمات عديدة في بدايتها مثل عدم وضوح بعض التفاصيل المتعلقة بدقة إنجاز هذه المهام، ورغم ذلك نجح أليسون في ابتكار حلول مساعدة وتسويق مشروعات أوراكل بشكل أكبر.
وفي عام 1985 أعلنت أوراكل عن مشروعها الأضخم المتمثل في مضاعفة حجم أعمالها من خلال تعاقداتها مع كيانات عملاقة، وهو ما ضاعف من إيرادات وأرباح الشركة، وزاد من سطوتها في سوق البرمجيات في عدد من دول العالم.
طرح أسهم أوراكل في البورصة
في عام 1986 تم طرح شركة أوراكل للاكتتاب العام، حقق ذلك طفرة هائلة لأليسون وكل شركائه، فقد وصل سعر سهم الشركة لنحو 15 دولارًا، وخلال فترة وجيزة جاوز السهم ما يقرب من 20 دولارًا.
وبفضل الاكتتاب العام وصلت القيمة السوقية لأوراكل نحو 270 مليون دولار، وبلغت عائدات أوراكل مع نهاية الثمانينات نحو 130 مليون دولار، وفي ذلك الوقت كانت حصص أليسون في الشركة تبلغ نحو 90 مليون دولار.
من حافة الانهيار للسيطرة على سوق البرمجيات
في عام 1988 كانت أوراكل على موعد مع كوارث تهدد سمعتها ومصداقيتها في سوق صناعة البرمجيات، إذ عجزت بعض البرمجيات عن تحقيق المهام المطلوبة منها تمامًا، وفي عام 1990 بدأت أوراكل تفقد السيطرة على مواردها وما لديها من تدفقات نقدية.
وبلغت خسائر الشركة في عام 1991 نحو 36 مليون دولار، مما حط من سعر السهم وخشى البعض من زوال أوراكل من على عرش هذه الصناعة، إلا أن أليسون استطاع استقطاب كفاءات جديدة للشركة وتطوير خططها الاستراتيجية للحيلولة دون حدوث ذلك.
وعادت أوراكل في عام 1994 لصدارة الشركات الرائدة في صناعة البرمجيات مرة أخرى، وزادت قيمتها السوقية حتى بلغت نحو 200 مليار دولار.
ثروة لاري أليسون
بعد طفولة قاسية ابتسم له القدر وأصبح أليسون في عام 2000 أغنى رجل في العالم، ووفقًا لوكالة بلومبيرج في عام 2010 أتي أليسون في المرتبة التاسعة ضمن قائمة أغنياء العالم.
ويأتي نحو 75% من ثروة أليسون من حصته في أوراكل، التي يشغل الآن منصب رئيس مجلس إدارتها، وبالإضافة إلى ذلك يعود جزء من ثروة أليسون للأسهم التي لديه في شركة تسلا لتصنيع السيارات الكهربائية والتي تتجاوز قيمتها نحو 15 مليار دولار.
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا ، ولينكيدإن من هنا
قصص ريادية
قصة الواتس اب: عندما يرفض الفيسبوك توظيفك ثم يضطر ليدفع 19 ملياراً للاستحواذ على تطبيقك!
فقر شديد، اوضاع اقتصادية مؤلمة، هجرة، ثم وفاة أقرب شخص لقلبه. قصة الصمود وراء تأسيس ونجاح تطبيق الواتساب.

لا يوجد شخص تقريبا الآن لا يستخدم تطبيق الواتس اب، وبكل تأكيد أيها القارئ أنك تستخدم هذا التطبيق العبقري الذي جذب ملايين المستخدمين في سنوات قليلة من إطلاقه، والذي لا يكاد يخلو منه اليوم هاتف ذكي واحد، ما بين تواصل عادي أو تواصل للأعمال ، او تواصل بين الأصدقاء والشركات.
الجميع يستخدم الواتس اب اليوم حول العالم. لكن هل تعرف ما هي القصة وراء تأسيس الواتس اب ؟ أو ربما نقول ، الجانب المؤلم من قصة تأسيس هذا التطبيق العالمي؟
هل تعلم أن مؤسس الواتس اب عاش حياة لا يمكن وصفها الا بالحياة الصعبة؟ إليكم القصة المذهلة وراء واتس اب.
حياة بائسة
ولد جان كوم مؤسس الواتس آب في قرية صغيرة في أوكرانيا، وعاش حياة قاسية للغاية منذ ولادته، حيث كان يعيش مع والدته التي تعمل في وظيفة متواضعة؛ في بيت صغير خالي من جميع الخدمات الأساسية للحياة، فلا كهرباء ولا ماء ساخن ولا هاتف.
عندما بلغ جان السادسة عشر من عمره، كانت الأوضاع الاقتصادية في أوكرانيا تزداد سوءًا يوم بعد يوم، فقررت والدته بتقديم طلب لجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية، هربًا من الأوضاع السيئة في أوكرانيا.
وبالفعل تمت الموافقة على الطلب ورحل جان برفقة والدته إلى كاليفورنيا، وتم منحهم شقة صغيرة كدعم من الحكومة الأمريكية للاجئين، لمساعدتهم على محاولة التأقلم في المجتمع الأمريكي والبحث عن فرص عمل وتعلم اللغة.
وبدأت والدته عملها كجليسة أطفال، بينما عمل جان كعامل نظافة في محل بقالة لمساعدة والدته في المصاريف. مهن بسيطة للغاية، فقط تكفي لسداد المصاريف اليومية، لم يكن أحدهم يتخيل أن يتحول هذا المراهق الى واحد من أكبر أثرياء العالم.
فقر ومرض ومعاناة
بعد رحيلهم إلى أمريكا اكتشفت والدة جان إصابتها بالسرطان، لكن ما تجنيه هي وجان من المال لم يكن كافي للعلاج، فتم منحهم دعم إضافي من الحكومة الأمريكية للعلاج.
كان جان يذهب إلى المدرسة ويعمل في الوقت ذاته، واكتشف شغفه الشديد بالتقنية، وبدأ في دراسة علم الشبكات، حيث كان يقوم باستعارة الكتب المستعملة من زملائه في المدرسة، ثم التحق بمجموعات القراصنة الإلكترونية للتعلم.
بعد تخرجه من المدرسة الثانوية التحق جان بجامعة سان خوسيه، كما حصل على وظيفة حارس أمن في شركة واستمر طوال سنوات الجامعة على هذا الحال، إلى أن حصل على وظيفة في شركة ياهو في قسم الدعاية في نهاية التسعينيات، ليبدأ حياته الوظيفية.
لكن بمجرد أن بدأ جان في عيش حياة مستقرة إلى حد ما ، سرعان ما انتهت هذه الحياة بوفاة والدته الأقرب إلى قلبه عام 2000، وكانت بالنسبة له أكبر صدمة تلقاها في حياته.
دخل جان في نوبات حزن طويلة وعاش أيام طويلة عصيبة من الحزن والاكتئاب ، لم يخرج منها إلا بصديقه بريان آكتون الذي ساعده على تجاوز هذه الأيام العصيبة، وعادت الحياة الى مجراها. صحيح أنها أصبحت مظلمة أكثر ، ولكن يمكن أن تُعاش.
أن ترفضك إمبراطورية الفيسبوك
بعد 7 سنوات من وفاة والدة جان قام هو وصديقه بريان بالتقديم للعمل في فيسبوك، لكن الشركة رفضت كلاهما والسبب أنهم ليسوا بالكفاءة ولا الخبرة المطلوبة.
بعد عامين من رفضهما في فيسبوك، وكان كل من الصديقين قد اكتسبا خبرة واسعة في العالم التقنية التسويقي، قررا إطلاق تطبيق مجاني للشات والرسائل الفورية السريعة المجانية.
وبالفعل بدأ جان وبريان العمل على تطوير التطبيق، كانا يعملان بشكل مستمر في المنزل في الشارع في المقهى، أي مكان يذهبان إليه حتى لو للترفيه وتضييع الوقت، كانا يقتنصان بعض الوقت للعمل.
كان التطبيق هو شغلهما الشاغل في هذه الفترة، إلى أن قاما إنهاء العمل وقاموا بإطلاقه في السوق باسم واتس اب ، وهي كلمة قريبة من ” What’s Up ” الانجليزية التي تعني : ما الجديد.
وفي خلال 5 سنوات من إطلاقه وصل عدد مستخدمي تطبيق الواتس اب إلى أكثر من 450 مليون مستخدم حول العالم، ووصلت قيمته إلى أكثر من 7 مليار دولار.
ثم ترفض أنت الفيسبوك!
بعد هذا النجاح المذهل قامت فيسبوك بتقديم عرض شراء للتطبيق. كان من الطبيعي أن تسعى فيسبوك للسيطرة على هذا التطبيق الجديد الذي يحقق ارقاما ممتازة.
لكن كان الرد من جان وبريان اللذان تم رفضهما من فيسبوك رفض العرض، هذا الموقف هو موقف انتصار وقوة بلا شك، تحيل أن تقدم في وظيفة فيتم رفضك لتعود الشركة ذاتها بعد سنوات بطلب شراء لمنتجك الخاص بمليارات الدولارات فترفض أنت.
بمرور السنوات ومع النمو الهائل في التطبيق والانتشار الواسع له عالمياً، لم يكن أمام الفيسبوك الا التقدم بعرض هائل لشراء الواتساب بقيمة 19 مليار دولار، وهو رقم كبير لا يمكن رفضه هذه المرة.
وافق الرفيقان، واعتبرت صفقة الإستحواذ الأضخم حول العالم في العام 2014 ، وأضخم صفقة تقنية لعدة سنوات.
تظل قصة تأسيس تطبيق الواتساب ، مع الطفرة الضخمة في التواصل عبر التطبيق حول العالم ، واحدة من أهم الدروس الريادية على الإطلاق لأي رائد أعمال مبتدئ.
تحول جان كوم واحد الى واحد أشهر أثرياء العالم وهو لم يتجاوز الـ 37 من عمره، هو نفسه الطفل الذي كان يعيش في بيت بلا كهرباء ولا ماء وكان يعمل في تنظيف أرضيات المحلات لتوفير قوت يومه هو ووالدته!
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا
قصص ريادية
قصة صعود إيك باتيستا قبل أن يتورط في قضايا فساد ورشاوي كبرى!
صادرت الشرطة كل ممتلكات باتيستا من السيارات والمجوهرات وتم تجميد أرصدته البنكية.

يهتم الكثيرون منا بمتابعة مشاهير كرة القدم في البرازيل وقصة كل لاعب من هؤلاء، إلا أن البرازيل لها قصص أخرى في عالم البيزنس لا تقل إثارة عن مثيلاتها في كرة القدم، ومن هذه القصص ما حملته لنا وكالات الأنباء العالمية عن القبض على الملياردير البرازيلي إيك باتيستا عملاق صناعة النفط والغاز في البرازيل.
فكيف تمكن هذا الرجل من الوصول لمرتبة أغنى رجل في البرازيل، وكيف تورط بعد كل ذلك في قضايا فساد زجت به إلى السجن؟
طفولة في البرازيل ومراهقة في أوروبا
وُلد إيك باتيستا في عام 1956 بالبرازيل، وقد قضى مع عائلته فترة طفولته هناك، ثم هاجر معهم إلى أوروبا، حيث قرر الأبوان أن من الأفضل له الدراسة في المدارس الأوروبية عن البرازيلية، فتنقل في المرحلة الثانوية بين جينيف وبروكسل.
ثم التحق بجامعة في ألمانيا ودرس بها هندسة التعدين في عام 1974، وفي نفس الوقت كان يعمل أثناء الدراسة ليوفر نفقات التعليم، فكان يبيع وثائق تأمين للمهتمين بهذا النوع من المشتريات.
عودة للبرازيل وتأسيس شركة خاصة
في بداية الثمانينات عاد باتيستوتا إلى البرازيل، كان قد أنهى دراسته الجامعية وقرر أن عليه أن يستفيد من دراسته ويصبح رائد أعمال، فتواصل مع عدد من أبرز مصدري الذهب في منطقة الأمازون وفي نفس الوقت كان يبحث عن مشترين في أوروبا.
وكانت هناك شائعات أن المافيا الإيطالية تسيطر في ذلك الوقت على التجارة في عدد من دول أمريكا الجنوبية فقرر باتيستا أن عليه ألا يسمع لهذه الشائعات وبدأ بالفعل في تأسيس شركته التي حاولت توفير مصادر للذهب الخام.
إيك باتيستا و أول مليون دولار
قبل أن يتجاوز باتيستا الرابعة والعشرين من عمره كانت تجارته تحقق إنجازات مذهلة، وفي ذلك العُمر استطاع أن يحقق أرباحًا تجاوزت المليون دولار، وقد ساعده ذلك في عقد صفقات تجارية ضاعفت له أرباحه.
وظلت ثروته تتضاعف حتى عام 2012، وأصبحت شركته مشهورة بتجارة الذهب والألماس، ودخلت تجارته أسواقًا جديدة، وفي ذلك الوقت كان قد أسس 6 شركات جديدة تعمل في قطاعات التعدين والنفط والنقل.
حياة الرفاهية .. بداية السقوط
مع تضخم ثروته أحب باتيستا رغد العيش وحياة الرفاهية، وقد انضم لفريق القوارب في البرازيل وبرع في تلك الرياضة حتى فاز فريقه ببطولة البرازيل، ثم انصرف باتيستا عن الرياضة وانطلق يشتري الكثير من الأشياء غير الضرورية كالكثير من البيوت الفاخرة والسيارات الفارهة والطائرات الخاصة باهظة الثمن..
ولم يكن باتيستا يدري أن أسعار الذهب ستنهار خلال فترة وجيزة، فباع حصته في شركته الرئيسية التي خسرت بشكل غير متوقع، وقد خسر باتيستا ما يقرب من ثلثي ثروته أي نحو 19.4 مليار دولار، وحاول السيطرة على تجارته بما بقي له من شركات أخرى.
وحقق باتيستا من بيع حصته بشركته الرئيسية نحو 2 مليار دولار، ورغم ذلك استمرت خساراته تتوالى عبر انخفاض حاد في قيمة الأسهم التي يملكها، حتى إنه كان يخسر مليوني دولار يوميًا، وخرج تمامًا من قائمة المليارديرات بحلول عام 2013.
وكان من أبرز أسباب هذا السقوط المدوي هو عجز شركاته عن الإيفاء بوعودها في إنتاج كميات محددة من النفط، ومنها شركته “أوه جي إكس”، والتي كانت قد أعلنت أنها ستنتج 15 ألف برميل يوميًا، لكن في حقيقة الأمر عجزت هذه الشركة عن إنتاج 5 آلاف برميل يوميًا.
اتهامات وملاحقات أمنية
لم تقتصر الأخبار السيئة حول إيك باتيستا على انهيار تجارته فحسب، فقد صرحت طليقته للصحافة أنه يخفي حقيقة أصول تجارته، وقالت أن لديه منجم ذهب بمئات الملايين لكن السلطات البرازيلية لا تعلم عنه أي شئ.
كل ذلك مع اتهامات أخرى تسبب في مداهمة القوات الأمنية البرازيلية لقصر باتيستا في عام 2015، لكنه في ذلك الوقت كان خارج البرازيل، كانت هذه الأخبار بمثابة مفاجأة عاصفة لكل الذين يتابعون بداية صعوده في عالم ريادة الأعمال، فكل ذلك انتهى وأصبح من الماضي.
لقد صادرت الشرطة كل ممتلكات باتيستا من السيارات والهواتف والساعات والمجوهرات وأجهزة الحاسوب وتم تجميد أرصدته البنكية ومصادرة أصوله التجارية.
وفي عام 2018 حكم القضاء البرازيلي على إيك باتيستا بالسجن لمدة 30 عامًا لتورطه في العديد من قضايا الفساد والرشاوي، وتم تغريمه بملايين الدولارات لتسهيله صفقات تجارية مشبوهة، كل ذلك وضع خط النهاية لرجل كان يومًا محط أنظار أولئك الذين يتطلعون لنموذج ملهم لرواد الأعمال.
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا ، ولينكيدإن من هنا
-
قوائممنذ 3 أسابيع
الجواب الصحيح على سؤال المقابلة الشخصية: ما هو الراتب المتوقع الذي تريد الحصول عليه ؟
-
رواد الأعمالمنذ أسبوعين
لن تكون سعيداً اذا نجح مشروعك وفشلت حياتك: 4 نصائح شخصية لرائد الاعمال للاعتناء بنفسه
-
مقالاتمنذ 3 أسابيع
السلع سريعة الاستهلاك FMCG: كلمة سر نجاح المتاجر الاليكترونية الناشئة في حصد تمويلات ضخمة
-
أخبار الشركات الناشئةمنذ 3 أسابيع
الدمار وصل للشركات الناشئة: اسرائيل تقصف شركة ريادية للطباعة ثلاثية الابعاد في غزة
-
مقالاتمنذ أسبوعين
لديك فكرة عظيمة لعمل أو مشروع؟ إليك ما تحتاجه لتنفيذها بنجاح!
-
أوروبامنذ 3 أسابيع
مسرعة Forward•Inc الهولندية تطلق برنامجاً طموحاً لتحويل اللاجئين الى رواد أعمال
-
قصص رياديةمنذ أسبوعين
لاري أليسون : حياة مليئة بالألم قادته إلى تأسيس أوراكل العملاقة!
-
أوروبامنذ 3 أسابيع
رحلة على ضفاف نهر التايمز: نظرة على أقوى الشركات الناشئة في بريطانيا!
يجب عليك تسيجل الدخول لتنشر تعليقًا Login