قصص ريادية
ماذا لو استمـروا في بلادهم؟ رواد اعمال عرب أسسوا شركات ابداعية بعد هجرتهم الى الخارج
قاموا ببناء شركات ناشئة مميزة، وساهموا في تطوير تكنولوجيات فائقة. هل كانوا سينجحون في هذه الاسهامات لو ظلوا في بلادهم ؟!

بات رواد الاعمال العرب في المهجر يمثلون ظاهـرة محيّرة؛ ففي الوقت الذي يتم إلقاء اللائمة دائماً على استهتار الشباب والزيادة السكـانية ونقص الكوادر وغيرها من المبررات كمُسببات للفقر وانتشار الفساد وتهالك الانظمة التعليمية والبحثية في العالم العربي، يبرز في المقابل نماذجاً عديدة لشباب عربي استثنائي استطاع تحقيق انجازات مذهلة في مختلف المجالات في العديد من دول العالم.
ما بين مشروع ريادي مميز الى مكانة أكاديمية مرموقة وحتى الجمع بين الريادي والاكاديمي، حقق الكثير من رواد الاعمال العرب الشباب انجازات مدهشة في الخارج، الذي يعيدنا الى السؤال الأول:
ماذا لو استمروا في بلادهم العربية ؟ .. هل كانوا سيحققون ما حققوه في الخارج ؟
عدنان وحود .. من أبرز رواد الاعمال العرب في ألمانيا
عندما وصل ” عدنان وحوود ” الى فيينا عاصمة النمسا في العام 1971 ، لم يكن مسلّحاً بأي شيء تقريباً سوى ما خبرات واسعة جناها من سنوات عمله مع والده في مجال صناعة النسيج على النوال اليدوي في سـوريا. هذا كل شيء، لا مال ولا لغـة ولا فهم لطبيعة المجتمع الجديد. كان عليه ان يبدأ حيـاة جديدة مختلفة تماماً ، وأن يثبت نفسه في هذا العالم المختلف كلياً عما نشأ عليه.
بدأ حياته الجديدة ببعض المال، كان يقضى المساء في تعلم اللغـة الألمـانية ويقضي الصباح في العمل كموزّع للمواد الدعائية كوظيفة أساسية تسدد احتياجات يومه الأساسية فقط. وعندما تمكّن من اجادة اللغـة الألمـانية انتقال الى مدينة آخن الألمـانية للبدء في دراسة الهندسة الميكـانيكية صبـاحاً ، وبيع الجرائد كوظيفة جانبية تضمن له قوت يومه. واستطاع بالفعل الحصول على درجة البكالوريوس والماجستير ثم درجة الدكتـوراة التي أهلته لكي يصبح خبيراً ذا شهرة عالمية في مجال صناعة آلات النسيج وتطويرها في ألمانيا واوروبا، ومن اهم رواد الاعمال العرب في المهجر.
أكثر ما ساعد وحود في تميزه الاكاديمي هو أنه كان يعمل منذ نعومة أظفار في مجال النسيج لدى والده على النول اليدوي ، فتشرّب بشكل كامل حرفة النسيج في عروقه واصبح لديه خبرات واسعة بها بشكل نظري وعملي وتطبيقي ، زادتها الدراسة الاكاديمية المتميزة التي حصل عليها في الجامعات الألمانية ، وهو ما جعله هدفاً لأكبر شركات النسيج الأوروبية كخبير ومستشار مخضرم في هذا المجال بعد أن قدم العديد من الاختراعات والتطويرات حققت صدى واسعاً ، حتى أن بعض أساتذة الجامعة أطلقوا لقب ” بابا النسيج ” عليه.
لاحقاً ، توالت العروض الكبرى من الشركات في ألمانيا وسويسرا وبلجيكا الا انه قرر الاستقرار في ألمانيا وعمل مع العديد من الشركات الألمانية ، حتى تقاعد في العام 2011 متفـرغاً لإنجاز بعض الاعمال التطوعية في بلده الأصلي سوريا ، حيث أسس مركزاً طبياً في ريف حلب ، توسّع لاحقاً ليفتتح ستة فروع اضافية.
عماد سلام .. من هندسة الطيران الى تجارة العقارات
مثله مثل عدد كبير من العراقيين في تلك الفترة، سافـر عماد سلام في اواخر السبعينات الى بريطانيا لدراسة هندسة الطيران هناك، وبعد فتـرة وأثناء قضاءه لفتـرة الدراسة اندلع الحرب العراقية الإيرانية التي استمرّت 8 سنوات كاملة. كانت هذه الحـرب مدمّـرة بكل المقاييس ، فطلبت منه أمـه أن يكمل حياته في بريطانيا وألا يعود الى العراق مرة أخرى ، على الاقل في تلك الفتــرة.
كانت هذه الأزمة كبيـرة بالنسبة لعمـاد السلام بإعتباره الشقيق الأكبر لإخوته والمسئول الثاني مباشرة عن الاسرة بعد والدته عقب وفاة والده. ومع ذلك ، استمـر في بريطانيا بطلب من والدته فحصل على عمل في المركز الإسلامي بمانشستر براتب بسيط ، وهو الأمر الذي دفعه الى البدء في بيع اللحوم عند باب المسجد لزيادة أرباحه ، ثم طوّر عمله بشراكة مع صديق آخر يتولى بيع المواد التموينية ؟، بينما يتولى هو ذبح الخراف وبيعها.
في تلك الفتـرة ، لاحظ ان القائمين على المركز لديهم عقارات يهدفون الى زيادتها والمحافظة على اوقافهم ، وهو ما جعله ينغمس بدوره في هذا المجال حيث استطاع ان يحقق انجازات أدهشته هو شخصياً في مجال العمل الحر والتجارة والتسويق العقاري ، جعلته يتأكد بعد عامين أن العمـل الحر هو طريقه في الحياة وليس الوظيفة على الإطلاق.
بدءً من العام 1986 بدأ عماد السلام مسيرته كمطوّر عقاري ورجل اعمال حيث بدأ بشراء عمارة وانطلق منها الى بناء مجمعات سكنية ضخمة نالت جوائزاً رفيعة في تصاميمها المعمـارية والخدمات التي تقدمها للمتملّكين ، ووصل عدد الشقق التي بناها الى اكثر من ستة آلاف ، وقام بتأسيس منظومة كبيرة شملت تطوير العقارات داخليا والتوسط في بيعها ، حتى أصبح من أكبر رواد الاعمال العرب في هذا المجال في بريطانيا.
صحيح انه تعرّض للمخاطر في مسيرته المهنية عندما اندلعت الازمة المالية العالمية في العام 2008 ،التي تلاها فترة من الكساد والازمات والهبوط ، إلا أنه في تلك الفترة تحديداً استطاع ان يحصد اكبر وافضل عقوده ومشروعاته ، انطلاقاً من الكلمة المفتاحية التي يرددها دائماً ” الإيمان بالبركة “.
والى جانب مشروعات التطوير العقاري يولي العراقي عماد السلام اهتماماً بالعمل الخيري خصوصاً المدارس ، حيث أسس حتى الآن ثماني مدارس تضم أكثر من ألفي طالب.
منجد المدرس .. اللاجئ الذي أعاد تعريف الأطراف الصنـاعية
لم يصل البروفسور منجد المدرس – استاذ جراحات العظام والريادي في في مجال الاطراف الصناعيـة – الى استراليا على متن طائرة أنيقة ، ولم يستقبله مندوب من الجامعة. الواقع أنه وصل الى استراليا على ظهـر قارب لصيد الأسماك يعج باللاجئين البؤساء الذي عبروا المحيط في محاولة للوصول الى البر الاسترالي. كان هذا في العام 2000 ، وكان هذا في ظل ظـروف مأساوية واجهت جميع اللاجئين على ظهـر قارب الصيد ، كاد يفتك بهم الجوع والعطش والغرق.
عندما وصل قارب الصيد الذي يعج باللاجئين غير الشرعيين – ومن بينهم منجد المدرس – وضعتهم السلطات الاسترالية في مأوى أشبه بالمعتقل. لاحقاً ، سيظـل هذا المعتقل في ذكـرى البروفسور منجد المدرّس لفتـرة طويلة ولن ينساه بسهولة ، وسيظل يصفه بالجحيم. وهو وصف صادق على اية حال ، حيث قامت منظمات حقوق الانسان لاحقاً بتصنيفه كأسوأ معتقل من بين معتقلات اللاجئين حول العالم.
في هذا المعتقل،لم يكن الطبيب منجد المدرس يخاطب بإسمه ، وإنما يخاطب برقمه. كان اسمه هو الرقم 982 الذي طبع على ذراعه ، وبقى رقماً حتى بعد خروجه باحثاً عن عمل. بدأ حياته المهنية – ان جاز التعبيـر – في استراليا في تنظيف المراحيض ، في الوقت الذي كان يعادل فيه شهادته الاكاديمية في الطب. بعد 8 سنوات فقط من بداية تنظيفه للمراحيض في استراليا ، أصبح بروفسـوراً في جراحة العظام !
منذ تلك اللحظة ، أصبحت حياة البرفسور منجد المدرس ذات ثلاثة محاور أساسية : محور اكاديمي كأستاذ محاضر في جراحة العظام والاطراف الصناعية ، محور للدفاع عن قضايا اللاجئين ، محور للابتكار وريادة الاعمال في تخصصه كطبيب ، خصوصاً في مجال الاطراف الصناعية. وكما يقول هو ، اختار هذه المحاور الثلاثة لانها محاور عايشها بنفسه ، إما في بلده الأصلي ” العراق ” التي رأى فيها الكثير من الحروب التي خلفت الكثير من مبتوري الاطراف ، أو قضية اللاجئين الذي عايشها بنفسه بإعتباره كان لاجئاً على متن زورق يوم من الايام.
اليوم ، أصبح المدرس من أشهر رواد الاعمال العرب المتخصصين طبياً في مجال تقنية الاطراف الصناعية الذكيـة والتي تكون مرتبطة بالاعصاب والعضلات مع الربوت الذي يتحرك فوراً مع تفكيـر الشخص بآداء الحركة، الامر الذي يجعل الاشخاص مبتوري الاطراف يصلون الى أكثر درجة تمكّنهم من العيش بشكل طبيعي، بدلاً من استخدام الاطراف الصنـاعية التقليدية.
وعلى الرغم ان المرضى من حول العالم، بما فيها الولايات المتحدة وكندا يتوافدون الى استراليا لحل مشكلة الاطراف الصناعية التقليدية والحصول على الاطراف الذكية التي يطوّرها المنجد، إلا أنه هو بنفسه يقوم بمغادرة استراليا ويطوف العالم ليعلّم الاطباء والهيئات المختلفة كيفية التعامل مع تقنيات الاطراف الصناعية الذكية التي من الممكن ان تعيد الاشخاص مبتوري الاطراف الى فاعلين في مجتمعـاتهم.
الحكيمي .. من معسكر الامن المركزي الى مؤسس شركة أبحاث
مجموعة شركات GL Chemtec هي مجموعة شركات شهيرة في كندا متخصصة في الأبحاث المتعلقة بالكيمياء وتطبيقاتها. يرأس المجموعة الكيمائي الكندي اليمني الدكتـور جميل الحكيمي الذي تعد قصة نجاحه واحدة من اهم القصص الرياديـة في المجال العلمي في الخارج.
رحلة الحكيمي الى اليمن كانت طويلة وغير مباشرة، فبعد ان انتهى من دراسته الأساسيـة تم تجنيده إجبـارياً ليقضي فترة التجنيد في احد معسكـرات جنود الأمن المركزي في العاصمة اليمنية صنعاء، ثم بعد ذلك حصل على موافقة لإكمال دراسته في ألمـانيا الذي بدأ فيها أولى خطواته الأكاديمية ، وكانت الخطوة الاصعب بإعتبارات خاصة بصعوبة اللغـة والتأقلم السريع بالنسبة لشاب يمني. الا ان الامور اصبحت أكثر سهولة فيما بعد.
استطـاع الحكيمي خلال فتـرة دراسة الماجستير أن يخرج بأربعة براءات اختراع ، ثم عمل على دراسة الدكتـوراة مباشرة التي حصل فيها على أعلى درجة ممكنة وبشهادة تقدير لا يحصل عليها سوى 5 % فقط من طلبة الدكتـوراة.
بعد إنهاء درجة الدكتوراة توجّه الحكيمي الى ليبيـا واستقر فيها أربعة سنوات، ثم قرر الهجـرة مع أسرته الى كندا التي وصلها في العام 2000. كانت البداية صعبة للغـاية ، حيث اضطـر ان يبحث عن عمـل خلال شهـوره الثلاثة الأولى – رغم انه يحمل شهادة دكتوراة وخبرات واسعة – استطـاع في النهاية أن يتواصل مع أحد اساتذة الكيمياء التحليلية في جامعة تورنتو الذي اتاح له عملاً بأجر متوسط. ثم استطـاع أن يلتحق بالعمل في شركة بترو كندا لأربعة سنوات ، استطـاع فيها الحكيمي ان يتأقلم مع مجتمعه الجديد ويحصل على خبرات واسعة.
لاحقاً ، ترك الحكيمي وظيفته المريحة في شرطة النفط والراتب الطائل الذي كان يتقاضاها ، وقرر افتـتاح شركة ناشئة متخصصة في مجال البحوث الكيميائية وتطبيقاتها ، في الوقت الذي يقوم فيه بالتدريس بالجامعة بدوام كامل. واستطاعت شركته تحقيق مستوى عالٍ من الكفاءة والمصداقية والابتكـارات المدهشة ، فضـلاً عن اتاحتها لعناصر وفرص الإبداع وتوفير بيئة عمل إبداعية ، لتتحول الى شركة مشهـود لها بالكفاءة في السوق الكنـدي، ونموذج لانجازات واحد من رواد الاعمال العرب.
عدنان مجلي .. العلم والبيزنس وجهـان لعملة واحدة
في بلدة طوباس الفلسطينية ولد ” عدنان مجلي ” طفلاً بين تسعة اخوة واخوات لوالد يعمل مزارعاً لم يكن في همّه شيء سوى ان يعلم أبناءه تعليماً جيداً مهما كلّفه الأمر. أثبتت الأيام نجـاح الأب في ذلك بإمتياز، حيث أصبح ولده ” عدنان ” واحداً من أبرز الشخصيات العربية العالمية التي تجمع ما بين التخصص الأكاديمي العلمي والبراعة في عالم البيزنس.
في العام 1981 التحق عدنان بجامعـة اليرموك الأردنية التي تلقّى فيها تعليماً ممتازاً – بحسب وصفه – ثم حصل بعد تخرجه في الجـامعة على منحـة من السوق الاوروبية المشتركة بسبب تميّزه الأكاديمي الرفيع، فانطلق الى جامعة سالفـورد في مدينة مانشيستـر البريطانية ليكمل شهادة الماجستير التي أنهاها في زمن قياسي أقل بكثير مما حددته الجامعة ،ثم أتبعها بدراسة الدكتـوراة في جامعة أكستـر البريطانية في تخصص ” تصلب الشرايين ” وتصنيع الأدوية المختلفة التي تمنع الجلطات.
في العام 1989 ، وبعد ان انهى عدنان المجلي درجة الدكتـوراة، فكّـر في العودة الى بلاده ليعمل في مجال البحث العلمي خصوصاً في الاردن وفلسطين، إلا أن ذلك لم يكن ممكناً لأنه فوجئ أنه ينتظـره آداء الخدمة العسكـرية لمدة سنتين في الأردن، ففضّـل الرحيل الى أميـركا الذي كان قد جاءه من جامعاتها عروض اكاديمية متعددة، أهمها من جامعة روتشستر في نيويـورك التي اختارها مفضـلاً إياها عن جامعتي هارفارد وديـوك.
كان انتقال البروفسور عدنان المجلي الى أميـركا بداية مرحلة مذهلة من الانجازات ، حيث لمع اسمه كواحد من اشهر رواد الاعمال العرب في الأبحاث الطبية والدوائية مسجلاً أكثر من 800 براءة اختراع، كما استطـاع أن يحوّل اختراعاته الى شركة دوائية وطبيـة قدّم من خلالها مجموعة كبيرة من الانجازات. من بين هذه الانجازات هو قدرته على تطوير روبوت يعمل على تسريع مراحل استشكاف وتطوير الادوية المختلفة، حيث يقوم بإنجاز 90 % من المهام التي يقوم بها العلماء البحثيين ، مخفّضاً عدد فريق العلمـاء المطلوب في بحث علاج جديد من 60 عالماً الى ستة علماء فقط.
هذه الابتكـارات التي تدخل في عمق العلوم والابحاث من ناحية وعالم البيزنس من ناحية اخرى جعلت المجلي مادة اعلامية مثيرة للضجة في الاعلام الاميركي ، خصوصاً عندما استطاع لاحقاً الوصول الى منهجيـة تقلل من احتمال ستة تريليـونات لوجود دواء مناسب الى 55 ألف احتمال فقط ، الى جانب توصّله الى وسائل تقنية تؤهل عدد قليل من العلماء لإنتاج أكثر من 20 ضعفاً ما ينتجه العلماء التقليديون، وهو ما أدى الى أن تكلفة الدواء منذ اكتشافه حتى وصوله للمريض أصبح تبلغ عُشـر ما كانت عليه في السابق.
مع كل هذه الانجازات مازال المجلي يتواصل مع اهله في كل من فلسطين والاردن مطلقاً برامجاً متعددة للمنح الدراسية وتكريمات الطلاب المتفوقين ، ومساهماً في تأسيس المؤسسات البحثية والدراسية من بينها جامعـة أميـركية فلسطينية.
في النهاية، لا يمكن أن يتم استعراض هذه النماذج المشرّفة لبعض من رواد الاعمال العرب استطاعوا تحقيق نجاحات كبرى في بلاد المهجر، دون أن يقفـز السؤال الافتراضي الأبدي : ماذا لو ؟ .. ماذا لو استمرّوا في حياتهم في دولهم، هل كانوا سيحققون نجاحاً شبيهاً بما حققوه عندما اتجهوا غرباً أو شرقاً ؟
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا
قصص ريادية
قصة صعود إيك باتيستا قبل أن يتورط في قضايا فساد ورشاوي كبرى!
صادرت الشرطة كل ممتلكات باتيستا من السيارات والمجوهرات وتم تجميد أرصدته البنكية.

يهتم الكثيرون منا بمتابعة مشاهير كرة القدم في البرازيل وقصة كل لاعب من هؤلاء، إلا أن البرازيل لها قصص أخرى في عالم البيزنس لا تقل إثارة عن مثيلاتها في كرة القدم، ومن هذه القصص ما حملته لنا وكالات الأنباء العالمية عن القبض على الملياردير البرازيلي إيك باتيستا عملاق صناعة النفط والغاز في البرازيل.
فكيف تمكن هذا الرجل من الوصول لمرتبة أغنى رجل في البرازيل، وكيف تورط بعد كل ذلك في قضايا فساد زجت به إلى السجن؟
طفولة في البرازيل ومراهقة في أوروبا
وُلد إيك باتيستا في عام 1956 بالبرازيل، وقد قضى مع عائلته فترة طفولته هناك، ثم هاجر معهم إلى أوروبا، حيث قرر الأبوان أن من الأفضل له الدراسة في المدارس الأوروبية عن البرازيلية، فتنقل في المرحلة الثانوية بين جينيف وبروكسل.
ثم التحق بجامعة في ألمانيا ودرس بها هندسة التعدين في عام 1974، وفي نفس الوقت كان يعمل أثناء الدراسة ليوفر نفقات التعليم، فكان يبيع وثائق تأمين للمهتمين بهذا النوع من المشتريات.
عودة للبرازيل وتأسيس شركة خاصة
في بداية الثمانينات عاد باتيستوتا إلى البرازيل، كان قد أنهى دراسته الجامعية وقرر أن عليه أن يستفيد من دراسته ويصبح رائد أعمال، فتواصل مع عدد من أبرز مصدري الذهب في منطقة الأمازون وفي نفس الوقت كان يبحث عن مشترين في أوروبا.
وكانت هناك شائعات أن المافيا الإيطالية تسيطر في ذلك الوقت على التجارة في عدد من دول أمريكا الجنوبية فقرر باتيستا أن عليه ألا يسمع لهذه الشائعات وبدأ بالفعل في تأسيس شركته التي حاولت توفير مصادر للذهب الخام.
إيك باتيستا و أول مليون دولار
قبل أن يتجاوز باتيستا الرابعة والعشرين من عمره كانت تجارته تحقق إنجازات مذهلة، وفي ذلك العُمر استطاع أن يحقق أرباحًا تجاوزت المليون دولار، وقد ساعده ذلك في عقد صفقات تجارية ضاعفت له أرباحه.
وظلت ثروته تتضاعف حتى عام 2012، وأصبحت شركته مشهورة بتجارة الذهب والألماس، ودخلت تجارته أسواقًا جديدة، وفي ذلك الوقت كان قد أسس 6 شركات جديدة تعمل في قطاعات التعدين والنفط والنقل.
حياة الرفاهية .. بداية السقوط
مع تضخم ثروته أحب باتيستا رغد العيش وحياة الرفاهية، وقد انضم لفريق القوارب في البرازيل وبرع في تلك الرياضة حتى فاز فريقه ببطولة البرازيل، ثم انصرف باتيستا عن الرياضة وانطلق يشتري الكثير من الأشياء غير الضرورية كالكثير من البيوت الفاخرة والسيارات الفارهة والطائرات الخاصة باهظة الثمن..
ولم يكن باتيستا يدري أن أسعار الذهب ستنهار خلال فترة وجيزة، فباع حصته في شركته الرئيسية التي خسرت بشكل غير متوقع، وقد خسر باتيستا ما يقرب من ثلثي ثروته أي نحو 19.4 مليار دولار، وحاول السيطرة على تجارته بما بقي له من شركات أخرى.
وحقق باتيستا من بيع حصته بشركته الرئيسية نحو 2 مليار دولار، ورغم ذلك استمرت خساراته تتوالى عبر انخفاض حاد في قيمة الأسهم التي يملكها، حتى إنه كان يخسر مليوني دولار يوميًا، وخرج تمامًا من قائمة المليارديرات بحلول عام 2013.
وكان من أبرز أسباب هذا السقوط المدوي هو عجز شركاته عن الإيفاء بوعودها في إنتاج كميات محددة من النفط، ومنها شركته “أوه جي إكس”، والتي كانت قد أعلنت أنها ستنتج 15 ألف برميل يوميًا، لكن في حقيقة الأمر عجزت هذه الشركة عن إنتاج 5 آلاف برميل يوميًا.
اتهامات وملاحقات أمنية
لم تقتصر الأخبار السيئة حول إيك باتيستا على انهيار تجارته فحسب، فقد صرحت طليقته للصحافة أنه يخفي حقيقة أصول تجارته، وقالت أن لديه منجم ذهب بمئات الملايين لكن السلطات البرازيلية لا تعلم عنه أي شئ.
كل ذلك مع اتهامات أخرى تسبب في مداهمة القوات الأمنية البرازيلية لقصر باتيستا في عام 2015، لكنه في ذلك الوقت كان خارج البرازيل، كانت هذه الأخبار بمثابة مفاجأة عاصفة لكل الذين يتابعون بداية صعوده في عالم ريادة الأعمال، فكل ذلك انتهى وأصبح من الماضي.
لقد صادرت الشرطة كل ممتلكات باتيستا من السيارات والهواتف والساعات والمجوهرات وأجهزة الحاسوب وتم تجميد أرصدته البنكية ومصادرة أصوله التجارية.
وفي عام 2018 حكم القضاء البرازيلي على إيك باتيستا بالسجن لمدة 30 عامًا لتورطه في العديد من قضايا الفساد والرشاوي، وتم تغريمه بملايين الدولارات لتسهيله صفقات تجارية مشبوهة، كل ذلك وضع خط النهاية لرجل كان يومًا محط أنظار أولئك الذين يتطلعون لنموذج ملهم لرواد الأعمال.
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا ، ولينكيدإن من هنا
قصص ريادية
مؤسس إيباي Ebay : ترك العمل في أبل ليتربع على عرش التجارة الإلكترونية!
تعهد مؤسس إيباي بالتبرع هو وزوجته بنحو 1% من ثروتهما سنويًا.

في الآونة الأخيرة تضاعفت معدلات التجارة الإلكترونية التي تتم من خلال منصات متخصصة تعرض آلاف المنتجات بما يسهل وصولها لأكبر عدد من العملاء، وهو ما لم يكن متاحًا في الماضي حيث كانت التجارة الشائعة آنذاك تتم عبر متاجر تقليدية تفتقر إلى التنظيم والترتيب الكافي.
وكان إيباي في طليعة منصات التجارة الإلكترونية التي حازت شعبية طاغية لاسيما بين الأوساط الشبابية المهتمة بكل جديد في هذا القطاع، فما هي قصة مؤسس إيباي بيير أميديار، وكيف تم تأسيس هذه المنصة؟
طفولة في باريس ومراهقة في واشنطن
ترجع بدايات تأسيس إيباي إلى بيبر مراد أوميديار، وتعود أصول أبويه إلى إيران، وهو يحمل الجنسية الأمريكية، وقد وُلد في باريس عام 1967 وقضى بداية حياته في واشنطن وعدة ولايات أمريكية أخرى.
كانت عائلة أوميديار تتنقل بين الولايات الأمريكية نظرًا لأن أبيه كان يشتغل بالطب، وهو ما ساعد أوميديار في التعرف على ثقافات متنوعة واكتساب مهارات التواصل مع الناس، وقد درس علوم الحاسوب وتخرج في جامعة Tufts حاصلًا على شهادة متخصصة في الحاسوب، رغم أنه لم يبد أي تفوقًا ملحوظًا طوال دراسته الجامعية.
تطوير برامج أبل
بعد تخرجه في الجامعة عمل أوميديار في شركة كلاريس التابعة لأبل، وكان له دور حيوي في تطوير برنامج ماك درو في أجهزة شركة أبل، وقد شجعه ذلك على تأسيس شركة متخصصة في تطوير البرمجيات بمشاركة ثلاثة من أصدقائه.
وقد نجحت شركته من بداية تأسيسها، وكان نشاطها الأساسي يعتمد على تطوير برمجيات تخدم أهداف الشركات الكبرى التي تستخدم هذه البرمجيات لصالح أعمالها التجارية.
وكان اسم شركته هو eShop، وقد تلقت هذه الشركة عروض شراء مختلفة، ثم حسمت شركة مايكروسوفت الصفقة لصالحها واشترت eShop في عام 1996..
بيير أميديار مؤسس إيباي
في عام 1997 أسس أوميديار منصة إيباي وتوسع في أنشطة التجارة الإلكترونية، وكان يفرض رسومًا محددة على عملائه حين يقومون بإجراء معاملات عبر المنصة، وقد تميزت المنصة بسهولة التسجيل لكل من المشترين والبائعين، كان ذلك يتم خلال دقائق معدودة.
ولقد كانت إيباي هي أول من أدخلت العبارات التسويقية لعالم التجارة الإلكترونية وربطتها بالمستهلك بشكل جذاب، مثل: “Buy it Now” و “Seller Rating” و “Best Match”، وقد مهدت بذلك لتجديد الخطاب الاستهلاكي بصورة مبتكرة لجذب قطاعات أكبر لاسيما الشبابية منها.
الطرح في البورصة والاستحواذ على باي بال
حين طرح أوميديار أسهم إيباي في البورصة حقق ذلك له طفره هائلة وتجاوز عدد المستخدمين في موقعه نحو مليون مستخدمًا، وتجاوزت مبيعات الموقع 70 مليون دولار في نهاية عام 1998.
وقد ضاعف ذلك ثروة أوميديار خلال فترة وجيزة، ورغم توقف الموقع عن العمل بسبب بعض التحديات التقنية إلا أن المؤسسين تداركوا هذه المشكلة وغيرها واكتسبوا خبرة من مثل هذه التحديات.
وقد عززت إيباي من قوتها التجارية بالاستحواذ على شركة باي بال عام 2008، وقد زدا ذلك من قبضتها على سوق التجارة الإلكترونية في العالم بحلول عام 2012، فقد تضاعفت إيراداتها لتصل نحو 9.56 مليار دولار.
ثم استحوذت إيباي على منصة سكايب، وفي ذلك الوقت بلغ عدد مرات تحميل تطبيق إيباي نحو 480 مليون مرة، وقد نجحت إيباي في جذب شريحة واسعة من العملاء من خارج الولايات المتحدة، وشارك هؤلاء في إيراداتها بنحو 4 مليار دولار.
صفقات ناجحة وتوسعات جديدة
ومما زاد من مبيعات إيباي أنها عقدت صفقات ناجحة عديدة، منها صفقتها مع شركة متخصصة في التكنولوجيا الذكية لطرح تذاكر لشركات طيران وغيرها من التذاكر التي تجذب الآلاف من عملاء الإنترنت، مما ضاعف من شهرة المنصة
وخلال عام 2008 توسعت إيباي ودخلت أسواق جديدة في 30 دولة، وقد وفرت ميزة التسوق من خلال خيارات مثلUPC ، ISBN ، إلى جانب إمكانية تحويل المال بطرق متنوعة عبر شبكة الإنترنت.
وقد استطاعت إيباي مضاعفة نصيبها من التدفقات النقدية لتتجاوز نحو 300 مليون دولار عام 2019، وتجاوزت العائدات على معدل حقوق الملكية نحو 61٪ ، أي إنه مقابل كل دولار من حقوق الملكية تتجاوز إنتاجية السهم نحو 61 سنتًا.
انتقادات لأعمال إيباي
تعرضت منصة إيباي لانتقادات بسبب اتهامات بتوزيع سلع غير أصلية، وهو الأمر الذي كبدها بعض الخسائر وعرضها لضغوط قانونية في أوروبا ، ورفع بعض المصنعين دعاوى قضائية على مؤسسيها واتهمهم بتحقيق عمولات في مقابل المبيعات التي حدثت في غفلة عن رقابة الجهات المعنية دون وضع الضوابط الكافية.
وقد رفعت بعض بيوت الأزياء في فرنسا دعاوى مشابهة ضد إيباي، وحصل هؤلاء على تعويضات من إدارة هذه المنصة، ولم يمنع ذلك إيباي من التعلم من أخطائها وتصحيح مسارها لتعود من جديد لريادة عالم التجارة الإلكترونية.
أعمال خيرية ومشاركة في تنمية المجتمع
تعهد أوميديار مؤسس إيباي بالتبرع هو وزوجته بنحو 1% من ثروتهما سنويًا، وسط إشادة بصنيعهما من مجتمع رواد الأعمال بالولايات المتحدة الأمريكية، لم يكتف أوميديار بذلك بل قام بتمويل الكثير من الشركات الناشئة داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
وخصص هو وزوجته صندوق خيري لإدارة تبرعاتهما وتوجيه هذه التبرعات لخدمة المجتمع في شئون العلاج والتعليم وسائر أوجه التنمية المجتمعية.
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا ، ولينكيدإن من هنا
قصص ريادية
لاري أليسون : حياة مليئة بالألم قادته إلى تأسيس أوراكل العملاقة!
كانت العائلة هي الحلقة الأضعف في حياته.

نقرأ يوميًا عن مشاهير استطاعوا التغلب على ذكريات الماضي المؤلم وما مروا به في حياتهم من تحديات، وعلى الرغم مما يمثله الفقر أو الحياة العائلية غير المستقرة من ضغوط على عاتق أصحابها إلا أنها كانت شهادة لميلاد بعض رواد الأعمال الذين نجحوا في تحقيق إنجازات قد يصعب تصديقها.
ومن هؤلاء لاري أليسون مؤسس شركة أوراكل عملاق صناعة البرمجيات، فكيف استطاع أليسون تأسيس هذه الشركة؟ وكيف تمكن من التغلب على الأزمات التي واجهت أوراكل في بداياتها؟
طفولة عصيبة
وُلد أليسون في الولايات المتحدة الأمريكية في نيويورك، وقد تبنته أم عزباء لم تتعاهده كثيرًا بالرعاية وتركته لخالتها ثم عمها، كل ذلك ترك أثره في أليسون الذي لم يحظ بطفولة سوية مثل سائر أقرانه.
كانت نشأة أليسون لسنوات طويلة في ولاية شيكاغو، ولأن عائلته كانت فقيرة إلى حد ما لم ينل النصيب الكافي من رغد العيش، إلى جانب علاقته العصيبة بأبيه الذي لم يكن رحيمًا به وكان دائم التنمر عليه والسخرية منه.
كانت العائلة هي الحلقة الأضعف طوال مسيرة أليسون، لقد جعلته دائم القلق والتوتر، وقد حاول تجاوز ذلك بالاتجاه للتعلم الذاتي والانعزال وحيدًا دون مخالطة الآخرين، فأكسبه ذلك جرأة ومزيد من الاعتماد على النفس وتطوير الذات، إذ لم يكن أمامه أية خيارات سوى النجاح وتحقيق طموحاته.
وفي أوائل الستينيات بعدما أنهى أليسون دراسته في ساوث شور الثانوية صُدم بموت أمه بالتبني بعد رحلة طويلة مع مرض السرطان، وهو الأمر الذي أدخله في اكتئاب في بداية دراسته الجامعية.
في الجامعة .. بين الفشل وحب التعلم
بعد موت أمه التحق لاري أليسون بجامعة شيكاغو، ولأنه يحب تصور ماهية الأشياء ومعرفة الحقائق عن المواد والجسيمات والعلاقات الرياضية في الكون تخصص أليسون في الفيزياء والرياضيات، لكنه لم ينجح في إنهاء دراسته الجامعية.
ظن المحيطون بـ لاري أليسون أن فشله الجامعي إنما هو لضعف انتباهه وقلة تركيزه وعدم احترامه لأساتذته بالجامعة، إلا أن فشله في الجامعة لم يقفف حاجزًا بينه وبين تحقيق طموحاته، فقد بدأ يعلم نفسه كل ما يتعلق ببرمجة الحاسوب.
ويومًا بعد آخر استطاع أليسون إتقان علم البرمجة وفهم ألغاز هذا العلم وإنجاز عدة مهام صغيرة لتدريب نفسه على ما ينتظره في المستقبل، وقد اكتشف أليسون من خلال التعليم الذاتي إمكاناته الكامنة وقدراته التي كانت بمثابة وقود يدفعه على طريق النجاح مرة أخرى.
وقد توجه في عام 1966 إلى كاليفورنيا وعمل في شركة للبرمجيات كمبرمج موهوب يكسب الكثير من المال ويقضي عطلاته في تسلق الجبال والسفر.
تأسيس أوراكل
في عام 1977 قرر لاري أليسون أنه يجب عليه البدء في تأسيس شركة خاصة وترك العمل لدى الآخرين، فاستعان باثنين من زملائه وأسس مختبر لتطوير البرمجيات، وتولى أليسون منصب الرئيس التنفيذي لهذه الشركة الناشئة.
وكان من نتاج عمل هذه الشركة تطوير برامج لقواعد البيانات، وقد أحدثت هذه البرامج طفرة هائلة في هذا القطاع واستحوذت على اهتمام الشركات التي تقوم بتمويل المشروعات المعتمدة على برامج البيانات المتطورة.
مما مكّن أليسون وشركاءه من الفوز بعقود لتطوير أنظمة البيانات بداخل الولايات المتحدة الأمريكية، كان منها عقدًا مميزًا لوكالة المخابرات المركزية، وأطلق أليسون على عقود تطوير بيانات المخابرات المركزية اسم “أوراكل”، قبل أن يصبح هذا اسم شركته.
ونجح مع زملائه في إنجاز متطلبات ومهام أوراكل قبل عام من الموعد المحدد، مما زاد من قوتها وشعبيتها في سوق صناعة برمجيات البيانات، فاستعانت بها شركة IBM لتطوير أنظمة الحواسيب بها، فتضاعفت مبيعات أوراكل.
وقد اعتمد أليسون اسم أوراكل لشركته في عام 1983، وفي حقيقة الأمر يعود الفضل لأليسون في توسيع قاعدة عملاء الشركة وجذب شرائح جديدة لصناعة برمجة قواعد البيانات، مما كان يسهم في مضاعفة أرباح أوراكل باستمرار.
انتقادات لأوراكل
في غمار نشاط أوراكل لم يكن هناك اهتمام كاف للانتباه لحجم سوق برمجة قواعد البيانات وما يتطلبه من معالجة دقيقة للسلبيات التي واجهتها أوراكل في بدايتها، ومن هذه السلبيات مبالغة أليسون في الادعاء بقدرة أوراكل على إنجاز كل مهام البرمجة المطلوبة.
كانت هذه الإدعاءات تحقق خسارة لأوراكل وتضعف سمعتها في سوق تطوير البرمجيات، وفي الوقت الذي كان المنافسون يحققون إنجازات مذهلة ويسلمون البرمجيات المطلوبة في مواعدها كانت أوراكل تفشل فشلًا ذريعًا في الجمع بين جودة البرمجيات المطلوبة وإنجازها في الوقت المحدد لاستلامها.
وفي ظل سباقه المحموم لكسب حصص إضافية لأوراكل من هذه السوق الواعدة التي تتسع باستمرار تحمل أليسون مخاطر عديدة كان يجب ألا يقحم أوراكل فيها من البداية، لكيلا يتمكن منافسوه من إطلاق إصداراتهم الخاصة والمتفوقة عليه وتوجيه ضربة قاضية لشركته الوليدة.
لقد كانت أوراكل تواجه أزمات عديدة في بدايتها مثل عدم وضوح بعض التفاصيل المتعلقة بدقة إنجاز هذه المهام، ورغم ذلك نجح أليسون في ابتكار حلول مساعدة وتسويق مشروعات أوراكل بشكل أكبر.
وفي عام 1985 أعلنت أوراكل عن مشروعها الأضخم المتمثل في مضاعفة حجم أعمالها من خلال تعاقداتها مع كيانات عملاقة، وهو ما ضاعف من إيرادات وأرباح الشركة، وزاد من سطوتها في سوق البرمجيات في عدد من دول العالم.
طرح أسهم أوراكل في البورصة
في عام 1986 تم طرح شركة أوراكل للاكتتاب العام، حقق ذلك طفرة هائلة لأليسون وكل شركائه، فقد وصل سعر سهم الشركة لنحو 15 دولارًا، وخلال فترة وجيزة جاوز السهم ما يقرب من 20 دولارًا.
وبفضل الاكتتاب العام وصلت القيمة السوقية لأوراكل نحو 270 مليون دولار، وبلغت عائدات أوراكل مع نهاية الثمانينات نحو 130 مليون دولار، وفي ذلك الوقت كانت حصص أليسون في الشركة تبلغ نحو 90 مليون دولار.
من حافة الانهيار للسيطرة على سوق البرمجيات
في عام 1988 كانت أوراكل على موعد مع كوارث تهدد سمعتها ومصداقيتها في سوق صناعة البرمجيات، إذ عجزت بعض البرمجيات عن تحقيق المهام المطلوبة منها تمامًا، وفي عام 1990 بدأت أوراكل تفقد السيطرة على مواردها وما لديها من تدفقات نقدية.
وبلغت خسائر الشركة في عام 1991 نحو 36 مليون دولار، مما حط من سعر السهم وخشى البعض من زوال أوراكل من على عرش هذه الصناعة، إلا أن أليسون استطاع استقطاب كفاءات جديدة للشركة وتطوير خططها الاستراتيجية للحيلولة دون حدوث ذلك.
وعادت أوراكل في عام 1994 لصدارة الشركات الرائدة في صناعة البرمجيات مرة أخرى، وزادت قيمتها السوقية حتى بلغت نحو 200 مليار دولار.
ثروة لاري أليسون
بعد طفولة قاسية ابتسم له القدر وأصبح أليسون في عام 2000 أغنى رجل في العالم، ووفقًا لوكالة بلومبيرج في عام 2010 أتي أليسون في المرتبة التاسعة ضمن قائمة أغنياء العالم.
ويأتي نحو 75% من ثروة أليسون من حصته في أوراكل، التي يشغل الآن منصب رئيس مجلس إدارتها، وبالإضافة إلى ذلك يعود جزء من ثروة أليسون للأسهم التي لديه في شركة تسلا لتصنيع السيارات الكهربائية والتي تتجاوز قيمتها نحو 15 مليار دولار.
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا ، ولينكيدإن من هنا
-
تمويلمنذ 4 أسابيع
فيدأس FeedUs السعودية لطلبات المطاعم تبدأ جولة تمويلية بقيمة 2.5 مليون دولار
-
تمويلمنذ 3 أسابيع
شركة Planet42 لتأجير السيارات المستعملة تحصد تمويلًا بقيمة 100 مليون دولار
-
تمويلمنذ 3 أسابيع
أموال Amwal السعودية لحلول الدفع تحصد تمويلًا بقيمة 2.5 مليون دولار
-
تمويلمنذ 3 أسابيع
منجز Munjz السعودية لإدارة العقارات تحصد تمويلًا بقيمة 4.8 مليون دولار
-
تمويلمنذ 3 أسابيع
تطبيق InDrive للنقل التشاركي يحصد تمويلًا بقيمة 150 مليون دولار
-
تمويلمنذ 4 أسابيع
FreshToHome الهندية لتوريد الطعام تحصد تمويلًا ضخمًا بقيمة 104 مليون دولار
-
تمويلمنذ 3 أسابيع
اورزدي Orisdi العراقية للتجارة الإلكترونية تحصد تمويلًا بقيمة 220 ألف دولار
-
أخبار الشركات الناشئةمنذ 3 أسابيع
تابي الإماراتية للتقنية المالية تعلن إنسحابها من مصر بعد 5 أشهر من دخولها السوق
يجب عليك تسيجل الدخول لتنشر تعليقًا Login