قصص ريادية
كيف تجني ثروة من فضلات الأطفال؟ ماما ماريون دونوفان مبتكرة حفاضات الأطفال فعلتها بنجاح!
التعامل مع فضلات الأطفال ليس أمراً محبباً للكثير من الأمهات. ولكنه اعتبر ” ثروة ” لماريون دونوفان !

الاختراعات ليست حكرًا على الرجال وحدهم، والتاريخ يشهد على تميز النساء في مضمار العلم والاختراعات، وطالما سلمنا بحقيقة أن الحاجة هي أم الاختراع إذن يستوي في ذلك الرجال والنساء على حد سواء.
ومن أبرز المجالات التي تميزت بها النساء هي ما يتعلق بالرعاية الصحية والخدمات المرتبطة بها، وربما لا يعرف الكثيرون أن الأمريكية ماريون دونوفان هي التي توصلت لابتكار حفاضات الأطفال، وإليها يعود الفضل في تطوير هذه الصناعة على يد عمالقة الشركات المتخصصة الآن في هذا القطاع.
فمن هي ماريون دونوفان؟ وكيف جاءتها هذه الفكرة للمرة الأولى؟ وكيف تطورت هذه الصناعة على مر التاريخ؟
محاولات بدائية لاستخدام حفاضات الأطفال
عندما تتبادر إلى الذهن كلمة حفاضة فإن أول ما نفهمه هو ذلك الشئ الذي يرتديه طفل ليحميه من البلل، لكن ذلك لا يمنع أن الناس قد استخدموا أشياءًا بدائية لنفس الغرض، وإن اختلفت النتيجة في الحقب القديمة بالطبع، فقديمًا كان الناس يستخدمون في ذلك مجموعة أعشاب، أو أوراق شجر.
وبعض الناس في الأزمنة القديمة لم يستخدموا أي من ذلك لأطفالهم، ففي بعض البيئات الاستوائية كان الناس يعيشون وهم عراة، فبالتالي وفر ذلك عليهم عناء البحث عما يشبه الحفاضات بمفهوم اليوم.
ثم تطور ذلك في العصور الوسطى لتستخدم الأمهات قطع بالية من القماش كحفاضات، وبعضهن كن يغسلن هذه الأقمشة بعد الاستخدام، والبعض الآخر فضّل استخدام شرائط من الصوف والكتان.
قبل أن تتطور هذه الصناعة بالكامل في أوائل الأربعينات على يد امرأة أمريكية تدعى ماريون دونوفان.
نشأة ماريون دونوفان في أسرة تشجع الاختراع
شهدت أربعينات القرن الماضي ثورة عارمة في تطوير الحفاضات، وذلك على يد ماريون دونوفان، والتي وُلدت في أكتوبر عام 1917، وقد كان أبوها وأمها مخترعين، وقد فرض عليها ذلك ألا تكون مثل أقرانها، فلم تكن تنشغل باللعب لوقت طويل، وكانت تُفضل الذهاب لمصنع أبيها.
كان أبوها هو مخترع المخرطة، والتي عُرفت في ذلك الوقت بمخرطة ويست بند، كانت دونوفان شغوفة بأفكار أبيها واختراعاته، وكانت تطرح عليه منذ كانت في المرحلة الابتدائية أفكارًا عديدة عن مساحيق الأسنان وغيرها، وكان أبوها يشجعها وينمي بداخلها روح المبادرة والابتكار حتى تخرجها في الجامعة عام 1939.
إنجابها كان بداية إلهام ماريون دونوفان باختراع حفاضات الأطفال
عملت دونوفان بعد تخرجها من الجامعةكمساعدة محرر للشوؤن التجميلية في مجلة فوغ، ثم تزوجت من ذلك المحرر في عام 1942، وقد ألهمها إنجابها منه بتطوير الأفكار التقليدية الشائعة في ذلك الوقت عن حفاضات الأطفال، إذ إنها عندما أنجبت أول أطفالها عانت من استعمال حفاضات القماش.
وكربة بيت كانت تعاني من استيقاظ طفلها باستمرار، كان ذلك يرهقها كثيرًا، فمع كل استيقاظ لطفلها كانت تستيقظ هي الأخرى لتغيير الحفاضة مرات ومرات، ليست الحفاضة فحسب بل وشراشف الفراش أيضًا، وبعض ملابس الطفل.
كل ذلك كان يقضي على المتبقي من يومها، الذي كانت تقضي الكثير منه مع المشكلة الأزلية لحفاضة ابنها، حتى استطاعت في عام 1946 تطوير حفاضات مقاومة للماء.
وقد استخدمت دونوفان البلاستيك لإنشاء نموذج شديد الشبه بالنموذج المعاصر لحفاضات الأطفال، بحيث يمكن بسهولة التخلص منها، لقد كانت دونوفان حريصة على وجود بطانة جيدة لحماية الأطفال من البلل، بحيث تكون آمنة ومريحة لكل طفل.
لكن لم تكن حفاضات دونوفان شائعة، ولم يكن هناك إقبال على شرائها وعرضها في المتاجر، إذ لم تنتشر في بداية الأمر مثل هذه الأفكار الثورية في الحفاضات لدى عامة المستهلكين، أو الأمهات على وجه الدقة، فهن المعنيات بمثل هذه المنتجات، وإلى جانب ذلك كانت حفاضات دونوفان مرتفعة الثمن.
براءات اختراع وثروة هائلة
بعد 10 سنوات من اختراعها وثورتها الجديدة في حفاضات الأطفال، بدأت الشركات تُقبل على منتجات دونوفان، وتوفرها بأسعار معقولة ليستطيع الكثيرون شرائها، فحققت حفاضات دونوفان مبيعات مميزة، واستطاعت الشركات التي باعتها تحقيق أرباح هائلة، لاسيما العلامات التجارية المتخصصة في مبيعات الحفاضات.
وقد سجلت دونوفان براءات اختراع عديدة، عن إسهاماتها في تطوير حفاضات الأطفال التي كانت الأولي من نوعها حينئذ، وحازت منتجاتها على ردود فعل واسعة، وحصلت من ورائها على ثروة كبيرة، بعد أن باعت حقوق اختراعها، وكذلك شركتها الخاصة بها، بما يُقدر بنحو مليون دولار.
ولقد كان أهم ما يميز ثورة دونوفان في عالم صناعة الحفاضات هو تطويرهاللحفاضات لتصبح أحادية الاستعمال، أي يتم استعمالها مرة واحدة، وذلك عقب تفكير طويل في سؤال: “لماذا لا يكون لدى أطفالنا حفاضات ليستخدموها مرة واحدة لتوفير عملية الغسل؟”
لتصبح دونوفان هي الإلهام لفيكتور ميلز الذي أسس شركة بامبرز فيما بعد، بالاعتماد على أفكارها الرائدة.
بروكتر آند جامبل تقود حملة لتطوير أفكار دونوفان
في عام 1956، كان هناك باحث يدعى فيكتور ميلز ويعمل في شركة بروكتر آند جامبل، وكان يتعاون مع زملائه بقسم الأبحاث بالشركة في تطوير أفكار ماريون دونوفان، فيما يتعلق بحفاضات الأطفال.
وكان نتاج جهودهم طرح حفاضات بامبرز في الأسواق الأمريكية في عام 1961، وبعدها بخمس سنوات أطلقت بامبرز تصميمات أخرى بشكل وإمكانات جديدة.
ثم أدخلت بامبرز في الثمانينات أنظمة جديدة تسمح بلصق شريط جانبي بدون تمزيق الحفاض، ثم عمدت الشركة لتخفيف وزن الحفاضات، لتكون أكثر راحة للأطفال، وفي التسعينيات قامت بامبرز بالترويج لأحدث صيحات في الحفاضات التي تنتجها والمنبثقة عن أفكار دونوفان بالأساس.
وهو الأمر الذي ساعد في اكتساح هذا النوع من الحفاضات الأسواق الأمريكية والعالمية،وتم تقديم مقاسات مناسبة للأطفال الصغار والرضع المبتسرين، ثم قادت شركة بروكتر آند جامبل ثورة جديدة في براءات اختراع حفاضات الأطفال، وهي مكملة للثورة التي بدأتها دونوفان والتي بدونها لم تكن هذه الصناعة لتشهد كل هذا التطور الحادث في حفاضات الأطفال حتى الآن.
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا
قصص ريادية
أوبرا وينفري: البداية طفولة بائسة وتحرش.. والنهاية من أقوى نساء العالم تأثيراً وثروة بالمليارات
أوبرا وينفري عاشت طفولة تعيسة من فقر وتحرش واغتصاب، لكن بإرادتها العظيمة استطاعت تجاوز كل هذا لتصبح واحدة من أكثر النساء تأثيرًا في العالم

أوبرا وينفري من أهم الإعلاميين الذين استطاعوا تحقيق شهرة وشعبية طاغية بين آلاف المشاهدين، مقدمة برامج سمراء البشرة في زمن كان يضج بالعنصرية فهي معجزة بكل المقاييس.
وحين يكون مقدم هذه البرامج امرأة عانت في حياتها ويلات الطفولة القاسية ومرارات التشرد والتمرد على تقاليد المجتمع فهذه قصة تستحق أن تُروى لنكتشف حقيقة جماهيرية أوبرا وينفري!
طفولة أوبرا وينفري التعيسة
نشأت أوبرا وينفري في عائلة فقيرة لأم تعمل في خدمة البيوت وأب يعمل في صالون حلاقة متهالك، ولم تكن العلاقة بين الأب والأم تسير على ما يرام، فحدث الطلاق وانتقلت وينفري لتعيش في بيت جدتها في ولاية مسيسيبي الأمريكية.
وبسبب بشرتها الداكنة وأصولها الإفريقية لم تحظ وينفري بمعاملة لائقة من جيرانها وزملائها، ومما زاد من تعاستها تعرضها للضرب باستمرار من جدتها، حتى إنها قالت في بعض الصحف الأمريكية: كان بيت جدتي مكانًا لتعذيب الأطفال.
تعرضها للاغتصاب والتحرش
جاء في رواية أوبرا وينفري في أحاديثها الصحفية والتليفزيونية تعرضها للاغتصاب من ابن عمها لمدة 4 سنوات، وحكت ذلك للمرة الأولى في برنامج The Me You Can’t See، إذ اختلى بها ابن عمها وهي في التاسعة وجردها من ملابسها واغتصبها.
وكرر الاغتصاب مرات عديدة حتى بلغت الثانية عشر من عمرها، كانت طفلة لا تدرك حقيقة ما يحدث فكانت تنهار في بكاء دون توقف من هول ما يحدث، ولكنها حاولت تجاوز ذلك فيما بعد، لقد عانت من هذه التجربة وشعرت فيما بعد بحجم المخاوف التي تعانيها النساء في عالم ملئ بالرجال.
لكن الإيذاء لم ينته عند هذا الحد، إذ تحرش بها صديق أمها، فكانت تخشى مواجهته وإخبار أمها، لقد كتمت أحزانها وأكملت حياتها وهي تحمل هواجس وأحزان لا تطاق.
كل ذلك كان له تأثير بالغ السوء في سنواتها التالية التي شهدت إقبالها على الإدمان في محاولة منها لنسيان ما حدث، حتى وصل ذلك إلى حدّ تعاطي الهيرويين والكوكايين.
وأرادت أمها إحكام قبضتها على تلك الفوضى فقررت إرسالها إلى مركز جوفينيل هال لإعادة تأهيلها، ولكن لم يكن هناك مكان شاغر لها.
في المدرسة . . ما بين تنمر وسخرية وتفوق
رغم نشأتها في عائلة مفككة ومعاناتها السابقة مع مرارات الاغتصاب والتحرش إلا أن أوبرا وينفري قررت أن ذلك لن يعوقها عن استكمال مسيرة التعليم، لكنها عانت في المدرسة الإبتدائية بسبب تنمر زملائها عليها نظرًا لبشرتها غير البيضاء.
فطلبت من مدير هذه المدرسة نقلها لمدرسة أخرى، إلا أن ذلك لم يكن متاحًا فأكملت في نفس مدرستها وكتمت بداخلها أحزانها كالعادة، وفي المدرسة الثانوية كانت قد فرضت شخصيتها على من حولها، وظهر نبوغها وتفوقها بين زملائها.
وهو الأمر الذي جعل زملائها يطلقون عليها لقب الطالبة الأكثر شعبية، في ذلك الوقت استطاعت وينفري اكتساب محبة كافة الأساتذة والتلاميذ والزملاء، وكانت تشجع زملاءها ليحضروا معًا حفلات نجم البوب العالمي مايكل جاكسون.
وقد أكملت تعليمها حتى تخرجت من جامعة تينيسي، وكانت من أوائل الطلاب في هذه الجامعة الذين ينتمون لأصول إفريقية وينالون في نفس الوقت تقديرات مرتفعة طوال مسيرتهم الجامعية، وقد حصلت وينفري على بكالوريوس هذه الجامعة في تخصص الفنون المسرحية.
بداية عملها في الإعلام
بدأت أوبرا وينفري حياتها المهنية وهي في الجامعة، إذ عملت كمراسلة لمحطة إذاعية محلية وهي في عمر السابعة عشر، ثم انتقلت إلى محطة ناشفيل التليفزيونية، وكانت أصغر مذيعة في تاريخ هذه المحطة.
لكنها لم تنجح في أول عملها كمذيعة، فقد كانت عاطفية في نقل بعض الأخبار الاجتماعية ففصلها مدير المحطة، وفي أول الثمانينات كانت تعمل ببعض البرامج التقليدية فرآها مدير محطة دبليو إل إس في ولاية شيكاغو وطلب منها العمل في محطته، وكانت شيكاغو في ذلك الوقت ثالث أكبر مدينة للإنتاج الإعلامي في الولايات المتحدة الأمريكية.
كان المطلوب من وينفري في عملها الجديد أن تقدم برنامج لإعداد الطعام، لكنها لم تكن تعرف الكثير عن وصفات الطبخ، حتى إنها ترددت في قبول العمل، لكنها استطاعت في النهاية مواجهة مخاوفها ونجحت في برنامجها الجديد وحققت مشاهدات عالية.
مما شجع وينفري للتقدم للعمل في محطة أكبر، وهي محطة تليفزيونABC ، إلا أن مدير المحطة رفض تعيينها، فحزنت وينفري ودخلت في نوبة اكتئاب، لكنها كالعادة تخطت كل ذلك.
وجاءتها فرصة ذهبية في عام 1985 لتؤدي كممثلة دور رئيسي مع المخرج ستيفن سبيلبيرج في فيلم The Color Purple، مما فتح لها الباب أمام عدد من العروض السينمائية.
برنامج أوبرا شو يحقق ملايين المشاهدات
كانت اللحظة الفارقة في مسيرة أوبرا وينفري عندما قدمت برنامجها الشهير The Oprah Winfrey Show ، لقد فتح لها هذ البرنامج أبواب المجد والشهرة وحقق مشاهدات عالية خلال فترة وجيزة.
وبلغ من شهرة هذا البرنامج أنه تم بثه عبر 125 قناة وتجاوز عدد متابعي برنامجها 10 مليون مشاهد، وخلال فترة وجيزة استطاعت وينفري الحصول على ملكية برنامجها.
وضاعف ذلك من ثروتها بشكل كبير، وقد أعادت تجهيز برنامجها وأسست شركة إنتاج جديدة كانت هي النواة الأولى لتضاعف أرباح أوبرا وينفري من عالم الإنتاج التلفزيوني.
وبمرور الوقت تحول برنامج أوبرا وينفري إلى جزء أصيل من الثقافة الأمريكية، وزاد من شعبية برنامجها نجاحها في إعداد حلقات شهيرة مع نجوم المجتمع الأمريكي.
وقد أصبحت أوبرا وينفري ثالث امرأه تمتلك شركة إنتاج في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي شركة هاربو، وبفضل هذه الشركة أصبحت وينفري أول مليارديرة سوداء البشرة.
أعمال أوبرا وينفري الخيرية
اتجهت أوبرا وينفري للمشاركة المجتمعية والإسهام في تحسين التعليم والعلاج لآلاف الفتيات في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، وفي سبيل ذلك تبرعت بملايين الدولارات، إلى جانب مساعداتها لضحايا إعصار كاترينا.
وقد تطوعت أوبرا وينفري للمشاركة في المبادرات الاجتماعية التي تقدمت بها عدة مؤسسات أمريكية، كما أن لها علاقات وثيقة بهدف خدمة المجتمع مع ليندا جيتس ووارن بافيت وغيرهم من المشاهير الذين يتبرعون بحصص كبيرة من ثرواتهم للأعمال الخيرية بداخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية.
ثروة هائلة وجوائز مرموقة
من بداية عام 1995 حلت أوبرا وينفري ضيفة على قوائم مجلة فوربس المتخصصة في المال والأعمال ضمن قوائم النساء الأكثر ثراءًا في العالم، فقد تجاوز دخلها السنوي نحو 225 مليون دولار في2006.
وكانت عائدات برنامج The Oprah Winfrey Show هي مصدر أساسي لثروة أوبرا وينفري، وكان هذا البرنامج بوابتها للحصول على جوائز إيمي، وبحسب تقرير مجلة فوربس عام 2005 فقد أصبحت أوبرا وينفري ثاني أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم، وفي نفس العام احتفلت بها مجلة بيزنس ويك كأفضل فاعل خير في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد نالت أوبرا وينفري جوائز عديدة عن دورها التوعوي بداخل الولايات المتحدة الأمريكية لاسيما اقتراحها لرجال الكونغرس في منتصف التسعينات بإنشاء قاعدة بيانات ضخمة تحصر كل المحكوم عليهم في جرائم إيذاء الاطفال، وقد أقر بيل كلينتون قانونًا يسمح بذلك.
وفي عام 2002 أصبحت أوبرا وينفري أول فائزة بجائزة بوب هوب الإنسانية من أكاديمية الفنون والعلوم التلفزيونية، وكان أكبر حدث جماهيري في حياتها هو مشاركتها في حملة باراك أوباما الرئاسية في عام 2007، فقد تحولت حملتها لمظاهرة شعبية في محبة أوبرا وينفري والاعتزاز بتاريخها الإعلامي.
وبفضل كل ذلك حازت أوبرا وينفري على تكريم جهات أمريكية مرموقة، فقد نالت ميدالية الحرية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بالإضافة إلى إشادات واسعة تقديراً لأعمالها الوطنية والاجتماعية في نشر الوعي وتحفيز الذات.
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا ، ولينكيدإن من هنا
قصص ريادية
جاءتها الفكرة في رحلة قطار: كيف حول هاري بوتر حياة مؤلفته الى مليارديرة تعيش في قلعة خاصة؟!
تحولت السيدة المُطلقة التي كانت تعيش على إعانة بطالة من الحكومة البريطانية، الى واحدة من أثرى الأدباء حول العالم ، وتعيش في قلعة اسكتلندية فاخرة بُنيت في القرن التاسع عشر.

حتى منتصف ثلاثينياتها تقريباً لم يكن أحد ليعرفها على الإطلاق، ربما لن تلفت نظرك سوى بطريقة حديثها الإنكليزية الراقية وشعرها الاصفر الفاقع.
طوال عمرها ، عرفت بتدني مستواها الدراسي في المدرسة والجامعة، ومرت بحياة لا يمكن وصفها بالمريحة بزواج غير سعيد وظروف مأساوية.
نفس هذه السيدة ، تدور الأيام وتصبح أشهر روائية على الإطلاق خلال العشرين عاماً الأخيرة، ورمزا نسائياً دائم الحضور في نماذج المرأة الناجحة، وصاحبة أشهر سلسلة روايات في العالم!
إنها جي كي رولينغ J.K . Rolling مؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر الشهيرة، والتي تحولت بفضل هذه السلسلة الى مليارديرة ، تقدر ثروتها بحوالي مليار دولار ، بعد أن كانت تعيش حياتها من مصاريف أختها أثناء فترة طلاقها!
كيف حدث هذا التحول الهائل في حياتها ؟ إليكم القصة.
هوس بالقصص الخيالية
ولدت جوان في منتصف الستينات لأسرة متوسطة الحال، عاشت طفولتها بين القصص الخيالية واللعب مع الأرانب، كانت تقضي يومها في ممارسة القراءة وتربية الأرانب لشدة حبها لهذه الكائنات وارتباطها بقصص الأطفال الخيالية التي تجذبها.
كبرت الفتاة والتحقت بالمدرسة، وطوال فترة دراستها كانت تعرف بمستواها الضعيف، وعدم تركيزها في الصف الدراسي لشدة هوسها بالقصص الخيالية.
انتهت مرحلة المدرسة والتحقت جوان بالجامعة لكن شيئًا لم يتغير، ظل مستواها الدراسي متدنيا، واستمرت في أسلوب حياتها من القراءة النهمة للكتب والقصص الخيالية، مع بعض المحاولات لتأليف بعض القصص السريعة ، لكنها ظلت حبيسة الأدراج ، تكتب لتكون هي الكاتب والقارئ الوحيد.
ضربات متتالية واكتئاب
بعد تخرجها من الجامعة عملت جوان كسكرتيرة، فالقراءة النهمة للقصص والروايات جعلتها تتقن نطق اللغة الإنجليزية الأصلية، فضلًا عن اتقانها اللغة الفرنسية، وأسلوب كتابتها الرائع لاهتمامها البالغ بالتراكيب اللغوية والمصطلحات والتعابير.
استمرت في هذا العمل إلى أن سافرت لفرنسا ثم البرتغال، لتعمل كمدرسة للغة الإنجليزية، وهناك في البرتغال تزوجت وأنجبت طفلة، لكن الأمور لم تمضي بسلام مع زوجها، كثرت المشاكل والخلافات إلى أنها اضطرت في نهاية الأمر إلى اللجوء للسفارة البريطانية ، طلباً للحماية منها وطلبًا للعودة إلى بريطانيا.
بعد عودتها إلى بريطانيا بأيام قليلة توفت والدتها، لتدخل جوان في نوبة اكتئاب شديدة، لكنها تجاوزت هذه المرحلة بالبقاء مع أختها التي ساعدتها على تخطي هذا الحزن والألم.
الفكرة التي راودتها في القطار
عادت جوان مجددًا لكتابة القصص لتجاوز حزنها على فقدان والدتها، كانت تكتب بغزارة ثم تلقي بكتابتها في درج المكتب ، أو القمامة أيهما أقرب.
وفي إحدى المرات وهي في القطار عائدة إلى المنزل خطر في ذهنها كتابة قصة عن مغامرات خيالية لصبي يعيش في عالم سحري، وبدأت جوان العمل على هذه الرواية والكتابة بلا توقف.
كانت جوان حينها في الثلاثين من عمرها وبلا وظيفة، كانت تعيش على نفقة الحكومة، كانت تقضي كل دقيقة في يومها في كتابة هذه الرواية، في المنزل وفي المقهى وفي كل مكان.
إلى أن انتهت من كتابتها وذهبت بها إلى إحدى دور النشر التي رفضتها بدون تفكير، ووصفتها برواية سخيفة لن يهتم بها أحد.
استمرت جوان في البحث عن دار نشر تقبل بنشر روايتها، 12 دور نشر جميعهم رفضوا نشر الرواية ووصفوها برواية طويلة مملة وسخيفة، إلى أن ذهبت إلى دار نشر صغيرة وافقت على نشر الرواية.
والسبب أن ابنة مالك الدار ، الطفلة ذات الثماني سنوات ، قرأت قصة رولينغ وأعجبتها للغاية ، وألحّت على والدها، ووافق على مضض.
اشترط صاحب دار النشر على جوان اختصار اسمها، لأنه على حد قوله أن القراء يكرهون قراءة كتاب للأطفال بقلبم امرأة، ووافقت جوان لرغبتها الشديدة في نشر الرواية، وفعلًا تم نشرها باسم J.K . Rolling جي كي رولينغ .
هاري بوتر
كانت هذه القصة التي ألفتها جي كي رولينغ في القطار، هو أول جزء من رواية ” هاري بوتر ” بعنوان ( هاري بوتر وحجر الفيلسوف ) التي ظهرت للمرة الاولى في العام 1997 ، ونشر منها 1000 نسخة فقط مقابل أجر زهيد لم يتجاوز الـ 1500 جنيه استرليني حصلت عليه المؤلفة الشابة.
بعكس ما هو متوقع ، لاقت الرواية نجاحًا هائلًا بمجرد نشرها، وكانت العدد الأول لسلسلة هاري بوتر الشهيرة، وتوالت الأجزاء جزء تلو الآخر، لتتحول الى ظاهرة أدبية في أدب الخيال العلمي الانجليزي، على مدار العشرة سنوات الأولى من الألفية.
لاحقاً، بيعت حقوق الروايات الى شركات الانتاج السينمائي، لتتحول رواياتها الى سلسلة أفلام هاري بوتر التي حققت ارباحاً ضخمة ، رفعت من ثروتها الى مليار دولار.
اليوم، تحولت السيدة المُطلقة التي كانت تعيش على إعانة بطالة من الحكومة البريطانية، الى واحدة من أثرى الأدباء حول العالم ، وتعيش في قلعة اسكتلندية فاخرة بُنيت في القرن التاسع عشر، وتزيد مبيعات كتبها عن الـ 500 مليون دولار مترجمة بكل لغات العالم بما فيها العربية، ومكاسب سنوية بمتوسط 100 مليون دولار – بحسب فوربس -.
وتعتبر هي حتى الآن الكاتبة الأعلى أجراً في العالم!
بلا شك، جوان رولينغ هي نموذج للتميز الذي صنعته الظروف السيئة. ونشكر جميعاً هذه الظروف التي أنتجت لنا شخصية هاري بوتر ، وأفلامه شديدة الإمتاع!
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا
قصص ريادية
قصة صعود إيك باتيستا قبل أن يتورط في قضايا فساد ورشاوي كبرى!
صادرت الشرطة كل ممتلكات باتيستا من السيارات والمجوهرات وتم تجميد أرصدته البنكية.

يهتم الكثيرون منا بمتابعة مشاهير كرة القدم في البرازيل وقصة كل لاعب من هؤلاء، إلا أن البرازيل لها قصص أخرى في عالم البيزنس لا تقل إثارة عن مثيلاتها في كرة القدم، ومن هذه القصص ما حملته لنا وكالات الأنباء العالمية عن القبض على الملياردير البرازيلي إيك باتيستا عملاق صناعة النفط والغاز في البرازيل.
فكيف تمكن هذا الرجل من الوصول لمرتبة أغنى رجل في البرازيل، وكيف تورط بعد كل ذلك في قضايا فساد زجت به إلى السجن؟
طفولة في البرازيل ومراهقة في أوروبا
وُلد إيك باتيستا في عام 1956 بالبرازيل، وقد قضى مع عائلته فترة طفولته هناك، ثم هاجر معهم إلى أوروبا، حيث قرر الأبوان أن من الأفضل له الدراسة في المدارس الأوروبية عن البرازيلية، فتنقل في المرحلة الثانوية بين جينيف وبروكسل.
ثم التحق بجامعة في ألمانيا ودرس بها هندسة التعدين في عام 1974، وفي نفس الوقت كان يعمل أثناء الدراسة ليوفر نفقات التعليم، فكان يبيع وثائق تأمين للمهتمين بهذا النوع من المشتريات.
عودة للبرازيل وتأسيس شركة خاصة
في بداية الثمانينات عاد باتيستوتا إلى البرازيل، كان قد أنهى دراسته الجامعية وقرر أن عليه أن يستفيد من دراسته ويصبح رائد أعمال، فتواصل مع عدد من أبرز مصدري الذهب في منطقة الأمازون وفي نفس الوقت كان يبحث عن مشترين في أوروبا.
وكانت هناك شائعات أن المافيا الإيطالية تسيطر في ذلك الوقت على التجارة في عدد من دول أمريكا الجنوبية فقرر باتيستا أن عليه ألا يسمع لهذه الشائعات وبدأ بالفعل في تأسيس شركته التي حاولت توفير مصادر للذهب الخام.
إيك باتيستا و أول مليون دولار
قبل أن يتجاوز باتيستا الرابعة والعشرين من عمره كانت تجارته تحقق إنجازات مذهلة، وفي ذلك العُمر استطاع أن يحقق أرباحًا تجاوزت المليون دولار، وقد ساعده ذلك في عقد صفقات تجارية ضاعفت له أرباحه.
وظلت ثروته تتضاعف حتى عام 2012، وأصبحت شركته مشهورة بتجارة الذهب والألماس، ودخلت تجارته أسواقًا جديدة، وفي ذلك الوقت كان قد أسس 6 شركات جديدة تعمل في قطاعات التعدين والنفط والنقل.
حياة الرفاهية .. بداية السقوط
مع تضخم ثروته أحب باتيستا رغد العيش وحياة الرفاهية، وقد انضم لفريق القوارب في البرازيل وبرع في تلك الرياضة حتى فاز فريقه ببطولة البرازيل، ثم انصرف باتيستا عن الرياضة وانطلق يشتري الكثير من الأشياء غير الضرورية كالكثير من البيوت الفاخرة والسيارات الفارهة والطائرات الخاصة باهظة الثمن..
ولم يكن باتيستا يدري أن أسعار الذهب ستنهار خلال فترة وجيزة، فباع حصته في شركته الرئيسية التي خسرت بشكل غير متوقع، وقد خسر باتيستا ما يقرب من ثلثي ثروته أي نحو 19.4 مليار دولار، وحاول السيطرة على تجارته بما بقي له من شركات أخرى.
وحقق باتيستا من بيع حصته بشركته الرئيسية نحو 2 مليار دولار، ورغم ذلك استمرت خساراته تتوالى عبر انخفاض حاد في قيمة الأسهم التي يملكها، حتى إنه كان يخسر مليوني دولار يوميًا، وخرج تمامًا من قائمة المليارديرات بحلول عام 2013.
وكان من أبرز أسباب هذا السقوط المدوي هو عجز شركاته عن الإيفاء بوعودها في إنتاج كميات محددة من النفط، ومنها شركته “أوه جي إكس”، والتي كانت قد أعلنت أنها ستنتج 15 ألف برميل يوميًا، لكن في حقيقة الأمر عجزت هذه الشركة عن إنتاج 5 آلاف برميل يوميًا.
اتهامات وملاحقات أمنية
لم تقتصر الأخبار السيئة حول إيك باتيستا على انهيار تجارته فحسب، فقد صرحت طليقته للصحافة أنه يخفي حقيقة أصول تجارته، وقالت أن لديه منجم ذهب بمئات الملايين لكن السلطات البرازيلية لا تعلم عنه أي شئ.
كل ذلك مع اتهامات أخرى تسبب في مداهمة القوات الأمنية البرازيلية لقصر باتيستا في عام 2015، لكنه في ذلك الوقت كان خارج البرازيل، كانت هذه الأخبار بمثابة مفاجأة عاصفة لكل الذين يتابعون بداية صعوده في عالم ريادة الأعمال، فكل ذلك انتهى وأصبح من الماضي.
لقد صادرت الشرطة كل ممتلكات باتيستا من السيارات والهواتف والساعات والمجوهرات وأجهزة الحاسوب وتم تجميد أرصدته البنكية ومصادرة أصوله التجارية.
وفي عام 2018 حكم القضاء البرازيلي على إيك باتيستا بالسجن لمدة 30 عامًا لتورطه في العديد من قضايا الفساد والرشاوي، وتم تغريمه بملايين الدولارات لتسهيله صفقات تجارية مشبوهة، كل ذلك وضع خط النهاية لرجل كان يومًا محط أنظار أولئك الذين يتطلعون لنموذج ملهم لرواد الأعمال.
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا ، ولينكيدإن من هنا
-
فيديومنذ 4 أيام
التفكير الابداعي لرواد الاعمال: كيف يمكن ربح 650 دولار مقابل رأس مال 5 دولارات فقط؟
-
فيديومنذ 4 أيام
كيف تحصل على فكرة مشروع ريادي ناجح؟ وكيف تختبر قوتها قبل التنفيذ؟
-
رواد الأعمالمنذ 4 أيام
تحدد مسارها: 4 أسئلة يحتاج كل رائد اعمال أن يجيب عليها قبل تأسيس شركة ناشئة
-
فيديومنذ 4 أيام
سارا بلاكلي: كيف يمكن للجوارب الجيدة أن تجعلك مليارديراً خلال 10 سنوات فقط؟
-
رواد الأعمالمنذ 4 أيام
قبل أن تصل الى الثلاثين: 10 نصائح يقدمها لك رائد أعمال ناجح تغيّر رؤيتك عن الحياة
-
رواد الأعمالمنذ 4 أيام
أياً كان نوعه: ثمانية أشياء تفعلها لتقنع المستثمر بتمويل مشروعك الناشئ
-
رواد الأعمالمنذ 4 أيام
كيف يمكنك توسيع نشاط شركتك الناشئة ؟ 10 مهارات يجب ان يكتسبها رائد الاعمال في مشوار النمو
-
فيديومنذ 4 أيام
تكوين العلاقات: كيف يمكنك أن تحوِّل عصير الليمون الى رحلة بالهليوكوبتر؟
يجب عليك تسيجل الدخول لتنشر تعليقًا Login