قصص ريادية
كوكو شانيل: كيف تحولت طفلة نشأت في دار أيتام الى أغلى علامة تجارية عالمية للعطور والأناقة؟
ما زالت كوكو شانيل تحقق أعلى الأرباح والإيرادات بعد خمسين عاماً من رحيل مؤسستها، بأرباح تزيد عن المليار يورو سنوياً، وآلاف الموظفين حول العالم.

إذا كنت من هواة متابعة أخبار قطاع الأزياء والموضة فلا بد أنك سمعت يومًا عن كوكو شانيل ، ربما قرأت عنها في صحيفة ما، أو شاهدت إعلانًا لأحدث منتجات علامتها التجارية، وستتفاجأ حينما تعلم أنها عانت من حياة صعبة حافلة بالقلق والاكتئاب، ولم تنجح في تجاوز كل هذا إلا بعد كفاح مرير استمر لسنوات طويلة.
فكيف استطاعت شانيل تجاوز كل هذه التحديات وتحقيق ثروة بملايين الدولارات؟
طفولة ومراهقة قاسية
وُلدت غابرييل بونور شانيل في فرنسا ببلدة سومور عام 1883، وكانت أمها تعمل بخدمات الغسيل بداخل مستشفى فرنسية خيرية تديرها راهبات، وقد فارقت أمها الحياة وتركتها وحيدة تتعلثم في كلامها وهي في عمر الثانية عشر، وقد أودعها أبوها في ملجأ للأيتام تابع لكنيسة.
وقد تعلمت شانيل الحياكة، وساعدها ذلك في إيجاد فرصة عمل مناسبة، وإلى جانب ذلك كانت تغني في ملهى ليلي يتردد عليه كبار ضباط الجيش، وكانت تكسب بعض المال من جلوسها مع عدد من هؤلاء، وفي ذلك الوقت ذاع لقبها: كوكو شانيل.
ورغم غناءها إلا أن صوتها كان ضعيفًأ وفشلت في العثور على عمل مستمر بأي مسرح، وقد أحبت ضابط سابق بالجيش الفرنسي، وعانت معه من حياة متقلبة ما بين حب وكراهية وخيانة، ثم ارتبطت بضابط آخر كان يشتري لها الكثير من الملابس والعطور، حتى أحبت الموضة وكل ما يتعلق بها، وقد دخلت في نوبة اكتئاب عندما مات هذا الضابط في حادث سيارة.
وعندما انتقلت شانيل إلى سويسرا كتبت أن موت هذا الضابط كان خسارة فادحة لها، لأنها أحبته وارتبطت به للغاية، كان موته زلزالًا هز ثقتها بنفسها، إلا أنه كان أول من لفت انتباهها لعالم الموضة والأزياء.
صناعة القبعات. . وسيلة شانيل للهروب من الذكريات السيئة
بدأت شانيل تصمم القبعات عندما بلغت الخامسة والعشرين ، وافتتحت متجرًا لبيع هذه القبعات تحت اسم شانيل مود، ثم أٍسست متجر ملابس، وكانت تصنع هذه الملابس من أقمشة متواضعة مثل الجيرسيه والتريكو، لكنها نجحت في تحقيق مبيعات متميزة بسبب تميز موقع هذا المتجر، إلى جانب التصميم المميز لهذه الملابس.
ثم تطورت أعمال شانيل حتى أصبحت تبيع طرازات متنوعة من القبعات والسترات والقمصان والمعاطف، وكان يدعمها في ذلك بعض أفراد أسرتها، مثل أختها انطوانيت وعمتها أدرين، إذ كانت أختها وعمتها تتجولان حاملتان منتجات شانيل للترويج لها بين الناس.
متاجر كوكو شانيل للأزياء والعطور الفاخرة
وفي عام 1915 افتتحت شانيل متجرًا لبيع الأزياء الفاخرة، في إقليم الباسك الفرنسي، وقد حققت مبيعات هائلة بعد إقبال الناس على المنتجات التي باتت تعرف بكوكو شانيل،والتي تميزت بجمال التصميم، وفي عام 1918 افتتحت شانيل متجرًا أكبر للأزياء في باريس، وكانت تعرض فيه أجمل الملابس والقبعات، إلى جانب مجموعة رائعة من المجوهرات والمقتنيات الفاخرة.
وفي عام 1927 كانت شانيل تمتلك نحو 5 متاجر تحقق إيرادات كبيرة، ساعدها ذلك في ذيوع شعبيها وشهرتها بين آلاف الناس بأكثر من دولة،ثم تعرفت شانيل على الملحن الروسي الشهير إيغور سترافنسكي، وصممت له أزياء رقص فرقة باليه روسي، ولم تكتف بذلك، بل وقامت بإنتاج بعض عروض فرقة البالية، فأكسبها ذلك شهرة إضافية.
وقد ساعدتها علاقاتها الواسعة لتتعرف على مجموعة من المهتمين بتجارة العطور، وهم الإخوة فرتهايمر بيير ووبول، فعقدت شانيل مع هؤلاء اتفاقًا لتأسيس كيان تجاري للعطور تحت اسم عطور شانيل، وتضمن الاتفاق أعمال تسويق هذا الكيان والترويج لمنتجاته، للتغلب على تحديات المنافسة القوية بهذا المجال الذي يلقى رواجًا لدى قطاعات واسعة من النساء في العالم.
الحرب العالمية تغلق متاجر كوكو شانيل
مع بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939 كانت شانيل على موعد مع إغلاق متاجرها والحد من أنشطتها، إذ كانت شانيل تؤمن أن هذا الوقت لا يلائم الموضة،وقد شهدت هذه الفترة اضطرابات واسعة، وخلال وقت قصير دخلت عطور شانيل ضحية للخلافات السياسية.
وفي 17 مايو 1947، حصلت شانيل على تعويض عن الأضرار التي لحقتها، بمبلغ يعادل نحو تسعة ملايين دولار في بداية القرن الحادي والعشرين، وقد تم تقدير أرباحها السنوية بحوالي 25 مليون دولار، وبذلك أصبحت شانيل من أغنى النساء في العالم في ذلك الوقت.
رحيل شانيل واستمرار علاماتها التجارية في تحقيق الأرباح
بحلول عام 1970 تجاوز عمر شانيل 86 عامًا، وأصبحت مرهقة باستمرار من الأمراض المزمنة التي باتت تلاحقها بلا هوادة، حتى رحلت عن الحياة يوم الأحد من شهر يناير عام 1971، في فندق ريتز حيث أقامت هناك لما يزيدعن 30 عامًا.
وقد أقاموا جنازتها في كنيسة مادلين، وكانت جنازة مهيبة حضرت فيها أشهر عارضات الأزياء، وقد غطوا تابوتها بالورود البيضاء، وحضر جنازتها مشاهير الصحفيين والكُتّاب ورجال الإعلام والقادة السياسيين.
وعلى الرغم من أن شانيل كانت شخصية شهيرة في عالم الموضة والأزياء والمقتنيات الفاخرة ودخلت في معارك سياسية وصراعات شخصيةإلا أنها ظلت ملهمة لقصص النجاح في الحياة والتغلب على مرارات الوحدة والاكتئاب، وكان القاسم المشترك بينها وبين الكثيرات من رائدات الأعمال هو القدرة على مواجهة الصعاب والمثابرة لتحقيق الإنجازات مهما كلف الأمر.
وما زالت العلامات التجارية لكوكو شانيل تحقق أعلى الأرباح والإيرادات في عالمنا اليوم، إذ تزيد أرباحها السنوية عن المليار يورو، ويعمل الآن بكافة علاماتها التجارية آلاف الموظفين والموظفات، في متاجر شهيرة ما زالت ترتبط بالموضة والأزياء وصناعة الملابس الفاخرة حتى الآن.
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا
قصص ريادية
لاري أليسون : حياة مليئة بالألم قادته إلى تأسيس أوراكل العملاقة!
كانت العائلة هي الحلقة الأضعف في حياته.

نقرأ يوميًا عن مشاهير استطاعوا التغلب على ذكريات الماضي المؤلم وما مروا به في حياتهم من تحديات، وعلى الرغم مما يمثله الفقر أو الحياة العائلية غير المستقرة من ضغوط على عاتق أصحابها إلا أنها كانت شهادة لميلاد بعض رواد الأعمال الذين نجحوا في تحقيق إنجازات قد يصعب تصديقها.
ومن هؤلاء لاري أليسون مؤسس شركة أوراكل عملاق صناعة البرمجيات، فكيف استطاع أليسون تأسيس هذه الشركة؟ وكيف تمكن من التغلب على الأزمات التي واجهت أوراكل في بداياتها؟
طفولة عصيبة
وُلد أليسون في الولايات المتحدة الأمريكية في نيويورك، وقد تبنته أم عزباء لم تتعاهده كثيرًا بالرعاية وتركته لخالتها ثم عمها، كل ذلك ترك أثره في أليسون الذي لم يحظ بطفولة سوية مثل سائر أقرانه.
كانت نشأة أليسون لسنوات طويلة في ولاية شيكاغو، ولأن عائلته كانت فقيرة إلى حد ما لم ينل النصيب الكافي من رغد العيش، إلى جانب علاقته العصيبة بأبيه الذي لم يكن رحيمًا به وكان دائم التنمر عليه والسخرية منه.
كانت العائلة هي الحلقة الأضعف طوال مسيرة أليسون، لقد جعلته دائم القلق والتوتر، وقد حاول تجاوز ذلك بالاتجاه للتعلم الذاتي والانعزال وحيدًا دون مخالطة الآخرين، فأكسبه ذلك جرأة ومزيد من الاعتماد على النفس وتطوير الذات، إذ لم يكن أمامه أية خيارات سوى النجاح وتحقيق طموحاته.
وفي أوائل الستينيات بعدما أنهى أليسون دراسته في ساوث شور الثانوية صُدم بموت أمه بالتبني بعد رحلة طويلة مع مرض السرطان، وهو الأمر الذي أدخله في اكتئاب في بداية دراسته الجامعية.
في الجامعة .. بين الفشل وحب التعلم
بعد موت أمه التحق لاري أليسون بجامعة شيكاغو، ولأنه يحب تصور ماهية الأشياء ومعرفة الحقائق عن المواد والجسيمات والعلاقات الرياضية في الكون تخصص أليسون في الفيزياء والرياضيات، لكنه لم ينجح في إنهاء دراسته الجامعية.
ظن المحيطون بـ لاري أليسون أن فشله الجامعي إنما هو لضعف انتباهه وقلة تركيزه وعدم احترامه لأساتذته بالجامعة، إلا أن فشله في الجامعة لم يقفف حاجزًا بينه وبين تحقيق طموحاته، فقد بدأ يعلم نفسه كل ما يتعلق ببرمجة الحاسوب.
ويومًا بعد آخر استطاع أليسون إتقان علم البرمجة وفهم ألغاز هذا العلم وإنجاز عدة مهام صغيرة لتدريب نفسه على ما ينتظره في المستقبل، وقد اكتشف أليسون من خلال التعليم الذاتي إمكاناته الكامنة وقدراته التي كانت بمثابة وقود يدفعه على طريق النجاح مرة أخرى.
وقد توجه في عام 1966 إلى كاليفورنيا وعمل في شركة للبرمجيات كمبرمج موهوب يكسب الكثير من المال ويقضي عطلاته في تسلق الجبال والسفر.
تأسيس أوراكل
في عام 1977 قرر لاري أليسون أنه يجب عليه البدء في تأسيس شركة خاصة وترك العمل لدى الآخرين، فاستعان باثنين من زملائه وأسس مختبر لتطوير البرمجيات، وتولى أليسون منصب الرئيس التنفيذي لهذه الشركة الناشئة.
وكان من نتاج عمل هذه الشركة تطوير برامج لقواعد البيانات، وقد أحدثت هذه البرامج طفرة هائلة في هذا القطاع واستحوذت على اهتمام الشركات التي تقوم بتمويل المشروعات المعتمدة على برامج البيانات المتطورة.
مما مكّن أليسون وشركاءه من الفوز بعقود لتطوير أنظمة البيانات بداخل الولايات المتحدة الأمريكية، كان منها عقدًا مميزًا لوكالة المخابرات المركزية، وأطلق أليسون على عقود تطوير بيانات المخابرات المركزية اسم “أوراكل”، قبل أن يصبح هذا اسم شركته.
ونجح مع زملائه في إنجاز متطلبات ومهام أوراكل قبل عام من الموعد المحدد، مما زاد من قوتها وشعبيتها في سوق صناعة برمجيات البيانات، فاستعانت بها شركة IBM لتطوير أنظمة الحواسيب بها، فتضاعفت مبيعات أوراكل.
وقد اعتمد أليسون اسم أوراكل لشركته في عام 1983، وفي حقيقة الأمر يعود الفضل لأليسون في توسيع قاعدة عملاء الشركة وجذب شرائح جديدة لصناعة برمجة قواعد البيانات، مما كان يسهم في مضاعفة أرباح أوراكل باستمرار.
انتقادات لأوراكل
في غمار نشاط أوراكل لم يكن هناك اهتمام كاف للانتباه لحجم سوق برمجة قواعد البيانات وما يتطلبه من معالجة دقيقة للسلبيات التي واجهتها أوراكل في بدايتها، ومن هذه السلبيات مبالغة أليسون في الادعاء بقدرة أوراكل على إنجاز كل مهام البرمجة المطلوبة.
كانت هذه الإدعاءات تحقق خسارة لأوراكل وتضعف سمعتها في سوق تطوير البرمجيات، وفي الوقت الذي كان المنافسون يحققون إنجازات مذهلة ويسلمون البرمجيات المطلوبة في مواعدها كانت أوراكل تفشل فشلًا ذريعًا في الجمع بين جودة البرمجيات المطلوبة وإنجازها في الوقت المحدد لاستلامها.
وفي ظل سباقه المحموم لكسب حصص إضافية لأوراكل من هذه السوق الواعدة التي تتسع باستمرار تحمل أليسون مخاطر عديدة كان يجب ألا يقحم أوراكل فيها من البداية، لكيلا يتمكن منافسوه من إطلاق إصداراتهم الخاصة والمتفوقة عليه وتوجيه ضربة قاضية لشركته الوليدة.
لقد كانت أوراكل تواجه أزمات عديدة في بدايتها مثل عدم وضوح بعض التفاصيل المتعلقة بدقة إنجاز هذه المهام، ورغم ذلك نجح أليسون في ابتكار حلول مساعدة وتسويق مشروعات أوراكل بشكل أكبر.
وفي عام 1985 أعلنت أوراكل عن مشروعها الأضخم المتمثل في مضاعفة حجم أعمالها من خلال تعاقداتها مع كيانات عملاقة، وهو ما ضاعف من إيرادات وأرباح الشركة، وزاد من سطوتها في سوق البرمجيات في عدد من دول العالم.
طرح أسهم أوراكل في البورصة
في عام 1986 تم طرح شركة أوراكل للاكتتاب العام، حقق ذلك طفرة هائلة لأليسون وكل شركائه، فقد وصل سعر سهم الشركة لنحو 15 دولارًا، وخلال فترة وجيزة جاوز السهم ما يقرب من 20 دولارًا.
وبفضل الاكتتاب العام وصلت القيمة السوقية لأوراكل نحو 270 مليون دولار، وبلغت عائدات أوراكل مع نهاية الثمانينات نحو 130 مليون دولار، وفي ذلك الوقت كانت حصص أليسون في الشركة تبلغ نحو 90 مليون دولار.
من حافة الانهيار للسيطرة على سوق البرمجيات
في عام 1988 كانت أوراكل على موعد مع كوارث تهدد سمعتها ومصداقيتها في سوق صناعة البرمجيات، إذ عجزت بعض البرمجيات عن تحقيق المهام المطلوبة منها تمامًا، وفي عام 1990 بدأت أوراكل تفقد السيطرة على مواردها وما لديها من تدفقات نقدية.
وبلغت خسائر الشركة في عام 1991 نحو 36 مليون دولار، مما حط من سعر السهم وخشى البعض من زوال أوراكل من على عرش هذه الصناعة، إلا أن أليسون استطاع استقطاب كفاءات جديدة للشركة وتطوير خططها الاستراتيجية للحيلولة دون حدوث ذلك.
وعادت أوراكل في عام 1994 لصدارة الشركات الرائدة في صناعة البرمجيات مرة أخرى، وزادت قيمتها السوقية حتى بلغت نحو 200 مليار دولار.
ثروة لاري أليسون
بعد طفولة قاسية ابتسم له القدر وأصبح أليسون في عام 2000 أغنى رجل في العالم، ووفقًا لوكالة بلومبيرج في عام 2010 أتي أليسون في المرتبة التاسعة ضمن قائمة أغنياء العالم.
ويأتي نحو 75% من ثروة أليسون من حصته في أوراكل، التي يشغل الآن منصب رئيس مجلس إدارتها، وبالإضافة إلى ذلك يعود جزء من ثروة أليسون للأسهم التي لديه في شركة تسلا لتصنيع السيارات الكهربائية والتي تتجاوز قيمتها نحو 15 مليار دولار.
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا ، ولينكيدإن من هنا
قصص ريادية
قصة الواتس اب: عندما يرفض الفيسبوك توظيفك ثم يضطر ليدفع 19 ملياراً للاستحواذ على تطبيقك!
فقر شديد، اوضاع اقتصادية مؤلمة، هجرة، ثم وفاة أقرب شخص لقلبه. قصة الصمود وراء تأسيس ونجاح تطبيق الواتساب.

لا يوجد شخص تقريبا الآن لا يستخدم تطبيق الواتس اب، وبكل تأكيد أيها القارئ أنك تستخدم هذا التطبيق العبقري الذي جذب ملايين المستخدمين في سنوات قليلة من إطلاقه، والذي لا يكاد يخلو منه اليوم هاتف ذكي واحد، ما بين تواصل عادي أو تواصل للأعمال ، او تواصل بين الأصدقاء والشركات.
الجميع يستخدم الواتس اب اليوم حول العالم. لكن هل تعرف ما هي القصة وراء تأسيس الواتس اب ؟ أو ربما نقول ، الجانب المؤلم من قصة تأسيس هذا التطبيق العالمي؟
هل تعلم أن مؤسس الواتس اب عاش حياة لا يمكن وصفها الا بالحياة الصعبة؟ إليكم القصة المذهلة وراء واتس اب.
حياة بائسة
ولد جان كوم مؤسس الواتس آب في قرية صغيرة في أوكرانيا، وعاش حياة قاسية للغاية منذ ولادته، حيث كان يعيش مع والدته التي تعمل في وظيفة متواضعة؛ في بيت صغير خالي من جميع الخدمات الأساسية للحياة، فلا كهرباء ولا ماء ساخن ولا هاتف.
عندما بلغ جان السادسة عشر من عمره، كانت الأوضاع الاقتصادية في أوكرانيا تزداد سوءًا يوم بعد يوم، فقررت والدته بتقديم طلب لجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية، هربًا من الأوضاع السيئة في أوكرانيا.
وبالفعل تمت الموافقة على الطلب ورحل جان برفقة والدته إلى كاليفورنيا، وتم منحهم شقة صغيرة كدعم من الحكومة الأمريكية للاجئين، لمساعدتهم على محاولة التأقلم في المجتمع الأمريكي والبحث عن فرص عمل وتعلم اللغة.
وبدأت والدته عملها كجليسة أطفال، بينما عمل جان كعامل نظافة في محل بقالة لمساعدة والدته في المصاريف. مهن بسيطة للغاية، فقط تكفي لسداد المصاريف اليومية، لم يكن أحدهم يتخيل أن يتحول هذا المراهق الى واحد من أكبر أثرياء العالم.
فقر ومرض ومعاناة
بعد رحيلهم إلى أمريكا اكتشفت والدة جان إصابتها بالسرطان، لكن ما تجنيه هي وجان من المال لم يكن كافي للعلاج، فتم منحهم دعم إضافي من الحكومة الأمريكية للعلاج.
كان جان يذهب إلى المدرسة ويعمل في الوقت ذاته، واكتشف شغفه الشديد بالتقنية، وبدأ في دراسة علم الشبكات، حيث كان يقوم باستعارة الكتب المستعملة من زملائه في المدرسة، ثم التحق بمجموعات القراصنة الإلكترونية للتعلم.
بعد تخرجه من المدرسة الثانوية التحق جان بجامعة سان خوسيه، كما حصل على وظيفة حارس أمن في شركة واستمر طوال سنوات الجامعة على هذا الحال، إلى أن حصل على وظيفة في شركة ياهو في قسم الدعاية في نهاية التسعينيات، ليبدأ حياته الوظيفية.
لكن بمجرد أن بدأ جان في عيش حياة مستقرة إلى حد ما ، سرعان ما انتهت هذه الحياة بوفاة والدته الأقرب إلى قلبه عام 2000، وكانت بالنسبة له أكبر صدمة تلقاها في حياته.
دخل جان في نوبات حزن طويلة وعاش أيام طويلة عصيبة من الحزن والاكتئاب ، لم يخرج منها إلا بصديقه بريان آكتون الذي ساعده على تجاوز هذه الأيام العصيبة، وعادت الحياة الى مجراها. صحيح أنها أصبحت مظلمة أكثر ، ولكن يمكن أن تُعاش.
أن ترفضك إمبراطورية الفيسبوك
بعد 7 سنوات من وفاة والدة جان قام هو وصديقه بريان بالتقديم للعمل في فيسبوك، لكن الشركة رفضت كلاهما والسبب أنهم ليسوا بالكفاءة ولا الخبرة المطلوبة.
بعد عامين من رفضهما في فيسبوك، وكان كل من الصديقين قد اكتسبا خبرة واسعة في العالم التقنية التسويقي، قررا إطلاق تطبيق مجاني للشات والرسائل الفورية السريعة المجانية.
وبالفعل بدأ جان وبريان العمل على تطوير التطبيق، كانا يعملان بشكل مستمر في المنزل في الشارع في المقهى، أي مكان يذهبان إليه حتى لو للترفيه وتضييع الوقت، كانا يقتنصان بعض الوقت للعمل.
كان التطبيق هو شغلهما الشاغل في هذه الفترة، إلى أن قاما إنهاء العمل وقاموا بإطلاقه في السوق باسم واتس اب ، وهي كلمة قريبة من ” What’s Up ” الانجليزية التي تعني : ما الجديد.
وفي خلال 5 سنوات من إطلاقه وصل عدد مستخدمي تطبيق الواتس اب إلى أكثر من 450 مليون مستخدم حول العالم، ووصلت قيمته إلى أكثر من 7 مليار دولار.
ثم ترفض أنت الفيسبوك!
بعد هذا النجاح المذهل قامت فيسبوك بتقديم عرض شراء للتطبيق. كان من الطبيعي أن تسعى فيسبوك للسيطرة على هذا التطبيق الجديد الذي يحقق ارقاما ممتازة.
لكن كان الرد من جان وبريان اللذان تم رفضهما من فيسبوك رفض العرض، هذا الموقف هو موقف انتصار وقوة بلا شك، تحيل أن تقدم في وظيفة فيتم رفضك لتعود الشركة ذاتها بعد سنوات بطلب شراء لمنتجك الخاص بمليارات الدولارات فترفض أنت.
بمرور السنوات ومع النمو الهائل في التطبيق والانتشار الواسع له عالمياً، لم يكن أمام الفيسبوك الا التقدم بعرض هائل لشراء الواتساب بقيمة 19 مليار دولار، وهو رقم كبير لا يمكن رفضه هذه المرة.
وافق الرفيقان، واعتبرت صفقة الإستحواذ الأضخم حول العالم في العام 2014 ، وأضخم صفقة تقنية لعدة سنوات.
تظل قصة تأسيس تطبيق الواتساب ، مع الطفرة الضخمة في التواصل عبر التطبيق حول العالم ، واحدة من أهم الدروس الريادية على الإطلاق لأي رائد أعمال مبتدئ.
تحول جان كوم واحد الى واحد أشهر أثرياء العالم وهو لم يتجاوز الـ 37 من عمره، هو نفسه الطفل الذي كان يعيش في بيت بلا كهرباء ولا ماء وكان يعمل في تنظيف أرضيات المحلات لتوفير قوت يومه هو ووالدته!
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا
قصص ريادية
قصة صعود إيك باتيستا قبل أن يتورط في قضايا فساد ورشاوي كبرى!
صادرت الشرطة كل ممتلكات باتيستا من السيارات والمجوهرات وتم تجميد أرصدته البنكية.

يهتم الكثيرون منا بمتابعة مشاهير كرة القدم في البرازيل وقصة كل لاعب من هؤلاء، إلا أن البرازيل لها قصص أخرى في عالم البيزنس لا تقل إثارة عن مثيلاتها في كرة القدم، ومن هذه القصص ما حملته لنا وكالات الأنباء العالمية عن القبض على الملياردير البرازيلي إيك باتيستا عملاق صناعة النفط والغاز في البرازيل.
فكيف تمكن هذا الرجل من الوصول لمرتبة أغنى رجل في البرازيل، وكيف تورط بعد كل ذلك في قضايا فساد زجت به إلى السجن؟
طفولة في البرازيل ومراهقة في أوروبا
وُلد إيك باتيستا في عام 1956 بالبرازيل، وقد قضى مع عائلته فترة طفولته هناك، ثم هاجر معهم إلى أوروبا، حيث قرر الأبوان أن من الأفضل له الدراسة في المدارس الأوروبية عن البرازيلية، فتنقل في المرحلة الثانوية بين جينيف وبروكسل.
ثم التحق بجامعة في ألمانيا ودرس بها هندسة التعدين في عام 1974، وفي نفس الوقت كان يعمل أثناء الدراسة ليوفر نفقات التعليم، فكان يبيع وثائق تأمين للمهتمين بهذا النوع من المشتريات.
عودة للبرازيل وتأسيس شركة خاصة
في بداية الثمانينات عاد باتيستوتا إلى البرازيل، كان قد أنهى دراسته الجامعية وقرر أن عليه أن يستفيد من دراسته ويصبح رائد أعمال، فتواصل مع عدد من أبرز مصدري الذهب في منطقة الأمازون وفي نفس الوقت كان يبحث عن مشترين في أوروبا.
وكانت هناك شائعات أن المافيا الإيطالية تسيطر في ذلك الوقت على التجارة في عدد من دول أمريكا الجنوبية فقرر باتيستا أن عليه ألا يسمع لهذه الشائعات وبدأ بالفعل في تأسيس شركته التي حاولت توفير مصادر للذهب الخام.
إيك باتيستا و أول مليون دولار
قبل أن يتجاوز باتيستا الرابعة والعشرين من عمره كانت تجارته تحقق إنجازات مذهلة، وفي ذلك العُمر استطاع أن يحقق أرباحًا تجاوزت المليون دولار، وقد ساعده ذلك في عقد صفقات تجارية ضاعفت له أرباحه.
وظلت ثروته تتضاعف حتى عام 2012، وأصبحت شركته مشهورة بتجارة الذهب والألماس، ودخلت تجارته أسواقًا جديدة، وفي ذلك الوقت كان قد أسس 6 شركات جديدة تعمل في قطاعات التعدين والنفط والنقل.
حياة الرفاهية .. بداية السقوط
مع تضخم ثروته أحب باتيستا رغد العيش وحياة الرفاهية، وقد انضم لفريق القوارب في البرازيل وبرع في تلك الرياضة حتى فاز فريقه ببطولة البرازيل، ثم انصرف باتيستا عن الرياضة وانطلق يشتري الكثير من الأشياء غير الضرورية كالكثير من البيوت الفاخرة والسيارات الفارهة والطائرات الخاصة باهظة الثمن..
ولم يكن باتيستا يدري أن أسعار الذهب ستنهار خلال فترة وجيزة، فباع حصته في شركته الرئيسية التي خسرت بشكل غير متوقع، وقد خسر باتيستا ما يقرب من ثلثي ثروته أي نحو 19.4 مليار دولار، وحاول السيطرة على تجارته بما بقي له من شركات أخرى.
وحقق باتيستا من بيع حصته بشركته الرئيسية نحو 2 مليار دولار، ورغم ذلك استمرت خساراته تتوالى عبر انخفاض حاد في قيمة الأسهم التي يملكها، حتى إنه كان يخسر مليوني دولار يوميًا، وخرج تمامًا من قائمة المليارديرات بحلول عام 2013.
وكان من أبرز أسباب هذا السقوط المدوي هو عجز شركاته عن الإيفاء بوعودها في إنتاج كميات محددة من النفط، ومنها شركته “أوه جي إكس”، والتي كانت قد أعلنت أنها ستنتج 15 ألف برميل يوميًا، لكن في حقيقة الأمر عجزت هذه الشركة عن إنتاج 5 آلاف برميل يوميًا.
اتهامات وملاحقات أمنية
لم تقتصر الأخبار السيئة حول إيك باتيستا على انهيار تجارته فحسب، فقد صرحت طليقته للصحافة أنه يخفي حقيقة أصول تجارته، وقالت أن لديه منجم ذهب بمئات الملايين لكن السلطات البرازيلية لا تعلم عنه أي شئ.
كل ذلك مع اتهامات أخرى تسبب في مداهمة القوات الأمنية البرازيلية لقصر باتيستا في عام 2015، لكنه في ذلك الوقت كان خارج البرازيل، كانت هذه الأخبار بمثابة مفاجأة عاصفة لكل الذين يتابعون بداية صعوده في عالم ريادة الأعمال، فكل ذلك انتهى وأصبح من الماضي.
لقد صادرت الشرطة كل ممتلكات باتيستا من السيارات والهواتف والساعات والمجوهرات وأجهزة الحاسوب وتم تجميد أرصدته البنكية ومصادرة أصوله التجارية.
وفي عام 2018 حكم القضاء البرازيلي على إيك باتيستا بالسجن لمدة 30 عامًا لتورطه في العديد من قضايا الفساد والرشاوي، وتم تغريمه بملايين الدولارات لتسهيله صفقات تجارية مشبوهة، كل ذلك وضع خط النهاية لرجل كان يومًا محط أنظار أولئك الذين يتطلعون لنموذج ملهم لرواد الأعمال.
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا ، ولينكيدإن من هنا
-
قوائممنذ 3 أسابيع
الجواب الصحيح على سؤال المقابلة الشخصية: ما هو الراتب المتوقع الذي تريد الحصول عليه ؟
-
رواد الأعمالمنذ أسبوعين
لن تكون سعيداً اذا نجح مشروعك وفشلت حياتك: 4 نصائح شخصية لرائد الاعمال للاعتناء بنفسه
-
مقالاتمنذ 3 أسابيع
السلع سريعة الاستهلاك FMCG: كلمة سر نجاح المتاجر الاليكترونية الناشئة في حصد تمويلات ضخمة
-
أخبار الشركات الناشئةمنذ 3 أسابيع
الدمار وصل للشركات الناشئة: اسرائيل تقصف شركة ريادية للطباعة ثلاثية الابعاد في غزة
-
مقالاتمنذ أسبوعين
لديك فكرة عظيمة لعمل أو مشروع؟ إليك ما تحتاجه لتنفيذها بنجاح!
-
أوروبامنذ 3 أسابيع
مسرعة Forward•Inc الهولندية تطلق برنامجاً طموحاً لتحويل اللاجئين الى رواد أعمال
-
قصص رياديةمنذ أسبوعين
لاري أليسون : حياة مليئة بالألم قادته إلى تأسيس أوراكل العملاقة!
-
أوروبامنذ 3 أسابيع
رحلة على ضفاف نهر التايمز: نظرة على أقوى الشركات الناشئة في بريطانيا!
يجب عليك تسيجل الدخول لتنشر تعليقًا Login