تواصل معنا

قصص ريادية

سليمان الراجحي.. حمّال الحقائب الذي تحول الى عملاق المعاملات المصرفية في السعودية والمنطقة

يُقال : ليس من العيب ان يولد الانسان فقيراً، ولكن من العيب أن يموت فقيراً دون أن يحاول. وسليمان الراجحي يضرب مثالا رائعاً على هذا القول !

منشور

في

ولد سليمان في احدى مدن منقطة القصيم السعودية، تسمى ” البكيرية ” ، لأسرة سعودية شديدة البساطة انتقلت لتوها الى مدينة الرياض بهدف البحث عن الرزق.

في تلك الفترة لم يكن هناك ثورة نفطية في الخليج ، وعلى الرغم من انه واخوته ذهبوا الى المدرسة، الا ان سليمان لم يكمل تعليمه مثل اخوته رغبة منه في ذلك، وبهدف ان يعمل في التجارة في سن مبكرة.

بدايات متواضعة

بدأ سليمان رحلته في التجارة وهو ابن عشر سنوات، كانت البداية هو انه كان يذهب لشراء بعض الكيروسين ويبيعه.

بدأ الصبي يكتسب بعض الخبرات في التجارة ويفهم المعاملات الحسابية وهامش الربح ومتطلبات السوق ، ثم تحول الى وظيفة اخرى ، حيث عمل كحمّال أمتعة وحقائب للفنادق والجلسات والاشخاص.

لاحقاً، عمل سليمان في جمع البلح لأصحاب مزارع النخيل مقابل أجر زهيد. ثم ذهب للعمل كنّاساً وحارساً للأمن ، وحمال للحقائب والبضائع ، ثم عمل كعامل بناء.

يقول سليمان مؤرخاً لتلك الفترة : لم أكن اتناول الافطار ، كنت طوال الوقت متاحاً للعمل كحمّال لحقائب الناس واغراضهم ، ولم اكن ارتدي سوى ثوب واحد ، أغسله يومياً وانتظر حتى يجفّ واعيد ارتداءه.

ثم ، ومع بلوغه لسن المراهقة، قرر سليمان أن يعمل في وظيفة جديدة، حيث عمل طباخاً في احدى المؤسسات التابعة للحكومة.

استمر فترة في مطبخ هذه المؤسسة، ولكنه لم يستمر فترة طويلة، حيث كان كل ما جمعه الشاب المكافح في تلك الفترة هو مبلغ زهيد ، ولكنه كافٍ لبدء شيء ما.

وقد كان.

فلنبدأ شيئاً ما

ببعض الامكانيات البسيطة، جمع سليمان بعض المال وبدأ محلاً صغيراً للبقالة في إحدى ضواحي القصيم. بدأ سليمان تجارته بشكل حر، وتنامت أرباحه مع زيادة البضائع التي يبيعها للجمهور. 

كانت تجارة الراجحي في تلك الفترة هي التجارة التقليدية المُعتادة، يقوم ببيع بعض المنتجات، يحصل على إيرادات بهامش ربحي، يعيد تشغيل الإيرادات مرة أخرى، فيزيد مستوى الربح. الأساس الذي تقوم عليه أي تجارة تقليدية.

الى أن لفت نظره تنامى قدوم الحجاج الى مكة وزيادة أعدادهم مع المشاريع التنموية الكبيرة التي تجريها المملكة لخدمة طرق الحجاج التي بدأت في تلك الفترة.

هنا، قرر سليمان، وبعد 5 سنوات من العمل في محل بقالته الخاص ، أن يتحول للعمل الى مجال آخر وجد عليه إقبالاً كبيراً ، خصوصاً مع مشروعات التوسع في خدمة الحجاج والمعتمرين ، وهو الدخول في مجال الصيرفة، فكان يبيع ويشتري العملات من الحجاج والمعتمرين.

في نهاية الخمسينيات، لفت نظره حجم الارباح التي يحققها، والاقبال الواسع من الحجاج على استبدال العملات عن طريق الصيرفة، فقرر التفرغ لهذا المجال والتوسع في أعماله، والعمل على تأسيس أول مصرف لاستبدال العملات بشكل رسمي ومنتظم.

حتى كان افتتاح اول مركز صغير له لاستبدال الصرافة في العام 1957 ، واطلق عليه اسم عائلته ، بعد أن أشرك معه اخوته.

مصرف ” الراجحي ” ، لصاحبه سليمان الراجحي.

نعرف جميعاً هذا الاسم الآن كواحد من اهم المصارف السعودية واضخمها على الاطلاق.

الامبراطورية

بدأ المصرف البسيط في الازدهار،  وبقدوم العام 1970 ، استقل سليمان عن اخوته مفتتحا شركته الخاصة لتبادل العملات ، والتي تحولت الى  سلسلة فروع.

ثم تحولت الفروع الى سلسلة كبيرة من المؤسسات التجارية المختلفة، في قطاعات مختلفة ، استمر نموها في تلك الفترة عدة سنوات، شملت معظم سنوات السبعينيات تقريباً.

حتى جاء العام 1978 مع قرار عام لتحويل المصرف بكل الافرع والمؤسسات التابعة له الى علامة تجارية واحدة بإسم ( شركة الراجحي المصرفية للتجارة ) والتي تحولت الى شركة مساهمة سعودية قابضة.

نمى المصرف سريعاً ليلعب دوراً اقليمياً واسعاً في وضع اسس مصرفية حديثة متفقة مع الشريعة الاسلامية، ليتحول الى واحد من اهم واضخم المصارف السعودية بنهاية القرن العشرين، والتي تمتد على مستويات عالمية واسعة.

اليوم يملك مصرف الراجحي اصولاً تتجاوز الـ 250 مليار ريال ، ويعمل في فروعه المنتشرة حول العالم اكثر من 15 ألف موظف ، وشبكة ضخمة تضم مئات الفروع وقاعدة عملاء ضخمة، وتعمل في كافة المجالات والمعاملات العالمية، ويعتبر من اكثر العلامات التجارية نشاطاً في عالم المعاملات المالية والبنكية حول العالم.

سليمان الراجحي

أما سليمان الراجحي، رجل الاعمال السعودي الذي بدأ حياته كبائع للكيروسين وحمّال للأمتعة، والذي يبلغ اليوم – حتى لحظة كتابة هذه السطور – الخامسة والتسعين من عمره، وتقدر ثروته بحوالي 6 مليارات دولار ، فقد أعلن عن التبرع بجزء كبير من ثروته كوقف خيري ، وتفرغ لبناء الاوقاف والمؤسسات الخيرية ، وعلى رأسها مؤسسة الراجحي الخيرية.

كانت بداية الراجحي ابعد ما يكون عن الثراء، ولم يكمل تعليمه ، ولم يكن صديقاً لأثرياء ولا أمراء ، ولم يعش في ظروف اقتصادية مميزة مثل التي يعيشها الملايين الآن في الخليج. ومع ذلك، استطاع ان يصل الى هرم الثروة والنجاح التي أفادت الاعمال الخيرية حول العالم.

يُقال دائماً: ليس من العيب ان يولد الانسان فقيراً، ولكن من العيب أن يموت فقيراً. وسليمان الراجحي يضرب مثالا رائعاً على هذا القول !



# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا

اشترك في نشرتنا البريدية لمتابعة جديدنا ( لا تقلق، لن نضيع وقتك برسائل تافهة )

* indicates required

قصص ريادية

لاري أليسون : حياة مليئة بالألم قادته إلى تأسيس أوراكل العملاقة!

كانت العائلة هي الحلقة الأضعف في حياته.

منشور

في

بواسطة

لاري أليسون

نقرأ يوميًا عن مشاهير استطاعوا التغلب على ذكريات الماضي المؤلم وما مروا به في حياتهم من تحديات، وعلى الرغم مما يمثله الفقر أو الحياة العائلية غير المستقرة من ضغوط على عاتق أصحابها إلا أنها كانت شهادة لميلاد بعض رواد الأعمال الذين نجحوا في تحقيق إنجازات قد يصعب تصديقها.

ومن هؤلاء لاري أليسون مؤسس شركة أوراكل عملاق صناعة البرمجيات، فكيف استطاع أليسون تأسيس هذه الشركة؟ وكيف تمكن من التغلب على الأزمات التي واجهت أوراكل في بداياتها؟

طفولة عصيبة

وُلد أليسون في الولايات المتحدة الأمريكية في نيويورك، وقد تبنته أم عزباء لم تتعاهده كثيرًا بالرعاية وتركته لخالتها ثم عمها، كل ذلك ترك أثره في أليسون الذي لم يحظ بطفولة سوية مثل سائر أقرانه.

كانت نشأة أليسون لسنوات طويلة في ولاية شيكاغو، ولأن عائلته كانت فقيرة إلى حد ما لم ينل النصيب الكافي من رغد العيش، إلى جانب علاقته العصيبة بأبيه الذي لم يكن رحيمًا به وكان دائم التنمر عليه والسخرية منه.

كانت العائلة هي الحلقة الأضعف طوال مسيرة أليسون، لقد جعلته دائم القلق والتوتر، وقد حاول تجاوز ذلك بالاتجاه للتعلم الذاتي والانعزال وحيدًا دون مخالطة الآخرين، فأكسبه ذلك جرأة ومزيد من الاعتماد على النفس وتطوير الذات، إذ لم يكن أمامه أية خيارات سوى النجاح وتحقيق طموحاته.

وفي أوائل الستينيات بعدما أنهى أليسون دراسته في ساوث شور الثانوية صُدم بموت أمه بالتبني بعد رحلة طويلة مع مرض السرطان، وهو الأمر الذي أدخله في اكتئاب في بداية دراسته الجامعية.

في الجامعة .. بين الفشل وحب التعلم

بعد موت أمه التحق لاري أليسون بجامعة شيكاغو، ولأنه يحب تصور ماهية الأشياء ومعرفة الحقائق عن المواد والجسيمات والعلاقات الرياضية في الكون تخصص أليسون في الفيزياء والرياضيات، لكنه لم ينجح في إنهاء دراسته الجامعية.

ظن المحيطون بـ لاري أليسون أن فشله الجامعي إنما هو لضعف انتباهه وقلة تركيزه وعدم احترامه لأساتذته بالجامعة، إلا أن فشله في الجامعة لم يقفف حاجزًا بينه وبين تحقيق طموحاته، فقد بدأ يعلم نفسه كل ما يتعلق ببرمجة الحاسوب.

ويومًا بعد آخر استطاع أليسون إتقان علم البرمجة وفهم ألغاز هذا العلم وإنجاز عدة مهام صغيرة لتدريب نفسه على ما ينتظره في المستقبل، وقد اكتشف أليسون من خلال التعليم الذاتي إمكاناته الكامنة وقدراته التي كانت بمثابة وقود يدفعه على طريق النجاح مرة أخرى.

وقد توجه في عام 1966 إلى كاليفورنيا وعمل في شركة للبرمجيات كمبرمج موهوب يكسب الكثير من المال ويقضي عطلاته في تسلق الجبال والسفر.

تأسيس أوراكل

في عام 1977 قرر لاري أليسون أنه يجب عليه البدء في تأسيس شركة خاصة وترك العمل لدى الآخرين، فاستعان باثنين من زملائه وأسس مختبر لتطوير البرمجيات، وتولى أليسون منصب الرئيس التنفيذي لهذه الشركة الناشئة.

وكان من نتاج عمل هذه الشركة تطوير برامج لقواعد البيانات، وقد أحدثت هذه البرامج طفرة هائلة في هذا القطاع واستحوذت على اهتمام الشركات التي تقوم بتمويل المشروعات المعتمدة على برامج البيانات المتطورة.

مما مكّن أليسون وشركاءه من الفوز بعقود لتطوير أنظمة البيانات بداخل الولايات المتحدة الأمريكية، كان منها عقدًا مميزًا لوكالة المخابرات المركزية، وأطلق أليسون على عقود تطوير بيانات المخابرات المركزية اسم “أوراكل”، قبل أن يصبح هذا اسم شركته.

ونجح مع زملائه في إنجاز متطلبات ومهام أوراكل قبل عام من الموعد المحدد، مما زاد من قوتها وشعبيتها في سوق صناعة برمجيات البيانات، فاستعانت بها شركة IBM  لتطوير أنظمة الحواسيب بها، فتضاعفت مبيعات أوراكل.

وقد اعتمد أليسون اسم أوراكل لشركته في عام 1983، وفي حقيقة الأمر يعود الفضل لأليسون في توسيع قاعدة عملاء الشركة وجذب شرائح جديدة لصناعة برمجة قواعد البيانات، مما كان يسهم في مضاعفة أرباح أوراكل باستمرار.

انتقادات لأوراكل

في غمار نشاط أوراكل لم يكن هناك اهتمام كاف للانتباه لحجم سوق برمجة قواعد البيانات وما يتطلبه من معالجة دقيقة للسلبيات التي واجهتها أوراكل في بدايتها، ومن هذه السلبيات مبالغة أليسون في الادعاء بقدرة أوراكل على إنجاز كل مهام البرمجة المطلوبة.

كانت هذه الإدعاءات تحقق خسارة لأوراكل وتضعف سمعتها في سوق تطوير البرمجيات، وفي الوقت الذي كان المنافسون يحققون إنجازات مذهلة ويسلمون البرمجيات المطلوبة في مواعدها كانت أوراكل تفشل فشلًا ذريعًا في الجمع بين جودة البرمجيات المطلوبة وإنجازها في الوقت المحدد لاستلامها.

وفي ظل سباقه المحموم لكسب حصص إضافية لأوراكل من هذه السوق الواعدة التي تتسع باستمرار تحمل أليسون مخاطر عديدة كان يجب ألا يقحم أوراكل فيها من البداية، لكيلا يتمكن منافسوه من إطلاق إصداراتهم الخاصة والمتفوقة عليه وتوجيه ضربة قاضية لشركته الوليدة.

لقد كانت أوراكل تواجه أزمات عديدة في بدايتها مثل عدم وضوح بعض التفاصيل المتعلقة بدقة إنجاز هذه المهام، ورغم ذلك نجح أليسون في ابتكار حلول مساعدة وتسويق مشروعات أوراكل بشكل أكبر.

وفي عام 1985 أعلنت أوراكل عن مشروعها الأضخم المتمثل في مضاعفة حجم أعمالها من خلال تعاقداتها مع كيانات عملاقة، وهو ما ضاعف من إيرادات وأرباح الشركة، وزاد من سطوتها في سوق البرمجيات في عدد من دول العالم.

طرح أسهم أوراكل في البورصة

في عام 1986 تم طرح شركة أوراكل للاكتتاب العام، حقق ذلك طفرة هائلة لأليسون وكل شركائه، فقد وصل سعر سهم الشركة لنحو 15 دولارًا، وخلال فترة وجيزة جاوز السهم ما يقرب من 20 دولارًا.

وبفضل الاكتتاب العام وصلت القيمة السوقية لأوراكل نحو 270 مليون دولار، وبلغت عائدات أوراكل مع نهاية الثمانينات نحو 130 مليون دولار، وفي ذلك الوقت كانت حصص أليسون في الشركة تبلغ نحو 90 مليون دولار.

من حافة الانهيار للسيطرة على سوق البرمجيات

في عام 1988 كانت أوراكل على موعد مع كوارث تهدد سمعتها ومصداقيتها في سوق صناعة البرمجيات، إذ عجزت بعض البرمجيات عن تحقيق المهام المطلوبة منها تمامًا، وفي عام 1990 بدأت أوراكل تفقد السيطرة على مواردها وما لديها من تدفقات نقدية.

وبلغت خسائر الشركة في عام 1991 نحو 36 مليون دولار، مما حط من سعر السهم وخشى البعض من زوال أوراكل من على عرش هذه الصناعة، إلا أن أليسون استطاع استقطاب كفاءات جديدة للشركة وتطوير خططها الاستراتيجية للحيلولة دون حدوث ذلك.

وعادت أوراكل في عام 1994 لصدارة الشركات الرائدة في صناعة البرمجيات مرة أخرى، وزادت قيمتها السوقية حتى بلغت نحو 200 مليار دولار.

ثروة لاري أليسون

بعد طفولة قاسية ابتسم له القدر وأصبح أليسون في عام 2000 أغنى رجل في العالم، ووفقًا لوكالة بلومبيرج في عام 2010 أتي أليسون في المرتبة التاسعة ضمن قائمة أغنياء العالم.

ويأتي نحو 75% من ثروة أليسون من حصته في أوراكل، التي يشغل الآن منصب رئيس مجلس إدارتها، وبالإضافة إلى ذلك يعود جزء من ثروة أليسون للأسهم التي لديه في شركة تسلا لتصنيع السيارات الكهربائية والتي تتجاوز قيمتها نحو 15 مليار دولار.


# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا ، ولينكيدإن من هنا

اشترك في نشرتنا البريدية لمتابعة جديدنا ( لا تقلق، لن نضيع وقتك برسائل تافهة )

* indicates required
تابع القراءة

قصص ريادية

قصة الواتس اب: عندما يرفض الفيسبوك توظيفك ثم يضطر ليدفع 19 ملياراً للاستحواذ على تطبيقك!

فقر شديد، اوضاع اقتصادية مؤلمة، هجرة، ثم وفاة أقرب شخص لقلبه. قصة الصمود وراء تأسيس ونجاح تطبيق الواتساب.

منشور

في

بواسطة

لا يوجد شخص تقريبا الآن لا يستخدم تطبيق الواتس اب، وبكل تأكيد أيها القارئ أنك تستخدم هذا التطبيق العبقري الذي جذب ملايين المستخدمين في سنوات قليلة من إطلاقه، والذي لا يكاد يخلو منه اليوم هاتف ذكي واحد، ما بين تواصل عادي أو تواصل للأعمال ، او تواصل بين الأصدقاء والشركات.

الجميع يستخدم الواتس اب اليوم حول العالم. لكن هل تعرف ما هي القصة وراء تأسيس الواتس اب ؟ أو ربما نقول ، الجانب المؤلم من قصة تأسيس هذا التطبيق العالمي؟

هل تعلم أن مؤسس الواتس اب عاش حياة لا يمكن وصفها الا بالحياة الصعبة؟ إليكم القصة المذهلة وراء واتس اب.

حياة بائسة

ولد جان كوم مؤسس الواتس آب في قرية صغيرة في أوكرانيا، وعاش حياة قاسية للغاية منذ ولادته، حيث كان يعيش مع والدته التي تعمل في وظيفة متواضعة؛ في بيت صغير خالي من جميع الخدمات الأساسية للحياة، فلا كهرباء ولا ماء ساخن ولا هاتف.

عندما بلغ جان السادسة عشر من عمره، كانت الأوضاع الاقتصادية في أوكرانيا تزداد سوءًا يوم بعد يوم، فقررت والدته بتقديم طلب لجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية، هربًا من الأوضاع السيئة في أوكرانيا.

وبالفعل تمت الموافقة على الطلب ورحل جان برفقة والدته إلى كاليفورنيا، وتم منحهم شقة صغيرة كدعم من الحكومة الأمريكية للاجئين، لمساعدتهم على محاولة التأقلم في المجتمع الأمريكي والبحث عن فرص عمل وتعلم اللغة.

وبدأت والدته عملها كجليسة أطفال، بينما عمل جان كعامل نظافة في محل بقالة لمساعدة والدته في المصاريف. مهن بسيطة للغاية، فقط تكفي لسداد المصاريف اليومية، لم يكن أحدهم يتخيل أن يتحول هذا المراهق الى واحد من أكبر أثرياء العالم.

فقر ومرض ومعاناة

بعد رحيلهم إلى أمريكا اكتشفت والدة جان إصابتها بالسرطان، لكن ما تجنيه هي وجان من المال لم يكن كافي للعلاج، فتم منحهم دعم إضافي من الحكومة الأمريكية للعلاج.

كان جان يذهب إلى المدرسة ويعمل في الوقت ذاته، واكتشف شغفه الشديد بالتقنية، وبدأ في دراسة علم الشبكات، حيث كان يقوم باستعارة الكتب المستعملة من زملائه في المدرسة، ثم التحق بمجموعات القراصنة الإلكترونية للتعلم.

بعد تخرجه من المدرسة الثانوية التحق جان بجامعة سان خوسيه، كما حصل على وظيفة حارس أمن في شركة واستمر طوال سنوات الجامعة على هذا الحال، إلى أن حصل على وظيفة في شركة ياهو في قسم الدعاية في نهاية التسعينيات، ليبدأ حياته الوظيفية.

لكن بمجرد أن بدأ جان في عيش حياة مستقرة إلى حد ما ، سرعان ما انتهت هذه الحياة بوفاة والدته الأقرب إلى قلبه عام 2000، وكانت بالنسبة له أكبر صدمة تلقاها في حياته.

دخل جان في نوبات حزن طويلة وعاش أيام طويلة عصيبة من الحزن والاكتئاب ، لم يخرج منها إلا بصديقه بريان آكتون الذي ساعده على تجاوز هذه الأيام العصيبة، وعادت الحياة الى مجراها. صحيح أنها أصبحت مظلمة أكثر ، ولكن يمكن أن تُعاش.

أن ترفضك إمبراطورية الفيسبوك

بعد 7 سنوات من وفاة والدة جان قام هو وصديقه بريان بالتقديم للعمل في فيسبوك، لكن الشركة رفضت كلاهما والسبب أنهم ليسوا بالكفاءة ولا الخبرة المطلوبة.

بعد عامين من رفضهما في فيسبوك، وكان كل من الصديقين قد اكتسبا خبرة واسعة في العالم التقنية التسويقي، قررا إطلاق تطبيق مجاني للشات والرسائل الفورية السريعة المجانية.

وبالفعل بدأ جان وبريان العمل على تطوير التطبيق، كانا يعملان بشكل مستمر في المنزل في الشارع في المقهى، أي مكان يذهبان إليه حتى لو للترفيه وتضييع الوقت، كانا يقتنصان بعض الوقت للعمل.

كان التطبيق هو شغلهما الشاغل في هذه الفترة، إلى أن قاما إنهاء العمل وقاموا بإطلاقه في السوق باسم واتس اب ، وهي كلمة قريبة من ” What’s Up ” الانجليزية التي تعني : ما الجديد.

وفي خلال 5 سنوات من إطلاقه وصل عدد مستخدمي تطبيق الواتس اب إلى أكثر من 450 مليون مستخدم حول العالم، ووصلت قيمته إلى أكثر من 7 مليار دولار.

ثم ترفض أنت الفيسبوك!

بعد هذا النجاح المذهل قامت فيسبوك بتقديم عرض شراء للتطبيق. كان من الطبيعي أن تسعى فيسبوك للسيطرة على هذا التطبيق الجديد الذي يحقق ارقاما ممتازة.

لكن كان الرد من جان وبريان اللذان تم رفضهما من فيسبوك رفض العرض، هذا الموقف هو موقف انتصار وقوة بلا شك، تحيل أن تقدم في وظيفة فيتم رفضك لتعود الشركة ذاتها بعد سنوات بطلب شراء لمنتجك الخاص بمليارات الدولارات فترفض أنت.

بمرور السنوات ومع النمو الهائل في التطبيق والانتشار الواسع له عالمياً، لم يكن أمام الفيسبوك الا التقدم بعرض هائل لشراء الواتساب بقيمة 19 مليار دولار، وهو رقم كبير لا يمكن رفضه هذه المرة.

وافق الرفيقان، واعتبرت صفقة الإستحواذ الأضخم حول العالم في العام 2014 ، وأضخم صفقة تقنية لعدة سنوات.

تظل قصة تأسيس تطبيق الواتساب ، مع الطفرة الضخمة في التواصل عبر التطبيق حول العالم ، واحدة من أهم الدروس الريادية على الإطلاق لأي رائد أعمال مبتدئ.

تحول جان كوم واحد الى واحد أشهر أثرياء العالم وهو لم يتجاوز الـ 37 من عمره، هو نفسه الطفل الذي كان يعيش في بيت بلا كهرباء ولا ماء وكان يعمل في تنظيف أرضيات المحلات لتوفير قوت يومه هو ووالدته!


# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا

اشترك في نشرتنا البريدية لمتابعة جديدنا ( لا تقلق، لن نضيع وقتك برسائل تافهة )

* indicates required
تابع القراءة

قصص ريادية

قصة صعود إيك باتيستا قبل أن يتورط في قضايا فساد ورشاوي كبرى!

صادرت الشرطة كل ممتلكات باتيستا من السيارات والمجوهرات وتم تجميد أرصدته البنكية.

منشور

في

بواسطة

إيك باتيستا

يهتم الكثيرون منا بمتابعة مشاهير كرة القدم في البرازيل وقصة كل لاعب من هؤلاء، إلا أن البرازيل لها قصص أخرى في عالم البيزنس لا تقل إثارة عن مثيلاتها في كرة القدم، ومن هذه القصص ما حملته لنا وكالات الأنباء العالمية عن القبض على الملياردير البرازيلي إيك باتيستا عملاق صناعة النفط والغاز في البرازيل.

فكيف تمكن هذا الرجل من الوصول لمرتبة أغنى رجل في البرازيل، وكيف تورط بعد كل ذلك في قضايا فساد زجت به إلى السجن؟

طفولة في البرازيل ومراهقة في أوروبا

وُلد إيك باتيستا في عام 1956 بالبرازيل، وقد قضى مع عائلته فترة طفولته هناك، ثم هاجر معهم إلى أوروبا، حيث قرر الأبوان أن من الأفضل له الدراسة في المدارس الأوروبية عن البرازيلية، فتنقل في المرحلة الثانوية بين جينيف وبروكسل.

ثم التحق بجامعة في ألمانيا ودرس بها هندسة التعدين في عام 1974، وفي نفس الوقت كان يعمل أثناء الدراسة ليوفر نفقات التعليم، فكان يبيع وثائق تأمين للمهتمين بهذا النوع من المشتريات.

عودة للبرازيل وتأسيس شركة خاصة

في بداية الثمانينات عاد باتيستوتا إلى البرازيل، كان قد أنهى دراسته الجامعية وقرر أن عليه أن يستفيد من دراسته ويصبح رائد أعمال، فتواصل مع عدد من أبرز مصدري الذهب في منطقة الأمازون وفي نفس الوقت كان يبحث عن مشترين في أوروبا.

وكانت هناك شائعات أن المافيا الإيطالية تسيطر في ذلك الوقت على التجارة في عدد من دول أمريكا الجنوبية فقرر باتيستا أن عليه ألا يسمع لهذه الشائعات وبدأ بالفعل في تأسيس شركته التي حاولت توفير مصادر للذهب الخام.

إيك باتيستا و أول مليون دولار

قبل أن يتجاوز باتيستا الرابعة والعشرين من عمره كانت تجارته تحقق إنجازات مذهلة، وفي ذلك العُمر استطاع أن يحقق أرباحًا تجاوزت المليون دولار، وقد ساعده ذلك في عقد صفقات تجارية ضاعفت له أرباحه.

وظلت ثروته تتضاعف حتى عام 2012، وأصبحت شركته مشهورة بتجارة الذهب والألماس، ودخلت تجارته أسواقًا جديدة، وفي ذلك الوقت كان قد أسس 6 شركات جديدة تعمل في قطاعات التعدين والنفط والنقل.

 حياة الرفاهية .. بداية السقوط

مع تضخم ثروته أحب باتيستا رغد العيش وحياة الرفاهية، وقد انضم لفريق القوارب في البرازيل وبرع في تلك الرياضة حتى فاز فريقه ببطولة البرازيل، ثم انصرف باتيستا عن الرياضة وانطلق يشتري الكثير من الأشياء غير الضرورية كالكثير من البيوت الفاخرة والسيارات الفارهة والطائرات الخاصة باهظة الثمن..

ولم يكن باتيستا يدري أن أسعار الذهب ستنهار خلال فترة وجيزة، فباع حصته في شركته الرئيسية التي خسرت بشكل غير متوقع، وقد خسر باتيستا ما يقرب من ثلثي ثروته أي نحو 19.4 مليار دولار، وحاول السيطرة على تجارته بما بقي له من شركات أخرى.

وحقق باتيستا من بيع حصته بشركته الرئيسية نحو 2 مليار دولار، ورغم ذلك استمرت خساراته تتوالى عبر انخفاض حاد في قيمة الأسهم التي يملكها، حتى إنه كان يخسر مليوني دولار يوميًا، وخرج تمامًا من قائمة المليارديرات بحلول عام 2013.

وكان من أبرز أسباب هذا السقوط المدوي هو عجز شركاته عن الإيفاء بوعودها في إنتاج كميات محددة من النفط، ومنها شركته “أوه جي إكس”، والتي كانت قد أعلنت أنها ستنتج 15 ألف برميل يوميًا، لكن في حقيقة الأمر عجزت هذه الشركة عن إنتاج 5 آلاف برميل يوميًا.

 اتهامات وملاحقات أمنية

لم تقتصر الأخبار السيئة حول إيك باتيستا على انهيار تجارته فحسب، فقد صرحت طليقته للصحافة أنه يخفي حقيقة أصول تجارته، وقالت أن لديه منجم ذهب بمئات الملايين لكن السلطات البرازيلية لا تعلم عنه أي شئ.

كل ذلك مع اتهامات أخرى تسبب في مداهمة القوات الأمنية البرازيلية لقصر باتيستا في عام 2015، لكنه في ذلك الوقت كان خارج البرازيل، كانت هذه الأخبار بمثابة مفاجأة عاصفة لكل الذين يتابعون بداية صعوده في عالم ريادة الأعمال، فكل ذلك انتهى وأصبح من الماضي.

لقد صادرت الشرطة كل ممتلكات باتيستا من السيارات والهواتف والساعات والمجوهرات وأجهزة الحاسوب وتم تجميد أرصدته البنكية ومصادرة أصوله التجارية.

وفي عام 2018 حكم القضاء البرازيلي على إيك باتيستا بالسجن لمدة 30 عامًا لتورطه في العديد من قضايا الفساد والرشاوي، وتم تغريمه بملايين الدولارات لتسهيله صفقات تجارية مشبوهة، كل ذلك وضع خط النهاية لرجل كان يومًا محط أنظار أولئك الذين يتطلعون لنموذج ملهم لرواد الأعمال.


# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا ، ولينكيدإن من هنا

اشترك في نشرتنا البريدية لمتابعة جديدنا ( لا تقلق، لن نضيع وقتك برسائل تافهة )

* indicates required
تابع القراءة

الأكثر رواجاً