تواصل معنا

قصص ريادية

جمهورية القهوة: أن تواجه الرفض 19 مرة وتنجح في المرة العشرين

بعد خمس سنوات ، وصل عدد المقاهي التي اسستها سحر الهاشمي بإسم ( جمهورية القهوة ) الى حوالي 80 فرعاً في بريطانيا.

منشور

في

 عندما ولدت الايرانية سحر الهاشمي في أسرة من الطبقة المتوسطة، وبدأت في فتح عينيها على العالم وجدت نفسها واسرتها في اصعب ظروف ممكنة، حيث كانت الحرب العراقية والايرانية قد اندلعت في مطلع الثمانينيات، وكانت في طفولتها.

هذه الحرب الضروس، جعلت رب الاسرة يتخذ قراراً بالهجرة الى بريطانيا، وبدء حياتهم من جديد.

كانت حياة عادية، التحقت سحر بالمدرسة ثم الجامعة، التحقت بكلية الحقوق في جامعة بريستول البريطانية، وتخرجت فيها، ثم بدأت مسيرتها العملية المعتادة. لا شيء جديد أو مميز.

في منتصف التسعينيات، تعرضت سحر لصدمة، حيث توفى والدها التي كانت متعلقة به كثيراً. هذه الصدمة جعلتها تتوقف عن ممارسة حياتها العادية، وتسافر الى أمريكا لقضاء بعض الوقت مع أخيها بغرض الترفيه، والبعد عن الأحزان.

الا ان هذه الرحلة تحديداً، كانت بداية مشروع خاص سيغير حياتها للأبد، من شخصية حقوقية الى سيدة أعمال!

مقهى في وسط نيويورك

أثناء عطلتها في نيويورك، جلست ” سحر الهاشمي ” في احدى المقاهي العريقة فيها، وطلبت نوعا من القهوة الامريكية التي تحبها كثيراً. أثناء شربها لهذه القهوة، تذكرت انه من الصعب وجود هذا النوع من القهوة في بريطانيا – آنذاك – ، وأنها غير منتشرة بما يكفي في بلاد الضباب.

ثم قفز في ذهنها فكرة طبيعية تقفز في ذهن أي رائد اعمال في بدايات رحلته الريادية: لماذا لا أقوم بتنفيذ مشروع كهذا، أجلب فيه هذه القهوة الى بريطانيا، وأجعلها متوافرة لسوق كبير ؟

اهتمت بالفكرة، وقامت بإجراء بحث سوقي Market Research حول هذه القهوة، وكافة ما تحتاجه بريطانيا والمقارنة بين السوق البريطاني والأميركي. ثم سافرت الى بريطانيا، وقضت اياماً في دراسة أساسيات بدء الاعمال التجارية ، وأيضاً ذهبت الى معظم مقاهي لندن لتختبر مذاق القهوة فيها وتقارنه بالقهوة الأميركية.

في النهاية، قررت سحر أن بريطانيا لا توجد فيها قهوة بجودة القهوة التي شربتها في أميركا، وأن هناك فرصة كامنة ممتازة لسدّ هذه الثغرة.

ستقوم هي بنفسها بهذه المهمة !

رحلة الحصول على تمويل

كالعادة، تظل رحلة الحصول على تمويل هي اكثر الطرق مشقة في عالم الأعمال. كان لدى سحر الخطة كاملة ، الخطة التسويقية ، ملامح المشروع ، طرق الكسب والايراد ، بل وطرق التوسع. بدأت في طرق الأبواب للحصول على تمويل لمشروعها.

تقول سحر الهاشمي، أنها قوبلت بالرفض 19 مرة. ذهبت الى 19 مصدر تمويل وجهة مختلفة، حكومية وخاصة، جميعها رفض تمويل مشروعها، وأرسلوا اليها رفضاً او تجاهلاً كاملاً.

وفي المرة العشرين، جاءتها الموافقة على تمويلها. أرسلت لها احد الجهات التمويلية التابعة لوزارة الصناعة البريطانيةرداً بالموافقة على تمويلها بمبلغ 75 ألف جنيه استرليني، الامر الذي ساعدها في افتتاح أول مقهى لها في العام 1995 ، لتسميه ( جمهورية القهوة ) Coffee Republic.

النمو والانتشار

خلال زمن قياسي، استطاع المقهى لفت انظار الكثيرين من محبي القهوة في لندن، حيث ضم كافة نكهات القهوة ، بما فيها القهوة التركية والعربية والفرنسية والأمريكية. لاحقاً، تواصلت سحر الهاشمي مع شركة تسويق للتسويق لمقهاها وتنمية أعمالها ، وهو الأمر الذي ساعدها في افتتاح مقهى ثانٍ في العام 1997.

مع اقبال الكثيرين، ومع خلفيتها الحقوقية القانونية المخضرمة، حوّلت سحر الهاشمي مقهاها الى شركة مساهمة في البورصة، الأمر الذي جعلها تجمع تمويلاً ضخما بقيمة 8 ملايين جنيه استرليني، سمح لها بالمزيد من التوسع.

بعد خمس سنوات ، وصل عدد متاجر القهوة التي اسستها سحر الهاشمي بإسم ( جمهورية القهوة ) الى حوالي 80 فرعاً في بريطانيا ، بمعدل 800 موظف.

بحلول العام 2001، كان اجمالي الارباح السنوية للمقهى هو 30 مليون جنيه استرليني، واعتبرت واحدة من أشهر وانجح شركات المشروبات انتشاراً في بريطانيا في تلك الفترة.

الجميع قادرون على فعلها

في العام 2003، وبعد نجاح سلسلة جمهورية القهوة، أصدرت سحر الهاشمي كتابها الشهير: الجميع قادرون على فعلها: كيف أقمنا جمهورية القهوة من على طاولة المطبخ ؟ .. في هذا الكتاب تشرح سحر قصة فكرتها مع أخيها بوبي هاشمي، في التأسيس لسلسلة جمهورية القهوة وتحولها الى علامة تجارية اقليمية وعالمية مهمة.

حقق الكتاب مبيعات كبيرة في بريطانيا، واستخدم في بعض كليات الاعمال لتدريس حالة نجاحه، وتحولت سحر الهاشمي الى واحدة من سيدات الاعمال الاكثر تأثيراً في بريطانيا لعدة سنوات.

تخلت سحر الهاشمي عن مناصبها التنفيذية في جمهورية القهوة، وتفرغت لإلقاء المحاضرات التحفيزية والكتب التنموية، وقامت بإطلاق مشروع جديد أقل شهرة ونجاحاً أسمه ” سكيني كاندي ” Skinny Candy لتقديم حلويات صحية قليلة السعرات. حقق نجاحاً جيداً ولكنه لم يغطي على نجاح جمهورية القهوة وشهرتها، والتي وصل عدد فروعها الآن الى قرابة الـ 130 فرعا.

لم تبتكر سحر الهاشمي فكرة مميزة أو غير مسبوقة، ولم تأت بأفكار إبداعية خلاقة. فقط لاحظت غياب منتج مهم عن سوق ضخم مثل السوق البريطاني، أجرت دراساتها السوقية، بدأت في التنفيذ بشكل صحيح، وكانت دراستها السوقية مطابقة للنتائج التي حصلت عليها: اقبال كبير من محبي القهوة في بريطانيا ونمو سريع، اتاح لها الوصول الى مئات الفروع، وتحقيق النجاح والثروة .. والشهرة.

 احتساءك لكوب قهــوة فى مقهى، قد يكون بداية فكرة لرحلة بيزنس كبيرة ، تتحول الى جمهورية مثل الجمهورية التي أسستها سحر الهاشمي.



# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا

اشترك في نشرتنا البريدية لمتابعة جديدنا ( لا تقلق، لن نضيع وقتك برسائل تافهة )

* indicates required

قصص ريادية

لاري أليسون : حياة مليئة بالألم قادته إلى تأسيس أوراكل العملاقة!

كانت العائلة هي الحلقة الأضعف في حياته.

منشور

في

بواسطة

لاري أليسون

نقرأ يوميًا عن مشاهير استطاعوا التغلب على ذكريات الماضي المؤلم وما مروا به في حياتهم من تحديات، وعلى الرغم مما يمثله الفقر أو الحياة العائلية غير المستقرة من ضغوط على عاتق أصحابها إلا أنها كانت شهادة لميلاد بعض رواد الأعمال الذين نجحوا في تحقيق إنجازات قد يصعب تصديقها.

ومن هؤلاء لاري أليسون مؤسس شركة أوراكل عملاق صناعة البرمجيات، فكيف استطاع أليسون تأسيس هذه الشركة؟ وكيف تمكن من التغلب على الأزمات التي واجهت أوراكل في بداياتها؟

طفولة عصيبة

وُلد أليسون في الولايات المتحدة الأمريكية في نيويورك، وقد تبنته أم عزباء لم تتعاهده كثيرًا بالرعاية وتركته لخالتها ثم عمها، كل ذلك ترك أثره في أليسون الذي لم يحظ بطفولة سوية مثل سائر أقرانه.

كانت نشأة أليسون لسنوات طويلة في ولاية شيكاغو، ولأن عائلته كانت فقيرة إلى حد ما لم ينل النصيب الكافي من رغد العيش، إلى جانب علاقته العصيبة بأبيه الذي لم يكن رحيمًا به وكان دائم التنمر عليه والسخرية منه.

كانت العائلة هي الحلقة الأضعف طوال مسيرة أليسون، لقد جعلته دائم القلق والتوتر، وقد حاول تجاوز ذلك بالاتجاه للتعلم الذاتي والانعزال وحيدًا دون مخالطة الآخرين، فأكسبه ذلك جرأة ومزيد من الاعتماد على النفس وتطوير الذات، إذ لم يكن أمامه أية خيارات سوى النجاح وتحقيق طموحاته.

وفي أوائل الستينيات بعدما أنهى أليسون دراسته في ساوث شور الثانوية صُدم بموت أمه بالتبني بعد رحلة طويلة مع مرض السرطان، وهو الأمر الذي أدخله في اكتئاب في بداية دراسته الجامعية.

في الجامعة .. بين الفشل وحب التعلم

بعد موت أمه التحق لاري أليسون بجامعة شيكاغو، ولأنه يحب تصور ماهية الأشياء ومعرفة الحقائق عن المواد والجسيمات والعلاقات الرياضية في الكون تخصص أليسون في الفيزياء والرياضيات، لكنه لم ينجح في إنهاء دراسته الجامعية.

ظن المحيطون بـ لاري أليسون أن فشله الجامعي إنما هو لضعف انتباهه وقلة تركيزه وعدم احترامه لأساتذته بالجامعة، إلا أن فشله في الجامعة لم يقفف حاجزًا بينه وبين تحقيق طموحاته، فقد بدأ يعلم نفسه كل ما يتعلق ببرمجة الحاسوب.

ويومًا بعد آخر استطاع أليسون إتقان علم البرمجة وفهم ألغاز هذا العلم وإنجاز عدة مهام صغيرة لتدريب نفسه على ما ينتظره في المستقبل، وقد اكتشف أليسون من خلال التعليم الذاتي إمكاناته الكامنة وقدراته التي كانت بمثابة وقود يدفعه على طريق النجاح مرة أخرى.

وقد توجه في عام 1966 إلى كاليفورنيا وعمل في شركة للبرمجيات كمبرمج موهوب يكسب الكثير من المال ويقضي عطلاته في تسلق الجبال والسفر.

تأسيس أوراكل

في عام 1977 قرر لاري أليسون أنه يجب عليه البدء في تأسيس شركة خاصة وترك العمل لدى الآخرين، فاستعان باثنين من زملائه وأسس مختبر لتطوير البرمجيات، وتولى أليسون منصب الرئيس التنفيذي لهذه الشركة الناشئة.

وكان من نتاج عمل هذه الشركة تطوير برامج لقواعد البيانات، وقد أحدثت هذه البرامج طفرة هائلة في هذا القطاع واستحوذت على اهتمام الشركات التي تقوم بتمويل المشروعات المعتمدة على برامج البيانات المتطورة.

مما مكّن أليسون وشركاءه من الفوز بعقود لتطوير أنظمة البيانات بداخل الولايات المتحدة الأمريكية، كان منها عقدًا مميزًا لوكالة المخابرات المركزية، وأطلق أليسون على عقود تطوير بيانات المخابرات المركزية اسم “أوراكل”، قبل أن يصبح هذا اسم شركته.

ونجح مع زملائه في إنجاز متطلبات ومهام أوراكل قبل عام من الموعد المحدد، مما زاد من قوتها وشعبيتها في سوق صناعة برمجيات البيانات، فاستعانت بها شركة IBM  لتطوير أنظمة الحواسيب بها، فتضاعفت مبيعات أوراكل.

وقد اعتمد أليسون اسم أوراكل لشركته في عام 1983، وفي حقيقة الأمر يعود الفضل لأليسون في توسيع قاعدة عملاء الشركة وجذب شرائح جديدة لصناعة برمجة قواعد البيانات، مما كان يسهم في مضاعفة أرباح أوراكل باستمرار.

انتقادات لأوراكل

في غمار نشاط أوراكل لم يكن هناك اهتمام كاف للانتباه لحجم سوق برمجة قواعد البيانات وما يتطلبه من معالجة دقيقة للسلبيات التي واجهتها أوراكل في بدايتها، ومن هذه السلبيات مبالغة أليسون في الادعاء بقدرة أوراكل على إنجاز كل مهام البرمجة المطلوبة.

كانت هذه الإدعاءات تحقق خسارة لأوراكل وتضعف سمعتها في سوق تطوير البرمجيات، وفي الوقت الذي كان المنافسون يحققون إنجازات مذهلة ويسلمون البرمجيات المطلوبة في مواعدها كانت أوراكل تفشل فشلًا ذريعًا في الجمع بين جودة البرمجيات المطلوبة وإنجازها في الوقت المحدد لاستلامها.

وفي ظل سباقه المحموم لكسب حصص إضافية لأوراكل من هذه السوق الواعدة التي تتسع باستمرار تحمل أليسون مخاطر عديدة كان يجب ألا يقحم أوراكل فيها من البداية، لكيلا يتمكن منافسوه من إطلاق إصداراتهم الخاصة والمتفوقة عليه وتوجيه ضربة قاضية لشركته الوليدة.

لقد كانت أوراكل تواجه أزمات عديدة في بدايتها مثل عدم وضوح بعض التفاصيل المتعلقة بدقة إنجاز هذه المهام، ورغم ذلك نجح أليسون في ابتكار حلول مساعدة وتسويق مشروعات أوراكل بشكل أكبر.

وفي عام 1985 أعلنت أوراكل عن مشروعها الأضخم المتمثل في مضاعفة حجم أعمالها من خلال تعاقداتها مع كيانات عملاقة، وهو ما ضاعف من إيرادات وأرباح الشركة، وزاد من سطوتها في سوق البرمجيات في عدد من دول العالم.

طرح أسهم أوراكل في البورصة

في عام 1986 تم طرح شركة أوراكل للاكتتاب العام، حقق ذلك طفرة هائلة لأليسون وكل شركائه، فقد وصل سعر سهم الشركة لنحو 15 دولارًا، وخلال فترة وجيزة جاوز السهم ما يقرب من 20 دولارًا.

وبفضل الاكتتاب العام وصلت القيمة السوقية لأوراكل نحو 270 مليون دولار، وبلغت عائدات أوراكل مع نهاية الثمانينات نحو 130 مليون دولار، وفي ذلك الوقت كانت حصص أليسون في الشركة تبلغ نحو 90 مليون دولار.

من حافة الانهيار للسيطرة على سوق البرمجيات

في عام 1988 كانت أوراكل على موعد مع كوارث تهدد سمعتها ومصداقيتها في سوق صناعة البرمجيات، إذ عجزت بعض البرمجيات عن تحقيق المهام المطلوبة منها تمامًا، وفي عام 1990 بدأت أوراكل تفقد السيطرة على مواردها وما لديها من تدفقات نقدية.

وبلغت خسائر الشركة في عام 1991 نحو 36 مليون دولار، مما حط من سعر السهم وخشى البعض من زوال أوراكل من على عرش هذه الصناعة، إلا أن أليسون استطاع استقطاب كفاءات جديدة للشركة وتطوير خططها الاستراتيجية للحيلولة دون حدوث ذلك.

وعادت أوراكل في عام 1994 لصدارة الشركات الرائدة في صناعة البرمجيات مرة أخرى، وزادت قيمتها السوقية حتى بلغت نحو 200 مليار دولار.

ثروة لاري أليسون

بعد طفولة قاسية ابتسم له القدر وأصبح أليسون في عام 2000 أغنى رجل في العالم، ووفقًا لوكالة بلومبيرج في عام 2010 أتي أليسون في المرتبة التاسعة ضمن قائمة أغنياء العالم.

ويأتي نحو 75% من ثروة أليسون من حصته في أوراكل، التي يشغل الآن منصب رئيس مجلس إدارتها، وبالإضافة إلى ذلك يعود جزء من ثروة أليسون للأسهم التي لديه في شركة تسلا لتصنيع السيارات الكهربائية والتي تتجاوز قيمتها نحو 15 مليار دولار.


# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا ، ولينكيدإن من هنا

اشترك في نشرتنا البريدية لمتابعة جديدنا ( لا تقلق، لن نضيع وقتك برسائل تافهة )

* indicates required
تابع القراءة

قصص ريادية

قصة الواتس اب: عندما يرفض الفيسبوك توظيفك ثم يضطر ليدفع 19 ملياراً للاستحواذ على تطبيقك!

فقر شديد، اوضاع اقتصادية مؤلمة، هجرة، ثم وفاة أقرب شخص لقلبه. قصة الصمود وراء تأسيس ونجاح تطبيق الواتساب.

منشور

في

بواسطة

لا يوجد شخص تقريبا الآن لا يستخدم تطبيق الواتس اب، وبكل تأكيد أيها القارئ أنك تستخدم هذا التطبيق العبقري الذي جذب ملايين المستخدمين في سنوات قليلة من إطلاقه، والذي لا يكاد يخلو منه اليوم هاتف ذكي واحد، ما بين تواصل عادي أو تواصل للأعمال ، او تواصل بين الأصدقاء والشركات.

الجميع يستخدم الواتس اب اليوم حول العالم. لكن هل تعرف ما هي القصة وراء تأسيس الواتس اب ؟ أو ربما نقول ، الجانب المؤلم من قصة تأسيس هذا التطبيق العالمي؟

هل تعلم أن مؤسس الواتس اب عاش حياة لا يمكن وصفها الا بالحياة الصعبة؟ إليكم القصة المذهلة وراء واتس اب.

حياة بائسة

ولد جان كوم مؤسس الواتس آب في قرية صغيرة في أوكرانيا، وعاش حياة قاسية للغاية منذ ولادته، حيث كان يعيش مع والدته التي تعمل في وظيفة متواضعة؛ في بيت صغير خالي من جميع الخدمات الأساسية للحياة، فلا كهرباء ولا ماء ساخن ولا هاتف.

عندما بلغ جان السادسة عشر من عمره، كانت الأوضاع الاقتصادية في أوكرانيا تزداد سوءًا يوم بعد يوم، فقررت والدته بتقديم طلب لجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية، هربًا من الأوضاع السيئة في أوكرانيا.

وبالفعل تمت الموافقة على الطلب ورحل جان برفقة والدته إلى كاليفورنيا، وتم منحهم شقة صغيرة كدعم من الحكومة الأمريكية للاجئين، لمساعدتهم على محاولة التأقلم في المجتمع الأمريكي والبحث عن فرص عمل وتعلم اللغة.

وبدأت والدته عملها كجليسة أطفال، بينما عمل جان كعامل نظافة في محل بقالة لمساعدة والدته في المصاريف. مهن بسيطة للغاية، فقط تكفي لسداد المصاريف اليومية، لم يكن أحدهم يتخيل أن يتحول هذا المراهق الى واحد من أكبر أثرياء العالم.

فقر ومرض ومعاناة

بعد رحيلهم إلى أمريكا اكتشفت والدة جان إصابتها بالسرطان، لكن ما تجنيه هي وجان من المال لم يكن كافي للعلاج، فتم منحهم دعم إضافي من الحكومة الأمريكية للعلاج.

كان جان يذهب إلى المدرسة ويعمل في الوقت ذاته، واكتشف شغفه الشديد بالتقنية، وبدأ في دراسة علم الشبكات، حيث كان يقوم باستعارة الكتب المستعملة من زملائه في المدرسة، ثم التحق بمجموعات القراصنة الإلكترونية للتعلم.

بعد تخرجه من المدرسة الثانوية التحق جان بجامعة سان خوسيه، كما حصل على وظيفة حارس أمن في شركة واستمر طوال سنوات الجامعة على هذا الحال، إلى أن حصل على وظيفة في شركة ياهو في قسم الدعاية في نهاية التسعينيات، ليبدأ حياته الوظيفية.

لكن بمجرد أن بدأ جان في عيش حياة مستقرة إلى حد ما ، سرعان ما انتهت هذه الحياة بوفاة والدته الأقرب إلى قلبه عام 2000، وكانت بالنسبة له أكبر صدمة تلقاها في حياته.

دخل جان في نوبات حزن طويلة وعاش أيام طويلة عصيبة من الحزن والاكتئاب ، لم يخرج منها إلا بصديقه بريان آكتون الذي ساعده على تجاوز هذه الأيام العصيبة، وعادت الحياة الى مجراها. صحيح أنها أصبحت مظلمة أكثر ، ولكن يمكن أن تُعاش.

أن ترفضك إمبراطورية الفيسبوك

بعد 7 سنوات من وفاة والدة جان قام هو وصديقه بريان بالتقديم للعمل في فيسبوك، لكن الشركة رفضت كلاهما والسبب أنهم ليسوا بالكفاءة ولا الخبرة المطلوبة.

بعد عامين من رفضهما في فيسبوك، وكان كل من الصديقين قد اكتسبا خبرة واسعة في العالم التقنية التسويقي، قررا إطلاق تطبيق مجاني للشات والرسائل الفورية السريعة المجانية.

وبالفعل بدأ جان وبريان العمل على تطوير التطبيق، كانا يعملان بشكل مستمر في المنزل في الشارع في المقهى، أي مكان يذهبان إليه حتى لو للترفيه وتضييع الوقت، كانا يقتنصان بعض الوقت للعمل.

كان التطبيق هو شغلهما الشاغل في هذه الفترة، إلى أن قاما إنهاء العمل وقاموا بإطلاقه في السوق باسم واتس اب ، وهي كلمة قريبة من ” What’s Up ” الانجليزية التي تعني : ما الجديد.

وفي خلال 5 سنوات من إطلاقه وصل عدد مستخدمي تطبيق الواتس اب إلى أكثر من 450 مليون مستخدم حول العالم، ووصلت قيمته إلى أكثر من 7 مليار دولار.

ثم ترفض أنت الفيسبوك!

بعد هذا النجاح المذهل قامت فيسبوك بتقديم عرض شراء للتطبيق. كان من الطبيعي أن تسعى فيسبوك للسيطرة على هذا التطبيق الجديد الذي يحقق ارقاما ممتازة.

لكن كان الرد من جان وبريان اللذان تم رفضهما من فيسبوك رفض العرض، هذا الموقف هو موقف انتصار وقوة بلا شك، تحيل أن تقدم في وظيفة فيتم رفضك لتعود الشركة ذاتها بعد سنوات بطلب شراء لمنتجك الخاص بمليارات الدولارات فترفض أنت.

بمرور السنوات ومع النمو الهائل في التطبيق والانتشار الواسع له عالمياً، لم يكن أمام الفيسبوك الا التقدم بعرض هائل لشراء الواتساب بقيمة 19 مليار دولار، وهو رقم كبير لا يمكن رفضه هذه المرة.

وافق الرفيقان، واعتبرت صفقة الإستحواذ الأضخم حول العالم في العام 2014 ، وأضخم صفقة تقنية لعدة سنوات.

تظل قصة تأسيس تطبيق الواتساب ، مع الطفرة الضخمة في التواصل عبر التطبيق حول العالم ، واحدة من أهم الدروس الريادية على الإطلاق لأي رائد أعمال مبتدئ.

تحول جان كوم واحد الى واحد أشهر أثرياء العالم وهو لم يتجاوز الـ 37 من عمره، هو نفسه الطفل الذي كان يعيش في بيت بلا كهرباء ولا ماء وكان يعمل في تنظيف أرضيات المحلات لتوفير قوت يومه هو ووالدته!


# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا

اشترك في نشرتنا البريدية لمتابعة جديدنا ( لا تقلق، لن نضيع وقتك برسائل تافهة )

* indicates required
تابع القراءة

قصص ريادية

قصة صعود إيك باتيستا قبل أن يتورط في قضايا فساد ورشاوي كبرى!

صادرت الشرطة كل ممتلكات باتيستا من السيارات والمجوهرات وتم تجميد أرصدته البنكية.

منشور

في

بواسطة

إيك باتيستا

يهتم الكثيرون منا بمتابعة مشاهير كرة القدم في البرازيل وقصة كل لاعب من هؤلاء، إلا أن البرازيل لها قصص أخرى في عالم البيزنس لا تقل إثارة عن مثيلاتها في كرة القدم، ومن هذه القصص ما حملته لنا وكالات الأنباء العالمية عن القبض على الملياردير البرازيلي إيك باتيستا عملاق صناعة النفط والغاز في البرازيل.

فكيف تمكن هذا الرجل من الوصول لمرتبة أغنى رجل في البرازيل، وكيف تورط بعد كل ذلك في قضايا فساد زجت به إلى السجن؟

طفولة في البرازيل ومراهقة في أوروبا

وُلد إيك باتيستا في عام 1956 بالبرازيل، وقد قضى مع عائلته فترة طفولته هناك، ثم هاجر معهم إلى أوروبا، حيث قرر الأبوان أن من الأفضل له الدراسة في المدارس الأوروبية عن البرازيلية، فتنقل في المرحلة الثانوية بين جينيف وبروكسل.

ثم التحق بجامعة في ألمانيا ودرس بها هندسة التعدين في عام 1974، وفي نفس الوقت كان يعمل أثناء الدراسة ليوفر نفقات التعليم، فكان يبيع وثائق تأمين للمهتمين بهذا النوع من المشتريات.

عودة للبرازيل وتأسيس شركة خاصة

في بداية الثمانينات عاد باتيستوتا إلى البرازيل، كان قد أنهى دراسته الجامعية وقرر أن عليه أن يستفيد من دراسته ويصبح رائد أعمال، فتواصل مع عدد من أبرز مصدري الذهب في منطقة الأمازون وفي نفس الوقت كان يبحث عن مشترين في أوروبا.

وكانت هناك شائعات أن المافيا الإيطالية تسيطر في ذلك الوقت على التجارة في عدد من دول أمريكا الجنوبية فقرر باتيستا أن عليه ألا يسمع لهذه الشائعات وبدأ بالفعل في تأسيس شركته التي حاولت توفير مصادر للذهب الخام.

إيك باتيستا و أول مليون دولار

قبل أن يتجاوز باتيستا الرابعة والعشرين من عمره كانت تجارته تحقق إنجازات مذهلة، وفي ذلك العُمر استطاع أن يحقق أرباحًا تجاوزت المليون دولار، وقد ساعده ذلك في عقد صفقات تجارية ضاعفت له أرباحه.

وظلت ثروته تتضاعف حتى عام 2012، وأصبحت شركته مشهورة بتجارة الذهب والألماس، ودخلت تجارته أسواقًا جديدة، وفي ذلك الوقت كان قد أسس 6 شركات جديدة تعمل في قطاعات التعدين والنفط والنقل.

 حياة الرفاهية .. بداية السقوط

مع تضخم ثروته أحب باتيستا رغد العيش وحياة الرفاهية، وقد انضم لفريق القوارب في البرازيل وبرع في تلك الرياضة حتى فاز فريقه ببطولة البرازيل، ثم انصرف باتيستا عن الرياضة وانطلق يشتري الكثير من الأشياء غير الضرورية كالكثير من البيوت الفاخرة والسيارات الفارهة والطائرات الخاصة باهظة الثمن..

ولم يكن باتيستا يدري أن أسعار الذهب ستنهار خلال فترة وجيزة، فباع حصته في شركته الرئيسية التي خسرت بشكل غير متوقع، وقد خسر باتيستا ما يقرب من ثلثي ثروته أي نحو 19.4 مليار دولار، وحاول السيطرة على تجارته بما بقي له من شركات أخرى.

وحقق باتيستا من بيع حصته بشركته الرئيسية نحو 2 مليار دولار، ورغم ذلك استمرت خساراته تتوالى عبر انخفاض حاد في قيمة الأسهم التي يملكها، حتى إنه كان يخسر مليوني دولار يوميًا، وخرج تمامًا من قائمة المليارديرات بحلول عام 2013.

وكان من أبرز أسباب هذا السقوط المدوي هو عجز شركاته عن الإيفاء بوعودها في إنتاج كميات محددة من النفط، ومنها شركته “أوه جي إكس”، والتي كانت قد أعلنت أنها ستنتج 15 ألف برميل يوميًا، لكن في حقيقة الأمر عجزت هذه الشركة عن إنتاج 5 آلاف برميل يوميًا.

 اتهامات وملاحقات أمنية

لم تقتصر الأخبار السيئة حول إيك باتيستا على انهيار تجارته فحسب، فقد صرحت طليقته للصحافة أنه يخفي حقيقة أصول تجارته، وقالت أن لديه منجم ذهب بمئات الملايين لكن السلطات البرازيلية لا تعلم عنه أي شئ.

كل ذلك مع اتهامات أخرى تسبب في مداهمة القوات الأمنية البرازيلية لقصر باتيستا في عام 2015، لكنه في ذلك الوقت كان خارج البرازيل، كانت هذه الأخبار بمثابة مفاجأة عاصفة لكل الذين يتابعون بداية صعوده في عالم ريادة الأعمال، فكل ذلك انتهى وأصبح من الماضي.

لقد صادرت الشرطة كل ممتلكات باتيستا من السيارات والهواتف والساعات والمجوهرات وأجهزة الحاسوب وتم تجميد أرصدته البنكية ومصادرة أصوله التجارية.

وفي عام 2018 حكم القضاء البرازيلي على إيك باتيستا بالسجن لمدة 30 عامًا لتورطه في العديد من قضايا الفساد والرشاوي، وتم تغريمه بملايين الدولارات لتسهيله صفقات تجارية مشبوهة، كل ذلك وضع خط النهاية لرجل كان يومًا محط أنظار أولئك الذين يتطلعون لنموذج ملهم لرواد الأعمال.


# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا ، ولينكيدإن من هنا

اشترك في نشرتنا البريدية لمتابعة جديدنا ( لا تقلق، لن نضيع وقتك برسائل تافهة )

* indicates required
تابع القراءة

الأكثر رواجاً