رواد الأعمال
شراكة تتحول الى عداوة: لماذا لا تنجح الكثير من الشراكات في عالم الأعمال؟
تبدو الأمور مشجعة في بداية الشراكة، ثم تتحوّل بعد مرور عدة شهور الى معارك بين الشريكين وليس تعاوناً! .. لماذا ؟

للوهلة الاولى يبدو الامر شراكة محفزة بينك وبين شريكك في بداية المشروع ثم يتحول – بظروف متتالية – الى عداوة. بشكل عام، العثور على شراكة جيدة مع شريك تجاري ناضج امر صعب، لكن البحث عن تناغم مع شريكك التجاري هو الأمر الأكثر صعوبة، فعلى الرغم أن الكثير من الشراكات التجارية تستمر لعدة سنوات، إلا أن الجانب الخفي الذي لا نراه في من الجبل الجليدي أن معظم هذه الشراكات الناجحة احتاجت إلى أوقات طويلة ليصل الشركاء إلى التناغم الكافي.
يمكن القول ان عقد شراكة يشبه في مجمله أشبه بالزواج، يحتاج إلى وقت ليحصل التناغم بين الزوجين وتستمر سفينة الحياة لفترة طويلة.
الكثير من الشراكات في المشروعات الناشئة، يجاهد أصحابها حتى تستمر، ومع ذلك لا يوفّقهم الحظ لذلك على الرغم من مجهوداتهم وينتهي الأمر بفشل الشراكة فيما بينهم. السبب أن الأمر لا يتعلّق فقط بالمجهود لإستمرار الشراكة، بل يتعلّق بأسباب أخرى قد يعرفها المؤسسون أو يتجاهلونها، ولكنهم يعيشونها كل لحظة من لحظات شراكتهم في ادارة الشركة.
الخوف من المواجهة
أحد أهم أسباب فشل شراكة الناس لبعضهم البعض؛ هو الخوف من المواجهة، لسبب ما ، يخشى الشركاء مواجهة بعضهم البعض. فكرة اللقاء ، ومن ثمّ تصريح كل شريك للآخر بأنه يرى الآداء سيئاً، أو يرى أن الآخر متواضع الامكانيات، أو يرى ان الشركة لا تحقق أداءً مُرضياً ويتم استعراض الاسباب بصراحة ، بما فيها اسباب تشمل اتهام الشريك الآخر بالتفصير أو الخطأ. هذه المواقف ” الخوف من المواجهة ” أو الاحراج أو عدم الرغبة في التسبب في مشاكل، تعتبر من اهم اسباب فشل الشراكات.
الشيء الصحيح الذي يجب ان تفعله بهذا الصدد، هو انه بمجرد الشعور بأن شريكك يخطئ، ادعوه الى المواجهة. وعوّده ان يفعل المثل، اذا شعرك انك تُخطئ، يدعوك الى المواجهة ، بدلاً من تبادل الاتهامات بالنظرات ، أو كبت مشاعر الغضب او الضيق من الآخر.
لا تهتم اذا ما جرح احدكم مشاعر الآخر، فقط قولوا ما في أذهانكم. واذا زادت حرارة النقاش، ذكّر شريكك او شركاءك بانكم في قارب واحد، وان على الجميع ان يبذل قصارى جهده، واذا رأى احدكم الآخر يعيق النشاط التجاري او يرتكب أخطاءً قاتلة، يصمم بقية الشركاء على تنبيهه.
باختصار، خشيت من إخبار شريكك بما تشعر به، فلن تكون قادرًا على جعل عملك ناجحًا. بل وسيؤدي هذا الشعور الى تراكم المشاكل، مما يجعل احتمالية فض الشراكة لاحقاً أكبر.
ضعف في التواصل
ضعف التواصل من أهم أسباب فشل الشراكة ، فبدون التواصل، لن يتم إنجاز أي شيء، فلا يجب عليك أنت وشريكك التواصل بشكل منتظم فقط، ولكن يجب عليكم كثرة التواصل. تحدثا بشكل منتظم، وابحثا عن المشكلات داخل الشركة وحاولا حلها معًا.
ما يجب أن تعرفه، أنه بخصوص شراكة الاعمال تحديداً، فإن كثرة التواصل سوف تساعد على الحفاظ على معدّل ثابت من تحفيزكما أيضاً، ستساعدك انت وشريكك / شركاءك في التوصل الى أفكار، والعمل بحماس اكبر، بل والاستمتاع بالعمل معاً. اما انقطاع التواصل لفترات طويلة، سيحوّلكما الى غرباء، والغرباء لا يتشاركون.
توزيع سيء للأدوار
يجب ألا تفعل أنت وشريكك نفس الشيء داخل الشركة، خاصةً في البداية، فليس لديك ما يكفي من النقود لتوظيف أشخاص آخرين، لذلك عليك التركيز على حل المشكلات المختلفة.
بعبارة أخرى، تحتاج إلى التعاون مع شريكك لتحليل المشكلات، ثم توزيع الأدوار بحيث لا تتداخل مهامكما سوياً. اذا كنت تتعامل مع الأمور المتعلقة بالايرادت والتسويق والاستراتيجية، فشريكك يجب أن يركز على تطوير المنتج وتصميمه. أما ان يعمل كلاكما في نفس الأشياء، فهذا الى جانب كونه مضيعة للوقت ، واستنفاذ للمجهود، فهو أيضاً قد يؤدي إلى نشوء مشاكل بدلاً من التكامل بينكما.
تأكد أن كلاكما يعرف بوضوح من سيفعل ماذا، حتى لا يتخطى أحدكما عمل الآخر.
نفاذ الصبر
لا تتوقع إنشاء شراكة مثالية في غضون بضعة أسابيع أو شهور أو حتى سنة. سيستغرق الأمر بضع سنوات على الأقل لمعرفة كيف يعمل كل واحد منكم وينخرط في دوره. اصبر قليلاً على شريكك، واطلب من شريكك أن يصبر عليك. الأمر لا يتم بين ليلة وضحاهاً، بل يحتاج الى صبر طويل لفهم تكتيكات عمل بعضكم البعض.
ستدرك أن الأمور تتغير مع مرور الوقت، فعندما تبدأ العمل مع شريكك للمرة الأولى، من الطبيعي ان يحدث بعض التخبّط وتأرجح في الآداء سوف ينتج عنه – اذا صبرتما – تطوير كبير في الآداء ربما يصل لمرحلة تبادل الأدوار. قد تبدأ انت كشريك تركّز على الجانب التقني، بينما يبدأ هو عمله كشريك يركّز على الجانب المالي. بمرور الوقت، ونشاط الشركة، والصبر على الآداء، قد يتحوّل النشاط الى ان تركّز انت على الجانب المالي، ويركّز هو على الجانب التقني. بمعنى آخر، يحدث تبادل أدوار، في مصلحة الشركة بعد ملاحظة طريقة عمل وآداء كل منكمان.
سيعالج الصبر أيضًا الكثير من المشاكل التي تواجهها، فلا تتوقع ان تكون الامور مستقرة دائماً من الناحية المالية. عندما تتدفق الاموال ، يصبح كل شيء جيد بينك وبين شريكك، وعندما تبطيء الاموال أو تتوقف، هل هذه ذريعة لشنّ حرب بينك وبين شريكك ؟ .. اصبر ، وبمرور الوقت سوف تتعلم كيف تسير الامور، وكيف تدوم شراكة حقيقية متينة.
تعارُض الاهداف الشخصية
على الرغم من أن أهداف الحياة الشخصية يجب ألا تؤثر على الشراكة، إلا أنها تؤثر فعليًا. فإذا كان هدفك هو أن تعيش حياة مترفة وهادئة بينما يريد شريكك العمل طوال الأسبوع في المكتب، فإن الأمور – قطعاً – لن تنجح. سيشعر أحدكم أن الآخر لا يقوم بأداء دوره في العمل، مما سيؤدي في النهاية إلى حدوث الكثير من المشاكل.
لذا إذا كانت أهدافك في الحياة تتماشى مع أهداف شريكك، فستساعد في الحفاظ على السلام بينكما. اذا كنت وشريكك تجتمعون على حب العمل لمدة 7 أيام في الاسبوع ، وكل منكما طموح لبناء شركة كبيرة، ومولع بالتفاصيل والانغماس في العمل حتى النخاع، فأنتما تحملان نفس الاتجاهات. اما اذا كانت اهدافكما واتجاهاتكما مختلفة ومتعارضة، فعلى الارجح سيكون هناك أيام سيئة قد تنتهي الى فضّ الشراكة.
قبل أن تتشارك مع أي شخص، تأكد من أن لديك أهداف حياة مماثلة له، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعمل.
الصداقة !
قد لا تتفق مع ذلك، ولكن لا ينبغي أن يكون شريكك هو صديقك المفضل. فأنت تحتاج إلى وقت تقضيه بعيدًا عن العمل، ويجب أن يكون لديك في ذلك الوقت مجموعة أصدقاء، أما إذا كنت مع شريكك يوميًّا، فستملّ في النهاية من مجاورته دائمًا.
لذا يجب أن يكون لديك دائرة أصدقاء خاصة لأنها ستوفر لك مساحة أكبر، بالإضافة إلى أنها ستساعدك على تحسين العمل، لأن شريكك سيتعلم أشياء مختلفة من أصدقائه مقابل ما تتعلمه أنت من أصدقائك.
والأهم من ذلك، لا يوجد اسوأ من شراكة مع صديق قديم، لأن الشراكات تمتليء بالمشاحنات والمواجهات، قد لا يتحمّل منك صديقك الصدوق تصرّفاً حاداً او قراراً انانياً. شريكك لا علاقة له بالصداقة، العلاقة بينك وبينه علاقة زمالة أولاً وأخيراً، تتحوّل الى صداقة في نطاق الشراكة. الشريك يتحوّل الى صديق بسهولة، لكن الصديق نادراً ما يتحوّل الى شريك بالسهولة ذاتها.
التنفيذ الضعيف
الكثير من الشركاء يميلون للإسهاب في حديث حماسي بخصوص وضع الاستراتيجيات اليومية والقريبة وبعيدة المدى، ولكن عندما يأتي موضع التنفيذ، يبدو أن كل شيء سيء. الإفتقار الى التنفيذ الجيد، واحد من أهم اسباب إنهيار الشراكات الاستراتيجية، اذا لم تكونوا قادرين على التنفيذ ، فغالبا لن تنجح الامور على المدى البعيد.
ركز وقتك وطاقتك على إنجاز الأشياء لأنك بحاجة إلى الشعور بالإنجاز، وإذا لم تقم بذلك، فسوف تبدآن بتوجيه أصابع الاتهام إلى بعضكما البعض. الخطوة الاولى لإنهيار كل شيء.
الانفعالات المنفلتة
بشكل عام، الانفعالات امر راسخ فينا جميعاً. لكن، شيوع الانفعالات لتصبح هي اساس التعامل في نطاق شراكة تجارية، يجعل الامور تسير للأسوأ بدون شك. عندما يصرخ شخص في وجهك أو يلومك، فمن الطبيعي أن تجادل وتعارض وتصرخ وتلوّح بيديك غاضباً. وعندما يكون الحديث رقيقاً هادئاً لطيفاً أكثر من اللازم، فقد يحوّل سياق العمل الى نطاق عاطفي بالكامل، حتى في اوقات الازمات والمشاكل.
لا تكن عاطفيًّا مع شريكك، بل كن منطقيًّا، وعندما يكون هناك خطأ ما، خذ خطوة إلى الوراء وانظر إليه من منظور خارجي، ثم اكتشف الاستجابة المنطقية واتبعها.
في نهاية الأمر، سيفعل كل منكما ما يشعر أنه الأفضل للشركة، لذلك ليست هناك حاجة إلى الانفعالات المبالغ فيها، العواطف لن تساعدك على تحقيق أهدافك؛ ولكنها فقط ستؤثر على علمك.
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا
رواد الأعمال
أصغر أثرياء العالم: 5 شباب تحت الثلاثين حققوا ثروة بقيمة مليار دولار!
أكبرهم عمرًا لم يتجاوز الثلاثين بعد!

نشرت مجلة فوربس المتخصصة في شؤون المال والأعمال قائمة عن أصغر أثرياء العالم، تحديدًا أصغر 5 أثرياء استطاعوا تحقيق ثروة بقيمة مليار دولار قبل أن يتجاوزوا الثلاثين من عمرهم لعام 2022.
وفيما يلي نستعرض أسماء هؤلاء ورحلتهم لتحقيق هذه الثروة رغم أعمارهم الصغيرة في عالم البيزنس وريادة الأعمال.
أصغر أثرياء العالم
غوستاف ماغنار ويتزو
واحد من أصغر أثرياء العالم نرويجي الجنسية ويبلغ من العمر 29 سنة، ويأتي في قائمة فوربس بصافي ثروة تقدر بنحو 3.9 مليار دولار، وقد جاء الجزء الأكبر من ثروته من تربية الأسماك، إذ تلقى هذه الصناعة رواجًا في دولة النرويج، وهي منتشرة بشدة في قطاعات واسعة من الأوساط الشبابية الذين يستثمرون بدرجات متفاوتة في تربية الأسماك.
ويمتلك ويتزو ما يقرب من 50% من مزرعة SalMar ASA التي تعتبر إحدى أضخم المزارع المنتجة لأسماك السلمون على مستوى العالم، وقد ورث هذه الحصة عن أبيه من عام 2013.
ويتولى والد ويتزو الآن رئاسة مجلس إدارة شركة SalMarالتي تم تأسيسها في بداية التسعينيات، ومن عام 2017 استطاعت المزرعة توسيع نطاق تصديرها لتحتل مرتبة متميزة عالميًا.
ويأتي جزء من ثروة ويتزو من استثمارات عقارية كبيرة، إلى جانب شرائه حصص في شركات ناشئة تعمل في مجال التكنولوجيا.
سام بانكمان فرايد
وهو أمريكي الجنسية ويبلغ من العمر 30 عامًا، ويأتي في قائمة الفوربس بصافي ثروة تقدر بنحو 17.4 مليار دولار، وقد تعلم في معهدماساتشوستس للتكنولوجيا.
ويأتي الجزء الأكبر من ثروة فرايد من قطاع العملات المشفرة من خلال التداول عام 2019 عبر Alameda Research وبورصة FTX.
وفي بداية حياته تداول فرايد في Jane Street Capital، وقد ازدادت قيمة مشاركته في بورصة FTX حتى بلغت 18 مليار دولار، مما ضاعف من ثروته مقارنة بما كان يحققه في أعوامه السابقه، وفي عام 2022 تجاوزت استثماراته في هذه البورصة 40 مليار دولار.
وقد أعلن عن نيته للتبرع بغالبية ثروته تقديرًا لدور المجتمع المدني وامتنانًا لمؤسسات التعليم والصحة التي تبذل جهودًا كبرى لتطوير مستويات التعليم والرعاية الصحية.
أليكس عطا الله
وهو أمريكي الجنسية، ويبلغ من العمر 30 عامًا، وقد درس في جامعة ستانفورد، وهو يتولى رئاسة قطاع التكنولوجيا في بورصة الرموز غير القابلة للاستبدال OpenSeaالتي تم تأسيسها عام 2017.
وقد أصبح عطا الله أول ملياردير يحقق ثروة من الرموز غير القابلة للاستبدال من بعد نجاحه في جولة تمويل ضاعفت من قيمة شركته العاملة في هذا القطاع إلى نحو 13 مليار دولار.
ويقع مقر شركة عطا الله في نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد استطاع أن يدخل في شراكات واعدة مع كيانات كبرى مثل شركة الاستثمار (Andreessen Horowitz) ومسرعة الأعمال (Y Combinator) ومنصة تشفير العملات(Coinbase) ومؤسسة تطوير البرمجيات (Dapper)
جوناثان كووك
وهو صيني الجنسية، ويبلغ من العمر 30 عامًا، وتأتي ثروته من الاستثمارات العقارية، حيث يتولى كووك قيادة شركة Empire Group Holdings للتطوير العقاري في هونغ كونغ من بعد موت أبيه.
ويتم تصنيف شركة كووك Empire Group Holdings كواحدة من أكبر شركات الاستثمار العقاري في الصين، إلا أنه ونظرًا لبعض الترتيبات الإدارية تم استبعاد كووك من قبل إخوته عن إدارة الشركة وتولى مهام تنفيذية أخرى.
ويمتلك كووك حصص في 5 صناديق استثمارية كبرى في الصين، وهو مصنف كأصغر ملياردير في هونغ كونغ، ومن أصغر المليارديرات في تاريخ الصين.
غاري وانغ
من أشهر أصغر أثرياء العالم ، وهو أمريكي الجنسية، ويبلغ من العمر 29 عامًا، وقد درس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونال شهادته في تخصص الرياضيات وعلوم الحاسوب.
وفي بدايته في عالم التكنولوجيا عمل وانغ في شركة جوجل، حيث أسس أنظمة تكنولوجية رائدة كانت مهمتهاضبط الفئات السعريةلملايين الرحلات الجوية عبر دول مختلفة، قبل أن ينضم لعالم العملات المشفرة.
وهو يأتي في قائمة الفوربس بصافي ثروة تقدر بقيمة 4.6 مليار دولار، وهو حاليًا الرئيس التنفيذي لقطاع التكنولوجيا في بورصة العملات المشفرة FTX.
وقد شارك وانغ في تأسيسبورصة العملات المشفرة FTXمع سام فرايد في سنة 2019، وتتيح هذه البورصة شراء وبيع مشتقات العملات المشفرة.
ويمتلك وانغ نحو 16% من هذه البورصة، ونحو 18% من إجمالي أعمالها في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو مستمر في تطوير منصات العملات المشفرة ويخطط لمشاركة كيانات كبرى للاستثمار في هذه القطاع.
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا ، ولينكيدإن من هنا
رواد الأعمال
ما لا تعرفه عن الملياردير وارن بافيت : رفضته جامعة هارفرد فأصبح من بين أغنى 5 رجال في العالم!
واحد من بين هؤلاء الأثرياء الذين بدأوا حياتهم من الصفر، صاحب أشهر العلامات التجارية الأمريكية في قطاع الطيران والبنوك وغيرها.

قد يرى البعض منا أن الكثير من الأغنياء لم يتعبوا في رحلتهم في الحياة وأن ثرواتهم قد ورثوها من شركات عائلية عملاقة، إلا أن السير الذاتية لعدد كبير من رواد أعمال عالمنا المعاصر تثبت خلاف ذلك.
وواحد من بين هؤلاء الأثرياء الذين بدأوا حياتهم من الصفر هو وارن بافيت صاحب أشهر العلامات التجارية الأمريكية في قطاع الطيران والبنوك وغيرها. . فكيف استطاع تحقيق ذلك؟!
طفولة غير تقليدية
وُلِدَ وارن بافيت في الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة أوماها في ولاية نبراسكا في عام 1930، وكان أبوه يعمل سمسارًا في شركات للأسهم المالية، أما أمه فكانت ربة بيت، وقد التحق بمدرسة وودرو ويلسون الثانويةفي واشنطن.
وكانت دراسته في واشنطن نقطة اكتشافه لعالم المال، إذ اشترى في ذلك الوقت ماكينة ألعاب بقيمة 25. دولارًا ووضعها في صالون حلاقة فحصل من ورائها على ربح كبير، فاشترى ماكينات أكثر وتضاعفتأرباحه حتى تجاوزت ألف دولارًا.
وكانت تلك الواقعة ملهمة لبافيت فيما بعد، إذ إنه بدأ يعتمد على نفسه في جني المال ويخطط باستمرار لمضاعفة ما يملكه من خلال الابتكار وتجديد أفكاره،وأثناء دراسته بالمدرسة عمل بافيت كبائع للجرائد، وإلى جانب ذلك كان يقدم نصائح مدفوعة عما يتعلق بسباقات الخيل.
وقد كان أبوه يشجعه على تنميه مواهبه واستثمارها، ولذلك كان بافيت يزور أبيه في مكتبه ويدرس حالات الأسهم ثم بدأ يستثمر فيها بمبالغ قليلة نحو 40 دولارًا للسهم الواحد، حتى حقق أرباحًا من ارتفاع بعض الأسهم.
وكل ذلك كان يدفع بافيت للاستمرار في شراء الأسهم ودراسة سوق الأسهم بشكل جيد للوقوف على أسباب صعود وهبوط كل سهم، ولتحقيق أكبر قدر ممكن من الربح من شركات الأسهم الأمريكية.
نبوغ في الجامعة
في عمر السادسة عشر التحق بافيت بجامعة بنسلفانيا لدراسة إدارة الأعمال، بعد أن تقدم بطلب للالتحاق بجامعة هارفارد التي رفضته ولم توافق على طلبه، كان رفض هارفارد له مسار تحول في حياته، وقد قال بافيت أنه كان أفضل شئ حدث له في حياته.
صمم بافيت من بعد رفض هارفارد له على إثبات ذاته وتحقيق طموحاته تدريجيًا، وقد انتقل بعد ذلك من جامعة بنسلفانيا إلى جامعة نبراسكا للحصول على درجة البكالوريوس.
وفي ذلك الوقت تأثر بكتب بنجامين جراهام في الاستثمار، وكان لهذه الكتب الفضل في استيعابه لمتغيرات عالم المال والأعمال، وتوسع في قراءة غيرها من الكتب،وفي سن العشرين أنهى وارن بافيت دراسته الجامعية، لقد كانت الجامعة بداية نضجه وانطلاقه في الحياة العملية.
وطيلة هذه السنوات كان مستمرًا في مشروعاته الصغيرة التي حققت له ما يزيد عن 10 آلاف دولار، وقد كان لبافيت براعة غير عادية في الأمور المالية في المرحلة الجامعية لدرجة أن زملائه كانوا يطلقون عليه “المعجزة الرياضية”.
ودفعه ذلك للتسجيل لنيل درجة الماجيستير في جامعة كولومبيا، وكان بنجامين جراهام ضمن طاقم التدريس في هذه الجامعة، وكان يشجعه لبدء الاستثمار وتطبيق ما تعلمه في الجامعة من أساتذته، وقد عمل بافيت بعد انتهائه من الماجيستير كمحلل سندات في شركة جراهامنيومان.
الطريق إلى المليون دولار
في عام 1956 بدأ وارن بافيت في تطبيق ما تعلمه في دراساته الجامعية، ورأى أنه سيحقق نجاحًا كبيرًا لو استثمر في الشركات المُقَدَّرة بأقل من قيمتها، مما ساعده في تأسيس شركته Buffett Partnership Ltd في مدينة أوماها.
وبمجرد تأسيسه للشركة سعى بافيت لعقد شراكات قوية مع عدد من الكيانات الناجحة، وفي أوائل الستينيات استطاع أن يصبح مليونيرًا بسبب هذه الشراكات التي جمعها في مجموعة واحدة وهي Berkshire Hathaway .
شركات عملاقة وأرباح بمليارات الدولارات
وقد أصبحت شركتهBerkshire Hathaway من أنجح وأشهر الشركات التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، واستمر بافيت في سياسته في شراء أسهم الشركات الناجحة فاشترى في عام 1987 نحو 12% من أسهم شركة Salomon Inc.وبذلك أصبح هو أكبر مالك لأسهم هذه الشركة.
وفي السنة التي تليها اشترى بافيت نحو 7% من أسهم عملاق صناعة المشروبات الغازية كوكا كولا مقابلمليار دولار، وهو ما حقق لشركته أرباحًا هائلة بعد ذلك،واستمر بافيت في استراتيجيته لتطوير مجموعته Berkshire Hathawayوقام بإلغاء كل ما يتعلق بصناعة المنسوجات في مجموعته.
ووسع نطاق شراء أسهم مجموعته في مجال الإعلام، فاستثمر في صحف مثل الواشنطن بوستوفي مجال التأمين استثمر في شركة GEICO واستثمر في شركةExxon. المتخصصة في الطاقة.
ومع كل استثمار جديد لمجموعته يحقق بافيت إنجازات مذهلة، حتى بات يُعرف بعرّاف أوماها، بعد أن أظهر للجميع قدرة استثنائية على تحويل الشركات ضعيفة الربحية إلى عالية الربحية، وقد وصلت أرباح مجموعة Berkshire Hathaway في 2019 إلى ما يزيد عن 80 مليار دولار، وهو ما يجعلها من أنجح وأغنى شركات العالم.
مرض ثم استكمال المسيرة من جديد
في عام 2012 أخبر الأطباء وارن بافيت بإصابته الخطيرةبسرطان البروستاتا، صُدم بافيت ولكنه تقبل الأمر في النهاية وبدأ ينتظم في جلسات العلاج الإشعاعي، وتعافى إلى حد كبير في نوفمبر من نفس العام.
وبعد تعافيه استكمل وارن بافيت مسيرته المدهشة في صناعة الثروة، ففي فبراير عام 2013 اشتري بافيت شركة هاينز بنحو 28 مليار دولار، واستحوذ على شركة دوراسيلللبطاريات وشركة كرافت للأغذية، وقام بدمجها مع هاينز في 2015.
وارن بافيت بين المال والسياسة
مثلما كان بافيت يراهن في عالم المال على الخيارات الاستثنائية فكذلك كان يفعل في عالم السياسة، وقد اختار في 2015 تأييد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وفيما تلا ذلك كان يعلن رفضه لسياسات ترامب قبل وبعد توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عام 2016 قام وارن بافيت بتدشين موقع إلكتروني لتحفيز مواطني نبراسكا من أجل ممارسة حقوقهم الانتخابية، وقد وفر هذا الموقع الإلكتروني تسجيل وإيصال الناخبين إلى مواقع الاقتراع وإرشادهم في حالة احتاجوا لوسيلة مواصلات، لاسيما إذا كانوا من كبار السن.
وكان بافيت يشكك في صدق نوايا ترامب، ويشكك في إقراراته الضريبية، وبالفعل فإن ترامب هو الوحيد من بين كافة رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الذي لم يعلن عن إقراراته الضريبية أمام الشعب الأمريكي.
ثروة ضخمة وتبرعات سخية للمؤسسات الخيرية
دائمًا ما يحل بافيت ضيفًا على تقارير مجلة فوربس المتخصصة في عالم المال والأعمال، إذ يتصدرعادة قوائم المجلة لأغنى 5 رجال في العالم، بصافي ثروة تُقدر بنحو 118 مليار دولار، وهي في تزايد مستمر.
وللمفارقة فإن ثروة وارن بافيت توازيالناتج المحلي الإجمالي لدولكالمغرب وغيرها، وهي تعادل نصف الناتج المحلي لدول البرتغال ونيوزيلندا.
وقد تلقى وارن بافيت تكريمات عديدة من شخصيات ومؤسسات أمريكية وعالمية، وفي عام 2011 منحة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ميدالية الحرية الرئاسية، وهي من أعظم الأوسمة الأمريكية.
والذي يجعل من وارن بافيت ملهمًا لقطاعات واسعة من الشباب الأمريكي هو شغفه بالعمل الخيري، ففي عام 2006 تبرع بغالبية ثروته لمؤسسات الأعمال الخيرية، وهو ما كان مفاجأة لمجتمع رجال الأعمال بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقد خصص بافيت نحو 85% من ثروته لمؤسسةBill and Melinda Gates Foundation. وهي تابعة لبيل وليندا جيتس، وهما أصدقاء لوارن بافيت، وهما أول من شجعوه للتبرع بثروته، فيما عُرف بتعهد العطاء، ومن خلاله يتبرع أغنياء الولايات المتحدة الأمريكية بغالبية ثرواتهم من أجل إنفاقها على علاج وإطعام الفقراء والمرضى في إفريقيا وغيرها.
وقد شجع وارن بافيت غيره من رجال الأعمال بأن يحذوا حذوه ويتبرعوا بغالبية ثرواتهم من أجل تنمية وبناء المجتمعات الأضعف، وهو ما ضاعف من شعبية بافيت لدى الشباب الأمريكي، لاسيما بعد أن كشفت بعض وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية عن ملامح كثيرة من شخصيته المتواضعة.
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا ، ولينكيدإن من هنا
رواد الأعمال
الصبر أولها: 5 أشياء ضروية هي التي تحدد نجاح مشروعك الصغير القادم.. أو فشله !
شراء سيارة أجرة وتشغيلها ، هذا مشروع تقليدي صغير. أما تطوير تطبيق رقمي مثل أوبر أو كريم ، فهذه شركة ناشئة.

قد تختلف الأشياء الأساسية التي تحتاجها لبدء مشروعات صغيرة عن تلك التي تحتاج إليها لإنشاء شركة ناشئة ( ستارتب ) ، فالأعمال والمشاريع الصغيرة هي شركة مملوكة ومدارة بشكل مستقل تقوم ببيع المنتجات المعروفة ( التقليدية ) للعملاء المعروفين في الأسواق المحلية، يتم تأسيسها من أجل الربح، لا لكي تكون شركة مهيمنة في مجالها.
بينما الشركات الناشئة يجب أن تكون شركات تستهدف السوق التقني، مرتبطة بالإنترنت، وتضع الحلول المُبتكرة في مقدمة نموذجها التجاري للعمل.
كمثال: شراء سيارة أجرة وتشغيلها ، هذا مشروع تقليدي صغير. أما تطوير تطبيق رقمي مثل أوبر أو كريم ، فهذه شركة ناشئة.
افتتاح مطعم أو مقهى ، هو مشروع صغير تقليدي. أما تأسيس تطبيق إليكتروني للربط بين المطاعم والشركات والافراد، فهذا ستارتب ، له معايير مختلفة في النمو والتوسع.
هنا نتكلم عن المشروعات الصغيرة التقليدية ، وليس الشركات الناشئة المُبتكرة. إليك الأشياء الخمسة الأساسية التي عليك التفكير بها قبل البدء في عمل مشروعات صغيرة :
أولا: فكرة ونموذج عمل تم إثباتهما بالفعل
الميزة البسيطة والفعالة التي تستغلها شركة صغيرة جديدة ، هي أنه لا أحد يعمل حتى الآن بفكرة ونموذج أعمال معروف وناجح في السوق المحلية المستهدفة؛ وفشل في مشروعه أو خاطر برأس المال.
فعلى سبيل المثال؛ مطعم الوجبات الجاهزة السريعة، أو مصفف شعر ، أو متجر هدايا صغير؛ كل هذه المشاريع لديها نماذج عمل قوية وناجحة في السوق، وأخذ الفكرة للبدء بمشروع صغير هي خطوة مضمونة لأنه سبق وتم تنفيذها عشرات بل آلاف المرات.
أنت هنا تختلف عن صاحب فكرة الشركة الناشئة Startup ، وهي الشركات التي تستدعي وجود فكرة إما مبتكرة ، او تعتمد بشكل كامل على أدوات تقنية ( تطبيق هاتف ، ذكاء اصطناعي ، إدارة بيانات ، إضافات تقنية ، إلخ ).
المشروع الصغير لا يستدعي كل هذا، فقط تأكد أن السوق الذي تستهدفه ينقصه خدمة معينة، انظر للخدمات الشبيهة ، قلِّد عملها ، ضِف بعض الجوانب الإبداعية، وإنطلق. بأقل قدر من الخسائر ( لأنها فكرة مُجرّبة من قبل وأثبتت نجاحها في سوق شبيه بالذي تستهدفه ) !
ثانياً: المهارات والخبرات المطلوبة
ستحتاج إما إلى امتلاك كافة المهارات التي تحتاجها لإدارة مشروعك الصغير بنفسك، أو أن تبحث عن أصحاب الخبرات في هذه المجالات التي لا تتقنها وتستثمر مالك بهم.
فمجالات مثل القضايا القانونية ، والعمليات التجارية ، والتصميم ، والتمويل ، الميزانية ، والتسويق ، ومعرفة السوق المحلية ، والتخطيط ، والتسعير ، والضرائب إلخ؛ كل هذه الأمور بحاجة إلى متخصصين، ومن غير المعقول أن تقوم بنفسك بكافة هذه المهارات المختلفة.
ثالثاً: التمويل الكافي
في هذه المرحلة ، تختلف الشركات الصغيرة بشكل كبير عن الشركات الناشئة، فالشركات الناشئة تبحث عن الفرص دون اعتبار للموارد الخاضعة للرقابة حاليًا، من ناحية أخرى ، يجب أن يكون لدى الشركات الصغيرة موارد كافية قبل البدء.
إن التمويل الكافي إما من خلال المدخرات أو القروض المصرفية؛ يقلل من بعض المخاطر بالنسبة للأعمال التجارية الصغيرة ويساعدها على أن تكون وفية لتعابير تأسيسها.
يتضمن مقدار التمويل الكافي؛ المبلغ اللازم لبناء البنية التحتية للأعمال + صناديق الطوارئ لتغطية الخسائر المتوقعة مع نمو الأعمال التجارية ولتغطية أيضًا الأحداث غير المتوقعة.
رابعاً: الفرصة المناسبة
من أهم الأمور التي عليك التفكير فيها قبل بدء مشروعك الصغير؛ هو كيفية البحث عن الفرصة المناسبة التي تتناسب مع خياراتك وتناسب نمط حياتك وإيجادها.
والأهم أن تكون فرصة تقدم خدمة واضحة وتعمل على سد فجوة في السوق المحلية، وتمكنك من تأسيس مكان مناسب لممارسة أعمالك التجارية، فعدم وجود هذه الفرصة هي عائق لأي بداية.
خامساً: الشجاعة
في هذه المرحلة ، يشترك مؤسسو الشركات الناشئة والشركات الصغيرة في رابطة مشتركة؛ حيث يعلم كلا المؤسسين أن كل شيء يستحق القيام به في الحياة يتطلب الشجاعة ، وعلى الرغم من أن صاحب العمل الصغير يحاول تقليل مخاطره إلى الحد الأدنى ، إلا أنه لا يستطيع التخلص منها جميعًا.
هناك الآلاف من رواد الأعمال المبتدئين الذين لديهم يمتلكون الـ 4 نقاط السابقة، لكنهم غير قادرين على جعل أحلامهم حقيقة واقعة بسبب الافتقار إلى الشجاعة، لذلك الشجاعة أهم عنصر في من قائمة الأشياء الأساسية اللازمة لبدء عمل مشروعات صغيرة .
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا
-
تمويلمنذ 4 أسابيع
منصة HORIZOONX السعودية لأنظمة المطاعم تغلق جولة تمويلية بقيادة Flat6labs
-
الذكاء الاصطناعيمنذ 4 أسابيع
الصين تمنع استخدام روبوت الدردشة ChatGPT حفاظًا على قوانين الرقابة في البلاد
-
شراكاتمنذ 4 أسابيع
طلبات مصر تتعاون مع كوكاكولا بهدف دعم قطاع المطاعم
-
أخبار الشركات الناشئةمنذ 3 أسابيع
شركة IMPACT46 السعودية تطلق صندوق استثماري جديد برأسمال 133 مليون دولار
-
تمويلمنذ 4 أسابيع
السيادي السعودي يقود أكبر صفقة استثمار في قطاع الألعاب بقيمة 265 مليون دولار
-
تمويلمنذ 3 أسابيع
شركة علم السعودية تستثمر 13 مليون دولار في 5 شركات تقنية
-
قصص رياديةمنذ 3 أسابيع
لاري أليسون : حياة مليئة بالألم قادته إلى تأسيس أوراكل العملاقة!
-
قصص رياديةمنذ 3 أسابيع
مؤسس إيباي Ebay : ترك العمل في أبل ليتربع على عرش التجارة الإلكترونية!
يجب عليك تسيجل الدخول لتنشر تعليقًا Login